كبدت قوات الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية ميليشيات «الحوثي» الانقلابية، أمس، خسائر بشرية ومادية كبيرة، في جبهات الكسارة والمشجح وصرواح غرب محافظة مأرب. وقال مصدر عسكري للمركز الإعلامي للقوات المسلحة: «إن قوات الجيش أحبطوا محاولتي تسلل نفذتها مجاميع حوثية باتجاه مواقع عسكرية في جبهتي الكسارة والمشجح»، مؤكداً سقوط عشرات من العناصر المتسللة بين قتيل وجريح وأسير. وأضاف المصدر: إن مدفعية الجيش استهدفت تجمعات وتحركات العدو على امتداد الجبهة، وأوقعت قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات. وبالتزامن، دمر طيران تحالف دعم الشرعية طاقمين كانا يحملان تعزيزات معادية، وقُتل جميع من كانوا على متنهما، فيما استهدف بغارات أخرى تجمعات الميليشيات، المدعومة إيرانياً غرب مأرب، وألحق بها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. وأشار المصدر إلى أن قوات الجيش استدرجت مجاميع من الميليشيات إلى أحد الشعاب في جبهة صرواح، قبل أن يباشروها بالنيران من جميع الاتجاهات، مؤكداً سقوط غالبية تلك العناصر بين قتيل وجريح، فيما لاذ من تبقى منهم بالفرار. من جهتها، قالت المنطقة العسكرية الثالثة في بيان: «إن قوات الجيش والمقاومة الشعبية خاضت معارك عنيفة ومتواصلة منذ مساء أمس الأول حتى صباح أمس، ضد عناصر الميليشيات الانقلابية على امتداد جبهة صرواح غربي محافظة مأرب». وأضاف البيان: أن رجال الجيش والمقاومة تمكنوا «من صد كافة الهجمات الحوثية على مواقعه وإفشالها جميعاً، بعد مقتل أكثر من 26 من عناصر الميليشيات وجرح عشرات آخرين، بينهم قيادات ميدانية، فيما لاذت بقية العناصر بالفرار». ويؤكد مسؤولون يمنيون اندلاع معارك حامية في الأيام الأخيرة بين قوات الحكومة اليمنية وميليشيات «الحوثي» الانقلابية، في محيط مدينة مأرب الاستراتيجية. وأوضح الفريق صقر عزيز، رئيس أركان الجيش اليمني، أن الميليشيات تشن، منذ يوم الجمعة الماضي، هجمات على عدة جبهات في تخوم مدينة مأرب. وبالتزامن، نشر «الحوثيين» ما لا يقل عن 200 مقاتل إضافي، على خط المواجهة قرب مأرب خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، من دون أن يحققوا تقدماً. يأتي هذا القتال، رغم المحاولات الدولية من أجل الحث على وقف إطلاق النار بين أطراف النزاع. وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص السابق لدى اليمن، مارتن غريفيث، أعرب عن أمله في أن تتمخض الجهود الدبلوماسية عن نتائج إيجابية. ويهدد العدوان «الحوثي» من أجل السيطرة على مأرب، بتصعيد الحرب على نطاق أوسع، وأثار احتجاجات دولية، لأن المدينة يقيم فيها حالياً أكثر من مليون نازح، يعيش كثير منهم في مخيمات على أطراف المدينة. 1800 أسرة نازحة لا تجد الطعام في ظل القصف «الحوثي» المتواصل على مأرب ونزوح آلاف اليمنيين، أكد مدير مخيم السويداء للنازحين في المدينة، عرفات الصباري، أن المخيم يضم 1802 أسرة نازحة، تفتقر للغذاء وشح المياه ويعيشون بلا كهرباء. وأوضح، في تصريحات تلفزيونية أمس، أن النازحين هربوا إلى مأرب بعد استهداف الميليشيات لمنازلهم، مؤكداً أن 70 في المئة من المنظمات الدولية لم تف بمتطلبات واحتياجات هؤلاء. وأشار إلى أن بعض المنظمات تصرف للميليشيات مستحقات بشكل متواصل من دون انقطاع. وكانت المنظمة الدولية للهجرة كشفت، الشهر الماضي، في تغريدة على «تويتر» أن أكثر من 52 في المئة من المهاجرين في مأرب بحاجة إلى دعم غذائي.
مشاركة :