تمكنت الفنانة التونسية عائشة بن أحمد من أن تتصدر محركات البحث في مصر والدول العربية بعد الإشادة بالشخصيات التي قدمتها في عملين في الموسم الرمضاني، الأول في مصر من خلال "لعبة نيوتن" والذي أكدت به موهبتها وكان بمثابة نقلة مهمة على مستوى الدراما المصرية، والثاني في تونس بعنوان "حرقة"، والتي تعتبرها الفنانة من الأعمال المميزة التي قدمتها ولاقت نجاحا كبيرا. وعلى الجانب الآخر تنتظر العديد من أعمال الفنانة العرض، منها فيلم سينمائي انتهت من تصويره مؤخرا بعنوان "ريتسا" في أول تعاون لها مع المخرج أحمد يسري والنجم الكبير محمود حميدة، وخلال حوارها مع موقع "العربية.نت" تكشف الفنانة التونسية العديد من الكواليس عن تلك الأعمال والغموض الذي يحيطها، وتعلن عن الجديد لديها. كيف جاء تعاونك الأول مع المخرج تامر محسن؟ - منذ فترة طويلة وأنا أتمنى العمل مع المخرج تامر محسن، وكان الأمر بمثابة أحد أحلامي، فهو من أفضل المخرجين في الوطن العربي، وتلقيت اتصالا منه وذهبت لمقابلته في مكتبه، وكدت أطير من السعادة عندما عرض علي دورا في مسلسله "لعبة نيوتن" ووافقت بدون تفكير بالرغم من أن شخصية "أمينة" غريبة ومتناقضة وغامضة، ولكن الممثل دائما يسعى للعمل مع مخرجين بعينهم وتكتمل سعادته بأن يكون الدور مختلفا، وهذا ما وجدته في السيناريو منذ القراءة الأولى. وما الذي حمّسك للمشاركة في "لعبة نيوتن"؟ - مشاركتي في هذا المسلسل أعتبرها خطوة مهمة في مشواري الفني في مصر، فهو عمل أفتخر به، وتشرفت بالعمل فيه مع نخبة كبيرة من النجوم، وفي رأيي أنه عمل متكامل، فالسيناريو رائع، ودوري جديد ومختلف عن كل الأدوار التي قدمتها من قبل، ومنسجم مع طريقة اختياري للأدوار في ألا تكون عشوائية، إضافة إلى أن المخرج له رؤية فنية واضحة لكل الشخصيات المشاركة في العمل، فجميع الفنانين المشاركين في العمل شخصياتهم مهمة ومحورية. كيف كانت تحضيراتك للدور؟ وهل اعتمدت على متخصصين نفسيين؟ - تم التحضير من خلال جلسات عمل مع المؤلفين والمخرج تامر محسن، تحدثنا خلالها عن الشخصية وتركيبتها، ولم أفكر في الاستعانة بمتخصصين خشية فقد التركيز في المعنى وراء المشهد، خاصة أن هناك مشاهد كثيرة كانت وليدة اللحظة، واللجوء إلى طبيب أو مختص نفسي يجعل الأداء بعيدًا عن الروح المطلوبة، فمنذ البداية فكرت في الشخصية بكل تفاصيلها بداية من شكلها حتى أدق تفاصيلها. وما الصعوبات التي واجهتها أثناء تقديمك شخصية "أمينة"؟ - الضغط الكبير الذي تعرضت له أثناء التصوير، بسبب "أمينة" لأنها شخصية مشاعرها مكتومة، ففي العادي سهل أن تظهر مشاعرك الواضحة مثل الفرح أو الحزن أو الضيق أو غيرها، ولكن عندما تكون المشاعر مكتومة أو مختبئة مثل مشاعر "أمينة" تكون المهمة أصعب في إخراجها للجمهور بالشكل الذي يريده المخرج تامر محسن، أما من أصعب المشاهد التي قدمتها كانت تلك التي جمعتني بالفنان الكبير سيد رجب، وبالتحديد مشهد المواجهة بين بدر وأمينة حول تأخر حالتها الصحية وعدم جدوى العلاج، فلقد بكيت كثيرا أثناء قراءة هذا المشهد. متى شعرت بأنك وصلت إلى الطريقة الصحيحة وتمكنت من الشخصية؟ مع التصوير وتوالي المشاهد يحدث الاطمئنان النسبي، وكذلك من متابعة ردود الفعل في موقع التصوير، ففي البداية كنت قلقة، ولكن بعد يومين الأمر تغيّر وشعرت بأنني "أمينة". كيف رأيت العمل مع فريق عمل "لعبة نيوتن"؟ - من دون أي مبالغة أرى منى زكي شخصية في غاية الذكاء وناجحة ومميزة في أدائها التمثيلي، وكل من يعمل معها يشعر بالراحة، وعلى المستوى الشخصي هي إنسانة خلوقة وطيبة القلب، كما أنني استمتعت كثيرا بالعمل مع محمد ممدوح ومحمد فراج وسيد رجب، وكانت كواليس التصوير هادئة، وتسودها أجواء المحبة والمودة، وانعكس هذا بالإيجاب على المسلسل، وأتمنى معاودة العمل معهم جميعًا. تمكن مسلسل "الحرقة" التونسي من أن يحقق نجاحا كبيرا وفزت بجوائز عن دورك؟ - هذا العمل قدمته بعد غياب 8 سنوات عن المشاركة في الأعمال الدرامية التونسية، وأشعر بحالة من السعادة الغامرة للمشاركة فيه، فهذا العمل كان بالنسبة لي تحديا جديدا وكبيرا، فهو حسب العديد من النقاد من أهم المسلسلات التونسية في الأعوام الأخيرة، كما أنه عودة بالنسبة لي للدراما التونسية وسعدت أكثر بسعادة وفخر التونسيين بي سواء على دوري في مسلسل "الحرقة" أو ما قدمته من خلال دور "أمينة" في مسلسل "لعبة نيوتن". مسلسل "حرقة" قدم مجموعة من القضايا المهمة؟ - بالفعل فالمسلسل يعرض رؤية فنية لقضايا اجتماعية، تتناول في طرحها الهجرة السرية من منطلقات مغايرة للمضامين السائدة وتلقي الضوء على معاناة المهاجرين غير الشرعيين من مفقودين في عرض البحر وناجين في مراكز الحجز بعد وصولهم إلى إيطاليا، والمسلسل كان من المقرر عرضه خلال رمضان 2020 لولا فيروس "كورونا"، فتأجل عرضه لهذا العام ليكون من نصيبي عرض عملين في مصر وتونس في نفس التوقيت. وما الجديد لديك خلال الفترة القادمة؟ - انتهيت من تصوير فيلم "ريتسا" بجانب ممثلين من العيار الثقيل مثل محمود حميدة وأحمد الفيشاوي والممثل المصري البريطاني أمير المصري وميار الغيطي وأيضا المخرج أحمد يسري الذي يعود للسينما المصرية بعد غياب، وهو مخرج موهوب وتابعت أعماله السابقة، والمؤلف معتز فتيحة المطلع جدا على السينما التونسية والإيطالية والذي قدم سيناريو رائعا . الفيلم يحتوي على فكرة جميلة وجديدة على الجمهور المصري، وأقدم خلاله شخصيتين كل منهما تنتمي إلى حقبة زمنية مختلفة، هما: ريتسا ومانويلا، واحدة من الستينيات ولدت في مصر، والأخرى جاءت من إيطاليا في الفترة الحديثة لتعيش في مصر، وتجمعهما أشياء معينة لكن لا يشبهان بعضهما بعضا، فالشخصية الأولى تتحدث باللهجة المصرية، والثانية تتحدث العربية بصعوبة بالغة، وأعتبر الدور تحديا جديدا بالنسبة لي، بالإضافة أن الفيلم تدور أحداثه في الستينيات، وهذه المرة الأولى التي أقدم عملا يعود لتلك الفترة، وكنت دائما أتمنى هذا الأمر.
مشاركة :