يهمل ناس كثيرون صحّتهم الجسدية، وينسحبون من كلّ أمر متصل بالرفاه الذاتي إلى العمل والهموم اليوميّة. لكن، تتراكم الهموم، وتزداد الضغوط النفسيّة، وانعكاساتها السلبيّة على الصحّة.. في مناسبة اليوم العالمي لليوغا الذي يصادف في 21 يونيو (حزيران)، وقد اختير تحديداً لأنه من أكثر أيّام العام المشمسة، اليوم الذي يحتفل العالم به بممارسة اليوغا لنشر الوعي حول تأثيراتها الإيجابيّة على صحّة الإنسان.. تطلع «سيدتي» من المدربة المتخصّصة في اليوغا نسرين الخوري على أهمّية اليوغا وفوائدها على الصحة النفسية والجسديّة. المدربّة نسرين الخوري «اليوغا ليست عبارة عن تمرينات جسدية فحسب، وإنّما هي حالة حضور كاملة، ذهنيّاً ونفسيّاً»، حسب المدربّة نسرين الخوري، التي تعرّف اليوغا، قائلةً: «اليوغا تعبير جسدي يجمع بين رصانة وضعيّات الجسم، والتركيز العقلي، والهدوء النفسي»، لافتة إلى أن «من شروط أداء اليوغا، الانفصال التامّ عن العالم الخارجي، مثل: الأخبار السيّئة والضغوط الماديّة والعلاقات الاجتماعيّة التي تتطلّب الكثير من الجهد المعنوي، فتنمية العلاقة التي تجمعنا بنفسنا وتساعدنا في إنشاء مساحة من الأفكار الايجابية، والسليمة والصحية». الانطلاقة دائماً صعبة، ولكن في عالم اليوغا هي بسيطة حسب المدرّبة، فالرحلة تبدأ بوضع الهدف الأساسي، كهدف معنوي (أو فكري أو جسدي). فوائد اليوغا لليوغا فوائد بالجملة؛ أولاها المساعدة في تقوية العضلات الصغيرة والكبيرة، فضلاً عن التخلّص من الأوجاع اليوميّة التي تتسبّب بها طريقة الجلوس الخاطئة (أو التحرّك). وعلى الصعيدين الذهني والنفسي، تعين اليوغا على تصفية الفكر، والابتعاد عن كل الأفكار السيئة التي تولّد الاكتئاب والضياع وعدم الاستقرار الفكري، ما يؤثر في ردات الفعل السلبيّة على الذات وعلى الشخص الآخر الذي يتلقّى الطاقة السلبيّة بطريقة غير مباشرة. فهذه التمرينات الجسدية تفكّك المشكلات العالقة، بالتحرك والتعبير الجسدي الذي يكون المنفس والعلاج الصحيح للجسد والفكر. من جهة ثانية، تساعد اليوغا في الحصول على التوازن الصحي بالجسم من خلال التأمّل والتنفّس والتمرينات الجسدية القوية، وتسهم في خفض ضغط الدم، كونها تساعد في التخلص من الضغط اليومي. تابعوا المزيد: أفضل رجيم للتخلص من دهون الخصر التأمّل والتنفّس تنطبق على تمرينات اليوغا عبارة «الجسم السليم في العقل والنفس السليمين»، إذ يعدّ التنفّس السليم أساس هذه الرياضة، ولا سيما في تمرينات التأمّل و«البراناياما»؛ فالتأمّل هو حالة من السكون الداخلي التام، وتصفية الذهن من كل الأفكار السلبية، مع توجيه التركيز إلى فكرة معينة أو «ترنيمة» تكرّر لمئات المرّات إلى أن تتجذر في عقل الانسان، وتتحوّل من فكرة إلى قناعة، كترديد عبارة «أنا سعيدة»، مثلاً. من ناحية ثانية، تهدف «البراناياما» إلى إتقان طريقة التنفّس والسيطرة على الانفعالات النفسيّة، بخاصّة في الحالات الحسّاسة، وهي تشتمل على تمرينات لتقوية الجهاز الهضمي. وبالتالي، هناك أنواع عدة من تمرينات اليوغا يمكن للشخص اختيار النوع الذي يناسبه منها؛ مثلاً عند الرغبة بخسارة الوزن ينصح باختيار «اليوغا الساخنة»، أما في حال الرغبة في تهدئة الأعصاب، ينصح باختيار التأمّل، وفي حال الرغبة بتقوية الجسم يجب اختيار «الفينياسا» و«الأشتانغا». وتدعو المدربة إلى تجربة أنواع عدة من اليوغا في البدء، لحسن اختيار التمرين المناسب للجسم. في الهواء الطلق ينعكس اختيار المكان المناسب إيجاباً على رياضة اليوغا؛ من المفضّل بخاصّة في الصيف الاتجاه إلى الطبيعة للأداء، ليجد هاوي الرياضة نفسه في مكان يتجرّد فيه من كلّ الطاقة السلبيّة التي تحيط به في حياته اليومية، فالهدوء الذي تخلقه الطبيعة لا مثيل له، الأمر الذي يشعره بالثبات الذاتي والداخلي والسلام الخارجي. وينطبق ما تقدّم على كل أنواع اليوغا الأخرى كـ «البراناياما» و«الفينياسا» أو «الأشتانغا» أو الـ«هاثا»، التي تتطلّب جهوداً جسدية وبنية قوية، بالإضافة إلى «اليين يوغا» التي تركّز على تطوير ليونة العضلات. أمّا «اليوغا الساخنة» فيتطلب أداؤها الوجود في غرفة منغلقة ذات حرارة عالية، وهي من التمرينات الأهمّ المساعدة في خسارة الوزن الزائد. رحلة اليوغا هي رحلة شخصية، تختلف من فرد الى آخر، كما في أسباب ممارستها والأهداف. اليوغا وخسارة الوزن لا تخسر تمرينات اليوغا الوزن الزائد، وإنما تنعكس تمريناتها إيجاباً في هذا الإطار عن طريق الحالة التي تضع فيها الفرد، لناحية الاستعداد الجسمي والعقلي أي التيقن إلى نوع الأكل وكميته و«إدارة» الضغوطات ومتابعة التمرينات، وكلّها عوامل تعزّز عملية خسارة الوزن. وتشدّد الخوري أن «الأمر الأساس في ما يخصّ الصحّة، هو «الالتزام» سواء باتباع النظام الغذائي أو ممارسة التمرينات». تابعوا المزيد: تمارين الكتف في البيت للنساء
مشاركة :