ليس الطريق مفروشاً بالزهور

  • 6/21/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ليس الطريق مفروشاً بالزهور ناجح صالح ما من طريق البتة لأحد منا مفروشا بالزهور لنحقق به أحلامنا وأمانينا وتطلعاتنا ، بل ان أي طريق فيه من الأشواك الكثير ، تجرحنا وتدمي أقدامنا قبل أن نصل الى النهاية . ما نتمناه وما نطمح اليه لا يأتينا من تلقاء نفسه ، بل المثابرة وحدها هي التي تقودنا الى تحقيق ما نتمناه . قلة من الناس هي التي ولدت وفي فمها ملعقة من الذهب ، ذاقت الحلاوة منذ نعومة أظفارها بالوراثة المطلقة ليس غير . أما الفئة الأخرى من الناس فهي تكابد الأمرين في حياتها لتقطع الطريق بخطوات واثقة دون تردد لتصل آخر المطاف الى الثروة أو النفوذ . وفئة ثالثة قد قد لا تحقق شيئا من أمنياتها لكثرة الأشواك التي تلاقيها في الطريق ، ذلك لأن الطريق ليس يسيرا لكل من أراد اجتيازه ، انه ليس مفروشا بالزهور كما نتمناه ، فالطريق طويل وشاق . ان كانت لك ارادة وعزيمة فلا تتردد ، اذ لعلك في آخر الأمر تكسب الجولة ، أما اذا تقاعست وجلست مجلسك دون سعي فلن تجني الثمار أبدا نجد في سيرة العظماء الكثير من الدروس والعبر وكيف اجتازوا الطريق الصعب الذي واجههم . لقد بدأ البعض منهم من الصفر ومن حال فقر مزرية غير أن ارادتهم تحدت كل المعوقات الحرجة التي وقفت ازاءهم ، لقد كانوا أبطالا من صباهم .. مشوا على الأشواك زمنا طويلا حتى أدمت أقدامهم غير أنهم لم يتراجعوا، ذاقوا مرارة الحرمان الا أنهم لم يستسلموا ، ظل الصبر مرافقا لهم طيلة المسيرة الشاقة والرحلة المضنية حتى تحقق لهم ما كانوا يصبون اليه آخر المطاف . حينما نتطلع الى سيرة هؤلاء العظماء نعجب وأي عجب لما لاقوه من اجحاف وعناء في أول تلك المسيرة لكن شجاعتهم أبت الا أن يكونوا النخبة سواء في ميدان العلم أو الأدب أو الفن ، ثم جئنا نحن لنقطف الثمار . وها أنت تريد أن يكون لك شأن دون أن تحرك ساكنا ، ها أنت تريد أن تبلغ القمة دون أن تبذل أي جهد . ما الذي تراه ؟ وماذا تظن ؟ هل الطريق مفروشا بالزهور لتكون لك المنزلة والثروة والنفوذ ؟ لا .. ليس من المعقول أن تكون لنا هذه الحظوة دون أن نبذل جهودنا ونلاقي الأمرين في الطريق الطويل الذي تسير فيه خطواتنا . وفي هذا الصدد نستذكر الوقفة الشجاعة لنبي الرحمة والهدى حينما آذاه قومه الأذى الشديد ووضعوا الأشواك في طريقه لأكثر من عقدين من الزمن فلم يتراجع بل صبر حتى نصره الله لترتفع راية الاسلام وترفرف خفاقة على أرجاء الأرض. انه الايمان والجهاد والتضحية تفرض نفسها ضد قوى الظلام والطغيان .

مشاركة :