شهد يوم الأحد الاحتفال باليوم العالمي للاجئين، الذي تم فيه الاحتفاء بقوة وشجاعة اللاجئين، وزيادة الوعي والدعم للاجئين الذين اضطروا للفرار من ديارهم، بسبب الحروب أو الكوارث الطبيعية.وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد قررت الاحتفال بهذا اليوم ابتداء من عام 2001، الذي صادف الذكرى الخمسين لإعلان اتفاقية جنيف المتعلقة باللاجئين، وقد تم اختيار يوم 20 يونيو ليتزامن مع الاحتفال بيوم اللاجئين الإفريقي الذي بدأ الاحتفال به عام 1975.وتقول ميريسا خورما، مديرة برنامج الشرق الأوسط بمركز ويلسون الأمريكي عن تجربتها عام 2013 في مجال خدمة اللاجئين: إنه بالنسبة للأطفال السوريين بوجه خاص، كان ركوب الحافلة إلى ملعب كرة القدم للمشاركة في برامج ترفيهية، يذكرهم بنزوحهم المضني من ديارهم في سوريا إلى الأردن المجاور.وتتذكر قول طفل سوري لمدربه في اليوم الأول من البرنامج، الذي صادف يوم 20 يونيو، يوم اللاجئين العالمي: إن هذه هي المرة الأولى التي يستقل فيها حافلة للذهاب إلى ملعب وليس إلى مكان لجوء أو مخيم تحيط به الأسوار.وتضيف خورما إن التعليق البريء الذي صدر عن الطفل السوري هو صرخة مدوية عما أسفر عنه النزوح الذي سلب الأطفال براءتهم وحقوقهم الأساسية، وإنها تتذكر كم كانت البرامج في ذلك الوقت غير كافية لتوفير فرص من حين لآخر للأطفال السوريين ليتذوقوا طعم الطفولة.وذكرت خورما أنه مع مرور الوقت قام المزيد والمزيد من المنظمات الحكومية غير الدولية برعاية برامجها التعليمية والرياضية والفنية داخل المخيمات وخارجها (ويعيش أكثر من 80 % من السوريين خارج المخيمات في الأردن). ومع ذلك، فإن قصة الطفل السوري ما زالت اليوم تجسد تجربة كثير من الأطفال اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان، وتركيا، وكذلك الأطفال النازحين داخليا في سوريا والأطفال اللاجئين الآخرين من العراق، وليبيا، واليمن.ووفقا لتقرير للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة لعام 2019، على سبيل المثال، فإن من بين الأكثر من سبعة ملايين من الأطفال اللاجئين الذين بلغوا سن الالتحاق بالمدارس في أنحاء العالم، هناك 3.7 مليون (أكثر من النصف) خارج المدارس. كما حذر ذلك التقرير من أن الالتحاق بالتعليم أصبح يزداد صعوبة بالنسبة للاجئين مع تقدم عمرهم. وتبلغ النسبة العالمية لإتمام التعليم الثانوي في العالم 80 % بينما تبلغ 24 % بالنسبة للاجئين.وقالت خورما: إن هذا التحدي يزداد صعوبة في أعقاب تفشي جائحة كوفيد- 19، والتي لم تضف فقط ضغوطا اقتصادية واجتماعية على الأسر السورية بل فاقمت صعوبة الالتحاق بالتعليم. وحتى في الدول المضيفة، التي نجحت على الأقل في توفير التعليم عبر الانترنت، ظهرت الفجوة الرقمية بين اللاجئين السوريين كعامل تذكير صارخ بأن المزيد من الأطفال السوريين فقدوا فرصة أخرى للتعلم.ووفقا للمفوضية العليا لللاجئين هناك 23 % من اللاجئين السوريين في الأردن «ليس لديهم إنترنت في منازلهم: وهناك 46 % ممن تم سؤالهم قالوا إن «أطفالهم لا يستطيعون المشاركة في منصة التعليم الحكومية عبر الانترنت»، التي تم إعدادها أثناء جائحة كوفيد- 19.وفي الحقيقة، كان لأزمة التعليم التي فاقمتها الجائحة العالمية بالنسبة للأطفال اللاجئين تأثير أيضا على المجتمعات المحلية المضيفة لهم، ففي لبنان أدت مجموعة الأزمات، ابتداء من الأزمات المالية إلى السياسية إلى جائحة كوفيد- 19 وانفجار مرفأ بيروت إلى دفع «آلاف السوريين و»كذلك اللبنانيين» إلى مزيد من الفقر، مما زاد من مخاطر التسرب من المدارس، وعمالة الأطفال، وزواج الأطفال».
مشاركة :