موسم قطف الكرز يحل بخير وفير على المزارعين في جبال لبنان

  • 6/23/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

انشغل المزارع عامر يحيى وعائلته المؤلفة من 5 أفراد في قطف ثمار الكرز المتعددة الألوان والأنواع بكل عناية وسط بستانه الفسيح في مرتفعات بلدة "راشيا الوادي" في شرق لبنان الغربي الذي تتدلى الثمار من أغصان أشجاره المثقلة بالثمار في موسم واعد لهذا العام يؤمن دخلا مناسبا للمزارعين في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية. واستعان عامر، الذي تجاوز الخمسين من عمره، بوعاء صغير الحجم يضع فيه ثمار الكرز خلال تسلقه الاشجار ليعود وبمساعدة أولاده لجمعها بصناديق بلاستيكية سعة 12 كيلوجراما. يحيى ، وبينما كان يمسح عرق جبينه المائل للسمرة ، قال لوكالة أنباء ((شينخوا)) "متفائل بموسم خير جيد، وبستاني الذي يضم حوالي 250 شجرة كرز زاد انتاجه بنسبة 30 في المئة عن العام الماضي، كذلك الأسعار سجلت ارتفاعا خياليا فاننا نبيع الكيلوجرام بين 15 و20 الف ليرة لبنانية (بين دولار أمريكي واحد ودولار و30 سنتا) في حين أن السعر في العام الماضي لم يتجاوز 8 آلاف ليرة. وأضاف "انتظرنا بشغف موسم الكرز هذا الربيع علنا نتمكن من تعويض مصاريف البستان التي ارتفعت بشكل غير مسبوق مع انهيار العملة اللبنانية أمام الدولار الأمريكي". وقال "بهدف الإسراع في قطف الموسم نستعين بعمال زراعيين من النازحين السوريين الذين يعملون في هذه الفترة بأجر يومي مقبول حدد من قبل البلديات في هذه المنطقة بـ35 الف ليرة (2 دولار و30 سنتا) للعامل وبـ 25 الف ليرة (دولار و60 سنتا) للعاملة". وأوضح بأن المزارعين في المناطق الجبلية التي يصل ارتفاعها إلى حوالي 1200 متر وما فوق عن سطح البحر يسارعون إلى قطف ثمار الكرز اليانعة قبل أن تصبح هدفا للعصافير نهارا وللخفافيش ليلا والتي تقضي على نسبة كبيرة من ثمارها. من جهته المزارع عادل أبو لطيف، الذي كان يلتف مع 4 من أفراد عائلته الأربعة حول شجرة كرز وارفة في الطرف الشرقي لبلدته الجبلية "عيحا"، أشار لـ((شينخوا)) بأن جني الكرز يستمر لعدة أسابيع فقط وترافقه طقوس أعداد الطعام والشاي على موقد الحطب ومساعدة العائلات لبعضها في قطف الثمار بسرعة في جو من الالفة والفرح خاصة عندما يكون الموسم وافرا كما هو هذا العام. وعبرت لـ((شينخوا)) الفتاة الجامعية سلوى صعب بينما كانت تقطف الكرز أن أجمل ما في قطف الكرز أنه ربيعي ويمتد من منتصف مايو إلى أواخر يونيو ويشكل فرصة لاجتماع العائلة والأصحاب، وتمضية أيام عدة في مرتفعات جبلية تتمتع خلالها بالهدوء النفسي والهواء العليل. وأشار المزارع حسان ضاهر من شبعا بجنوب لبنان لـ((شينخوا)) إلى أن موسم هذا العام جيد لكنه مهما بلغت أسعار الكرز، فان كلفة الحراثة والمبيدات تبقى كبيرة وتضاعفت اسعارها حوالي 10 مرات في ظل انهيار الليرة اللبنانية. وأوضحت رئيسة "جمعية مؤونة البيت" في حاصبيب جنوب لبنان نوال أبو غيدا لـ((شينخوا)) بان الجمعية تعمد إلى تجفيف الكرز وإلى صناعة مربى الكرز الذي يلاقي اقبالا متزايدا من المستهلكين. وتنصح خبيرة التغذية سهاد أبو الحسن بتناول الكرز لفوائده الصحية الجمة كما قالت لـ((شينخوا)) بحيث يساهم في التقليل من الالتهابات كما يساعد في التخلص من الأرق ويقوي القلب ويحميه من الأضرار التي تصيب جدران الشرايين، وكذلك يحد بشكل كبير من تكوين الخلايا السرطانية، ويدعم جهاز المناعة. وأشارت إلى أن الكرز يمد الأطفال بالعديد من العناصر الغذائية مثل الألياف والبوتاسيوم والفيتامين سي والكاروتينات، ويساعدهم على تحسين الذاكرة وتعزيز لقدراتهم العقلية لأحتوائه على كمية جيدة من "أوميغا 3". وتشير إحصاءات وزارة الزراعة اللبنانية بأن المساحة المزروعة بأشجار الكرز في لبنان تقدر بحوالي 10 آلاف هكتار يصل معدل انتاجها السنوي إلى حدود 67 ألف طن، فيما تتوزع زراعته في المناطق الجبلية المشمسة والباردة ذات التهوية الجيدة بين جنوب وشرق وجبل لبنان. وتحتل الزراعة في لبنان المرتبة الثالثة بين القطاعات الاقتصادية في البلاد بقرابة 7 في المئة من الناتج الوطني كما تؤمن دخلا لحوالي 15 في المئة من السكان.

مشاركة :