كورونا «قنبلة موقوتة» في البرازيل

  • 6/21/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تجاوز عدد الوفيات في البرازيل العتبة الرمزية المتمثلة بـ500 ألف جراء كوفيد-19، لكن الوباء هو أيضاً «قنبلة موقوتة» تتسبب بأضرار اجتماعية لا يمكن إصلاحها، وفق ما أوضح الباحث في الصحة العامة ألكسندر دا سيلفا لوكالة الأنباء الفرنسية. ويرى الدكتور في جامعة ساو باولو أن مبدأ «الوباء المركب»، أي اقتران حالات الطوارئ الصحية والمشكلات الاجتماعية الاقتصادية في سياق من التفاوتات المتزايدة، هو أكثر من أي وقت مضى موضوع الساعة في البرازيل. وعند سؤال الدكتور إلى أي مدى أدى الوباء إلى تفاقم التفاوتات العميقة أصلاً، في البرازيل؟ أجاب: أن «التفاوتات ازدادت بشكل لا يمكن تصوّره» مضيفاً أن «في الفترة التي وصلت فيها الجائحة، كانت هناك أصلاً الكثير من المشكلات الأخرى في بلدنا. لذلك نتحدث عن وباء مركّب». وتابع «الاستثمارات في مجال الصحة العامة كانت مجمّدة منذ سنوات عدة». لكن الطبيب يؤكد أن «المشكلة ناجمة خصوصاً عن واقع أن السلطات العامة لا تفعل أي شيء عملياً لتقليص التفاوتات الاجتماعية الاقتصادية. معدّلات البطالة لا تكفّ عن الارتفاع وينبغي على عدد كبير من الأشخاص الفقراء التعرض إلى الفيروس للبقاء على قيد الحياة» مشيراً إلى أن «الجوع لا يتوقف عن الانتشار في البلاد. وغالباً ما يكون السكان السود الأكثر هشاشةً». ويعتبر دا سيلفا أن «للأسف الوباء هو قنبلة موقوتة. ما لم يتمّ تسريع حملة التلقيح وما لم يحصل تنسيق أفضل للسياسات الصحية والمساعدة الاجتماعية، سيُسجّل الكثير من الوفيات بعد. وفيات كان بالإمكان تفاديها». وأضاف أثبتت البرازيل في الماضي قدرتها على تنفيذ حملة تلقيح جماعية، لكن اللقاحات وصلت متأخرة وببطء». وأكد أنه «يتمّ التشكيك بشكل مستمرّ بالبديهيّات العلمية، مثل وضع الكمامات مؤخراً. وكان بالإمكان تجنّب أيضاً وفيات كثيرة مع مزيد من الوقاية والرعاية الصحية الأولية التي كان يمكن أن تسمح بتحديد الأشخاص الأكثر هشاشةً المصابين بأمراض مصاحبة». ورأى أن «في مجتمعنا الذي أضعفته الجائحة، لم تكن هناك في أي لحظة سلطة قادرة على أن تظهر توجهاً. بدلاً من ذلك، كان النقاش السياسي مستقطباً أكثر فأكثر وكرّس نشر معلومات خاطئة» معتبراً أن ذلك «تهديد حقيقي للبلاد». وأوضح الطبيب أن «هذا الفيروس يمكن أن يسبّب سلسلة مشكلات على المدى الطويل، مع آثار عصبية وتنفسية وعضلية، من دون ذكر الاضطرابات العقلية»، مؤكداً أن ذلك «سيطرح تحديات هائلة للصحة العامة في المستقبل». وقال «بشكل عام، نشهد في البرازيل تراجعاً في ما يخصّ المكتسبات الاجتماعية، مع انتهاك سلسلة حقوق أساسية، مثل الحق البسيط في الحياة». ومن فرنسا حيث بات مسموحاً الخروج من دون قيود إلى اليابان التي رفعت حال الطوارئ، تخفف بعض الدول الأحد تدابير مكافحة كوفيد-19 بعدما تحسّن الوضع الصحي فيها، وهو احتمال لا يزال بعيداً للبرازيل التي تجاوز عدد الوفيات فيها الـ500 ألف بينما تلوح في الأفق موجة وبائية ثالثة. من جهتها، أعطت الصين حتى الآن أكثر من مليار جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، وفق ما أعلنت الأحد وزارة الصحة من دون تحديد نسبة السكان الذين تطعّموا بشكل كامل. ويمثل عدد الجرعات المحقونة في الصين أكثر من ثلث المجموع العالمي من الجرعات المعطاة. وكان عدد الجرعات المعطاة في العالم قد تجاوز الجمعة عتبة 2.5 مليار، وفق تعداد أجرته الوكالة الفرنسية استناداً إلى مصادر رسمية. بعد ثلاثة أيام من إلغاء إلزامهم بوضع الكمامات في الخارج، يستعيد الفرنسيون الأحد حياة شبه طبيعية. فقد رُفع حظر التجوّل المفروض منذ ثمانية أشهر نظراً لتراجع عدد الإصابات. من جهتها، أعلنت العاصمة الروسية موسكو السبت تسجيل عدد قياسي من الإصابات بكوفيد-19 لليوم الثاني على التوالي، بلغ 9120 إصابة خلال 24 ساعة. وكانت موسكو أحصت في اليوم السابق 9056 إصابة جديدة، مقابل نحو ثلاثة آلاف إصابة يومية منذ أسبوعين.

مشاركة :