يتوقع علماء أستراليون إجراء تجارب سريرية للقاح الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) المضاد لكوفيد-19، خلال الأشهر المقبلة، في مشروع يهدف إلى ضمان أن تتمكن البلاد في نهاية المطاف من إنتاج نسختها الخاصة من لقاح فايزر أو موديرنا. أعلن القائم بأعمال رئيس وزراء ولاية فيكتوريا جيمس ميرلينو هذا الأسبوع أن الحكومة تخصص 5 ملايين دولار أسترالي (حوالي 3.76 مليون دولار أمريكي) لمساعدة معهد موناش للعلوم الدوائية في ملبورن، لتصنيع جرعات لقاح للتجارب. قال ميرلينو عن المشروع "هذه خطوة مهمة جدا ومثيرة بشكل لا يصدق نقوم بها في بلادنا"، حيث لم تتمكن أستراليا حتى الآن إلا من إنتاج نوع استرازينيكا من اللقاح، الذي يتم إعطاؤه حاليا للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60. يعتقد خبراء صحة أن مخاوف الناس من استرازينيكا، ناجمة عن ارتباطه بحالات تجلط الدم، وهي أحد أسباب بطء طرح اللقاح في البلاد نسبيا. تستخدم لقاحات mRNA رمزا جينيًا (الحمض النووي الريبي-RNA) للحث على إنتاج البروتين الشوكي (سبايك بروتين) المحدد لفيروس كورونا، وبمجرد إعطاء المريض لقاحا، تقوم الخلايا المناعية للجسم ببناء استجابة ضد المرض. قال كولين بوتون من جامعة موناش، وهو الذي يقود البحث، إن مزايا تقنية هذا اللقاح (mRNA) تتمثل في سهولة هندسته والتكيف معه مقارنة بلقاحات البروتين. وقال بوتون إنه إذا تم التفاوض على اتفاقيات تجارية مع فايزر أو موديرنا، فمن الممكن أن تبدأ أستراليا في تصنيع تلك اللقاحات في شركة ((CSL))، وهي شركة للتكنولوجيا الحيوية مقرها ملبورن. وفيكتوريا ليست الولاية الوحيدة التي تسعى جاهدة للقيام بذلك، حيث تحرص نيو ساوث ويلز أيضا على بدء الإنتاج. قالت رئيسة وزراء نيو ساوث ويلز، غلاديس بيرجيكليان، في مايو، إن الولاية "في وضع جيد لتوفير تدريب متقدم للقوى العاملة في التصنيع، والخبرة العلمية والموقع المادي لمركز تصنيع مستقبلي قائم على الـRNA". الحكومة الفيدرالية تدعم مثل هذه المقترحات بعد أن أعلنت في ميزانيتها في مايو أنها ستوفر التمويل لتصنيع لقاحات (mRNA)، لكنها لم تكشف عن المبلغ لأسباب تتعلق بسرية العمل. في الوقت نفسه، يتوقع الباحثون في ملبورن أن يشارك حوالي 150 شخصا في المرحلة الأولى من تجارب (mRNA) والتي من المتوقع أن تبدأ في أكتوبر تقريبا مع توقع نشر النتائج في النصف الأول من عام 2022.