أشاد عدد من علماء وأئمة مساجد في لبنان، بقرار المملكة إقامة فريضة الحج هذا العام بعدد 60 ألف حاج من المواطنين والمقيمين من مختلف الجنسيات الموجودين داخل المملكة بسبب جائحة كورونا، مؤكدين على أنه قرار حكيم، ويتفق مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف. جاء ذلك في برقيات رفعها عدد العلماء وأئمة المساجد في لبنان، تلقتها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد. وقال عضو الإفتاء في دائرة أوقاف عكار الشيخ خالد إسماعيل إن القرار الحكيم الذي اتخذته المملكة جاء بناء على توصية الجهات الطبية المختصة، وبموافقة أعلى مرجعية دينية للمسلمين في العالم الإسلامي وهي هيئة كبار العلماء، والتي قدرت ضرورة الأخذ بالإجراءات الوقائية في ظل جائحة كورونا، ونحن نثق بقراراتها الشرعية، مؤكداً أن القرار ينبع من الحكمة والإنسانية التي يتمتع بها خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين. من جانبه، قال إمام وخطيب مسجد ومجمع أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- في بيروت ورئيس الجمعية الخيرية للعطاء د. أحمد المرزوق: إنه منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وفق الله المملكة لرعاية مقدسات المسلمين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وإقامة مواسم الحج والعمرة أحسن قيام، وسار أبناؤه الملوك البررة من بعده حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- على خدمة الحجيج وضيوف الرحمن، مؤكداً أن قرار قصر الحج هو قرار سديد يخدم الإجراءات الضرورية للحد من انتشار فيروس كورونا، وحماية ضيوف الرحمن خاصة، بعد ظهور تحورات وتطورات للفيروس حول العالم. وأكد إمام مسجد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- في طرابلس والمدرس في معهد الإمام البخاري للشريعة الإسلامية في منطقة القرقف بعكار الشيخ عبدالمنعم زكريا أن بلاد الحرمين الشريفين حريصة على حماية معتقدات المسلمين وشعائرهم ومقدساتهم، وأنها تثبت في كل مرة نجاحها قيادة وشعباً وذلك بشهادة الجميع، وما مواقفها المتتابعة في شأن جائحة كورونا وآخرها قصر الحج لهذا العام على المواطنين والمقيمين فيها إلا أكبر دليل على أنها حريصة على مصالح الأمة الدينية والدنيوية بين حفظ الدين وحفظ النفس والذي ببقائها بقاء للملة. وبين رئيس أكاديمية الإمام البخاري الدولية د. سعد الدين الكبي أن الموقف الذي اتخذته المملكة، ممثلة بوزارة الحج، هو اقتصار الحج لهذا العام على حجاج الداخل من المواطنين والمقيمين هو موقف شرعي ينطلق من القاعدة الشرعية "التصرف على الرعية منوط بالمصلحة"، وإعمال بقاعدة الحفاظ على الضرورات الخمس ومنها الحفاظ على النفس، لا سيما في زمن جائحة كورونا التي تنتشر بسبب الاكتظاظ وقد تؤدي إلى الوفاة فيأتي هذا الموقف مراعياً للقواعد الشرعية ومقاصد الشريعة. وفي موضوع ذي صلة، وصفت 57 شخصية إسلامية من دولة إندونيسيا، قرار المملكة الذي اتخذته بتنظيم فريضة الحج هذا العام 1442هـ، واقتصاره على 60 ألف حاج من المواطنين والمقيمين داخل المملكة، بأنه يجسد حرص حكومة المملكة على صحة ضيوف الرحمن والمعتمرين وسلامتهم، في ظل ما يشهده العالم من خطر وتطور فيروس وجائحة كورونا. جاء ذلك في برقيات وبيانات وتصريحات تلقتها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد عبر مكتب الملحقية الدينية بسفارة المملكة لدى إندونيسيا. وأكدوا أن قرار المملكة عن الحج جاء لحماية وأمن وسلامة الحجاج من فيروس كورونا "كوفيد19"، وتطوراته وتحوراته الجديدة.. مؤيدين هذا القرار الحكيم، مشيرين إلى أنه إن دل على شيء فإنما يدل على حرص المملكة العربية السعودية على السلامة الإنسانية وأمنها.. داعين الله عز وجل بأن يحفظ المملكة قيادة وشعباً من كل مكروه.