السكك العراقية تستعيد عافيتها تدريجا وعينها على "القناة الجافة"

  • 6/20/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في مطلع القرن الـ20، أنشأ الألمان شبكة سكك حديد لنقل الأفراد والبضائع في العراق، امتدت من مدينة البصرة جنوباً وحتى الحدود التركية، مروراً بالناصرية والسماوة والديوانية وبابل وبغداد وسامراء والموصل. ولم يكن هذا الخط الوحيد الذي يربط العراق بدول الجوار، إذ هناك خطوط أخرى من بغداد وحتى خانقين إلى الحدود الإيرانية، ألغيت عام 1980 بعد اندلاع الحرب العراقية - الإيرانية، إضافة إلى خط بغداد - كركوك الذي توقف العمل به قبل أعوام طويلة. كما أن لدى العراق خطاً ثالثاً يربط العاصمة بمدينة القائم الحدودية مع سوريا، يمرّ بمدن الفلوجة والرمادي وعكاشات لنقل الأفراد والمنتجات النفطية والبضائع، لكنه تعرّض لأضرار كبيرة خلال المعارك مع تنظيم "داعش" أثناء تحرير مدن محافظة الأنبار. حملة تأهيل كبيرة لربط بغداد بالموصل ويكشف مدير الشركة العامة لسكك حديد العراق طالب الحسيني عن حملة لتأهيل السكك التي دمرها "داعش" والعمليات العسكرية التي أعقبت احتلال التنظيم لعدد من محافظات البلاد. ويضيف أن "الشركة باشرت بحملة صيانة خط بغداد - بيجي الذي يصل إلى مصفاة بيجي التي تعتبر من المصافي المهمة في البلاد"، مبيّناً أن الكوادر الهندسية تواصل إكمال خط مع مدينة الموصل، ويقترب العمل به من مشارف محطة قطار المدينة. وتوقّع الحسيني أن يتم افتتاح خط سكك الحديد الذي يرتبط بمدينة الموصل نهاية الشهر الحالي أو بداية الشهر المقبل، لافتاً إلى أن طوله 407 كيلومترات، وتعرّض لضرر كامل خلال الحرب ضد "داعش". خط بغداد - القائم سيفتتح نهاية العام وعن خطوط سكك الحديد المؤدية إلى المنطقة الغربية من العراق، يشير الحسيني إلى أن الشركة تقوم حالياً بتأهيل خط القائم - عكاشات بعد أن تم إكمال تأهيل خط بغداد - فلوجة بطول 66 كيلومتراً، موضحاً أن "حكومة الأنبار تتولى إصلاح جسور السكة المتضررة وبلغت نسبة الإنجاز فيها 10 في المئة". ويرجح افتتاح خط سكك بغداد - القائم، الذي يبلغ طوله نحو 450 كيلومتراً، في نهاية العام الحالي. وهو يُعدّ من الخطوط المهمة لنقل المنتجات النفطية والبضائع والفوسفات المنتجة في منطقة عكاشات بمحافظة الأنبار إلى بغداد وبالعكس. عودة نقل المنتجات النفطية ويكشف الحسيني عن أن نقل المشتقات النفطية عبر سكك الحديد من مصفاتي الدورة (جنوب بغداد) وبيجي (شمال تكريت) إلى ميناء أم قصر بغرض التصدير، زاد بنسبة 120 في المئة مقارنة بالعام الماضي. واستأنفت القطارات العراقية منذ أشهر وبشكل فاعل نقل صهاريج المشتقات النفطية من مصافي البصرة إلى مستودع الحلة النفطي في محافظة بابل، بهدف تزويد مدن الفرات الأوسط وبغداد بالمشتقات النفطية، خصوصاً زيت الغاز. خطوات جادة لإنشاء القناة الجافة وعن مشروع القناة الجافة (خط سكة حديد)، الذي يربط بين ميناء الفاو جنوب العراق وتركيا عبر فيشخابور (آخر نقطة حدودية مع تركيا)، قال الحسيني إن هناك عدداً من الشركات العالمية تقدمت لإنشاء القناة التي ستكون بطول 1211 كيلومتراً، مشيراً إلى أن المشروع سيكون استثمارياً بنسبة 100 في المئة. وأوضح أن هناك خطاً بديلاً سيتم إنشاؤه يمتد من ربيعة إلى اليعربية وقامشلي السوريتين. ويتلخص مشروع "القناة الجافة"، بمدّ سكة حديد عبر العراق للبضائع الآتية من أستراليا وشرق آسيا نحو أوروبا، وذلك من خلال شحن حمولات السفن في الموانئ العراقية إلى الخليج العربي، بخاصة ميناء الفاو الذي ما زال قيد الإنشاء ومن ثم نقلها عبر خطوط نقل برية إلى تركيا ومنها إلى أوروبا. ويرى أستاذ الاقتصاد في جامعة البصرة نبيل المرسومي أن المشروع سيحفّز عدداً من القطاعات المهمة وسيؤمن فرص عمل وعائدات مالية تقدّر بـ6 مليارات دولار سنوياً. ويضيف أن "ميناء الفاو حال اكتماله سينقل التجارة من الشرق إلى أوروبا"، مشيراً إلى أن المشروع ضخم ويتطلب استثمارات كبيرة، ويؤمل أن يتلقّى العراق كثيراً من العروض العالمية لتوظيفها في هذا المشروع الحيوي، على أن تشكّل لجنة عليا حكومية تختار شركة من بين الشركات المتقدمة". ويلفت إلى أن هناك خيارات عدة لاستثمار "القناة الجافة"، منها أن يكون بالكامل من قبل الشركات الأجنبية مع تقاسم العائدات بنسب معينة مع الحكومة أو أن تتحمل الأخيرة تكاليف المشروع، موضحاً أن المرحلة الأولى من إنشاء ميناء الفاو تتطلب أربعة أعوام. مشروع استراتيجي ويرجح المرسومي أن تحقق "القناة الجافة" عائدات مالية تصل إلى ستة مليارات دولار سنوياً، وهو مبلغ قريب لما تحصل عليه قناة السويس، لافتاً إلى أن المشروع سيحفز عوامل الربط الداخلية والخارجية والقطاعات الأخرى الساندة لها، مثل السياحة والنقل والإسكان والإعمار والطاقة، إضافة إلى توفير فرص العمل للعراقيين. وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وضع حجر الأساس للبدء بإنشاء المرحلة الأولى من ميناء "الفاو الكبير" في أبريل (نيسان) الماضي، التي ستنفذها شركة "دايو" الكورية الجنوبية، بكلفة قدرت بـ2.62 مليار دولار. وبعد إنهاء هذه المرحلة، سيكون الميناء قادراً على معالجة 3 ملايين حاوية سنوياً. ويخطط العراق من خلال هذين المشروعين إلى أن يكون ممراً مهماً للبضائع من آسيا إلى أوروبا اختصاراً لطرق بحرية أخرى، مما يقلص وقت الوصول إلى 25 يوماً بحسب متخصصين. من جانبه، قال وزير النقل الأسبق كاظم فنجان إن المشروع استراتيجي وسيحقق إيرادات كبيرة للعراق. ويضيف أن "الوزارات كافة معنيّة بمشروع القناة الجافة وأن مجلس الوزراء هو الذي يقرّه"، مشيراً إلى أهميته كونه سيربط حوض الخليج بأوروبا من دون المرور بالبحر الأحمر وقناة السويس.

مشاركة :