خامنئي ينتقد «سذاجة» روحاني إزاء واشنطن

  • 10/8/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

وجّه مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس، انتقاداً ضمنياً للسياسة الخارجية التي تنتهجها حكومة الرئيس حسن روحاني، إذ اعتبرها «ساذجة»، مكرراً رفضه أي حوار مع الولايات المتحدة بعد إبرام الاتفاق النووي. وقال: «تفاوض أميركا مع إيران يعني تغلغلاً، و(الأميركيون) يريدون فتح طريق من أجل فرض إرادتهم. إيران تمنع تغلغل العدو إليها، ومنعت إلى حد كبير تنفيذ خططه في المنطقة». وأضاف خلال لقائه قادة بحرية «الحرس الثوري»: «الحوار مع أميركا يعني تمهيداً لتغلغلها الاقتصادي والثقافي والسياسي والأمني في البلاد. حتى خلال المفاوضات النووية، حاولت الإضرار بمصالحنا القومية، كلما أُتيحت لها الفرصة. مفاوضونا كانوا متيقظين، لكن الأميركيين استغلوا فرصاً. التفاوض مع أميركا محظور، لعدم جدواه ولما تكتنفه من أضرار لا تحصى». وتابع خامنئي: «يسعى الأميركيون من خلال المفاوضات، إلى التأثير في إيران. سبب المشكلة التي تواجهها البلاد، هو وجود أفراد لامبالين أو سذّج لا يفهمون هذه الحقائق. هؤلاء الأفراد هم أقلية أمام الجماهير الثورية العظيمة والواعية والبصيرة في البلاد، لكن هذه الأقلية هي نشطة، تكتب وتتكلم وتكرر مواقفها، والعدو يساعدها». ونبّه إلى أن إيران «في وضع حرج، لأن الأعداء يحاولون تغيير عقلية مسؤولينا وشعبنا، في ما يتعلق بالثورة ومصالحنا القومية». ورأى أن «الشباب هم المستهدفون أساساً، وعليهم أن يكونوا متيقظين تماماً»، وزاد: «الجامعات والقوات المسلحة متيقظة وفاعلة، وأنا لست قلقاً». في الوقت ذاته، نقلت صحيفة «رسالت» عن رئيس مجلس صيانة الدستور أحمد جنتي قوله: «بعضهم يحاول تقديم الولايات المتحدة باعتبارها منقذاً. وهي لم تكن ربما لتحقّق في حربٍ، ما حقّقته من خلال الاتفاق النووي». تصريحات خامنئي وجنتي تتعارض مع نهج روحاني في «الانخراط» مع العالم، واستعداده لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة في شأن تسوية أزمات، بينها الحرب السورية. كما تأتي بعد أيام على سجال أثارته «مصافحة عفوية» بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والرئيس الأميركي باراك أوباما في نيويورك، على هامش مشاركتهما في الجمعية العامة للأمم المتحدة. واعتبر ساسة أصوليون المصافحة «خيانة» للثورة الإيرانية، ودعوا إلى تحقيق في الأمر ومساءلة ظريف الذي صافح مراراً نظيره الأميركي جون كيري. وسألت مجلة «ذي نيويوركر» الوزير الإيراني هل كان يعلم أن أوباما سيصافحه، فأجاب: «لا. ليس من العرف لرئيس دولة التخطيط لمصافحة وزير خارجية. هذه إهانة بالنسبة إلى رئيس دولة. كان أوباما تحدث أمام الجمعية العامة قبل ساعتين، ولم نتوقع أن يعود مجدداً إلى القاعة. فيما كنت أخرج، كان الرئيس أوباما يدخل قاعة الجمعية العامة، لسبب أجهله، واتجهنا ببساطة بعضنا نحو بعض. كانت صدفة». وسألت المجلة ظريف هل أن الأمر «سيكلّفه» ثمناً في إيران، فأجاب أن ذلك حدث بالفعل، وزاد: «كل ما أفعله يكلّفني في بلادي، لذلك هذا ليس انحرافاً». وتطرّق الوزير الإيراني إلى إمكان إجراء حوار مع واشنطن، فقال: «إذا بقينا على الخط ذاته وواصلنا تطبيقاً حسن النية للاتفاق النووي، هناك إمكان لإيجاد ثقة تمكّننا من التعامل مع قضايا أخرى».

مشاركة :