شهد معرض عمارة الحرمين الشريفين إقبالا كبيرا من حجاج بيت الله الحرام المغادرين لأراضي المملكة بعد انتهاء موسم الحج، حيث تملكهم شغف الاطلاع على ما يضمه المعرض من مقتنيات إسلامية قديمة كالمصاحف والمخطوطات، والقطع الأثرية والنقوش الكتابية، والصور النادرة، والمجسمات المعمارية التي تصف تاريخ منشآت الحرمين الشريفين منذ بداية العهد الأموي إلى العهد السعودي الزاهر. ونوه عدد من الحجاج الزائرين للمعرض، ومنهم الحاج محمد أمين من مصر بما وجده في المعرض من مواد تراثية إسلامية تعبر عن مدى اهتمام المملكة بتوثيق المراحل التي مرت بها عمارة الحرمين خاصة الكعبة المشرفة، وذلك على مر العصور ليتسنى لجيل اليوم والأجيال القادمة الاطلاع عليها. وأشاد بجهود المملكة في تطوير وتوسعة المسجد الحرام منذ عهد الملك عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – إلى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله -. وحرص الحاج الباكستاني عبد الحميد ملا زاده على التقاط الصور الفوتوغرافية بجانب سلم الكعبة المشرفة المصنوع من خشب الساج عام 1240هـ، مبديا سروره بمعروضات معرض الحرمين التي شرحت له مقتنيات العصور الإسلامية القديمة، بينما لفت باب الكعبة المشرفة نظر الحاج الجزائري مصطفى عبد المنعم، مبديًا إعجابه بالطراز المعماري الفريد للباب الذي يعود تاريخه لعام 1363هـ . وبجانب أحد أعمدة الكعبة المشرفة وقف مجموعة من الحجاج الماليزيين يلتقطون صورا فوتوغرافية لقطع الكعبة التذكارية، منبهرين مما شاهدوه في جنبات المعرض من قطع تراثية تخص تاريخ عمارة الحرمين الشريفين. أما الحاج المصري حسن مرعي فقد أشار إلى أنه حرص على زيارة معرض الحرمين الشريفين بعد أداءه مناسك الحج لما سمع عن ما يحمله من قيمة علمية تتعلق بتاريخ الحرمين الشريفين، مبين أن نماذج كسوة الكعبة المشرفة ومقتنياتها قد استوقفته كثيرا خاصة ميزاب الكعبة الخشبي المصفح من الخارج بالذهب والمبطن من الداخل بالرصاص. وتجوّل عدد من الحجاج الأتراك داخل قاعات معرض الحرمين الشريفين وصالة العرض المرئي وشاهدوا عددا من العروض المصورة التي توثق مراحل تطور الحرمين الشريفين، مُعبرين عن شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – على اهتمامه ورعايته الفائقة بالحرمين الشريفين وشؤون الحجاج والحرص على تقديم أرقى الخدمات لهم. تجدر الإشارة إلى أن معرض عمارة الحرمين الشريفين افتتح عام 1420هـ، ويقع على مساحة 1200 متر مربع بجوار مصنع كسوة الكعبة المشرفة، ورُوعي في إنشائه تناسق التصاميم الهندسية مع الطراز المعماري المميز لعمارة المسجد الحرام في انسيابية الحركة للزائرين والتسلسل المنطقي للعرض بما يعطي صورة شاملة للزائر عن الحرمين الشريفين، وإلمامه بجميع المقتنيات والمعروضات، وبلغ عدد زائريه منذ افتتاحه حتى الآن أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون زائر.
مشاركة :