يعمل الباحثون على تحديد ما إذا كان يمكن إعطاء لقاحي الإنفلونزا و«كورونا» في الوقت نفسه، حيث تستعد هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا لزيادة محتملة في حالات الإنفلونزا هذا الشتاء، وفقاً لصحيفة «الغارديان». قال الخبراء إن إعطاء اللقاحين في الوقت نفسه يمكن أن يوفر الموارد الثمينة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية من خلال تجنب الملايين من المواعيد غير الضرورية. وقال آدم فين، أستاذ طب الأطفال في كلية بريستول الطبية وعضو اللجنة المشتركة للتلقيح والتحصين: «ليس من الصعب حقاً إعطاء حقنتين في الوقت نفسه - نحن نفعل ذلك للأطفال طوال الوقت - ولكن تنظيم زيارات مختلفة تماماً له تأثير كبير من حيث الموارد والوقت وما إلى ذلك». منذ بداية الوباء، قللت عمليات الإغلاق والتباعد الاجتماعي وارتداء الأقنعة من خطر الإصابة ليس فقط بـ«كورونا»، ولكن أيضاً بأمراض الجهاز التنفسي الأخرى، مثل الإنفلونزا، وفقاً للبيانات التي جمعتها الكلية الملكية للأطباء الممارسين. ومع الخطط التي ستؤدي لرفع العديد من هذه الإجراءات في الأشهر المقبلة، فمن المتوقع عودة ظهور فيروسات الإنفلونزا. وقال غراهام ميدلي، الأستاذ في كلية لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة: «أعتقد أننا نتوقع تماماً ألا تكون معدلات الاتصال منخفضة في الشتاء القادم كما كانت في الشتاء الماضي. لن تكون القيود شديدة، ونتيجة لذلك، سيكون هناك الكثير من حالات الإصابة بالإنفلونزا». وأضاف: «نظراً لحقيقة أنه لم يكن لدينا هذه المشكلة خلال فصل الشتاء الماضي، فقد يكون تفشي الإنفلونزا أكبر نوعاً ما». وتبحث دراسة «كوم فلو كوف» في الآثار الجانبية التي يتعرض لها الأشخاص عند إعطائهم لقاح الإنفلونزا الموصى به جنباً إلى جنب مع لقاح «أسترازينيكا» أو «فايزر»، بالإضافة إلى الاستجابات المناعية عند إعطاء اللقاحين بشكل مشترك. ومن المتوقع أن تظهر النتائج الرسمية بحلول أغسطس (آب) أو سبتمبر (أيلول)، كما قال كبير الباحثين في الدراسة، الدكتور راجيكا لازاروس، استشاري الأمراض المعدية والأحياء الدقيقة في مستشفيات جامعة بريستول. في الوقت الحالي، تبحث الدراسة في تأثير إعطاء جرعة «كورونا» الثانية إلى جانب لقاح الإنفلونزا، ولكن قد تكون هناك ضرورة لإجراء المزيد من البحث حول ما إذا كانت هناك حاجة إلى جرعة «معززة» من لقاح «كورونا» لاحقاً. وقال فين إن هناك «احتمالاً قوياً بشكل معقول» بأن يتم إعطاء لقاحات «كورونا» والإنفلونزا في موعد واحد إما هذا الخريف، أو كجزء من برنامج لإدارة جرعات «كورونا المعززة» في أوائل العام المقبل، أو حتى كليهما. وتعمل «نوفافاكس» و«موديرنا» أيضاً على تطوير لقاح مشترك لفيروس «كورونا» والإنفلونزا حالياً.
مشاركة :