«كارافان» .. قافلة ثقافات فنية بروح عصرية

  • 10/9/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تلتقي الألوان والموسيقى والشعر، في معرض كارافان، لتشكل قافلة فنية، ترحل بمحبيها إلى عوالم أخرى. هذا هو معرض كارافان الفني الذي تنظمه مجموعة أبوظبي الفنية، فيحمل بين طياته أكثر من مجرد لوحات معلقة على حائط. إنه انسجام فني ثقافي مبهر بين مجموعة من الفنانين الأصدقاء، كل منهم يعبر عن أحاسيسه وخياله وثقافته الاجتماعية والفنية للخروج بأعمال مميزة تثري المكان في TWOFOUR54 حتى نهاية الشهر الجاري. في كارافان المعرض الفني والموسيقي، تقودنا الرحلة لاستكشاف 66 عملاً فنياً لنحو 28 فنان من 16 دولة، يجتمعون فيما بينهم على حب الفن والإبداع بالألوان. يلتقون تحت بوتقة واحدة ألا وهي مجموعة أبوظبي الفنية، التي تديرها وتشرف عليها الفنانة كاترينا موللر والفنان نزار الصالح، اللذان استطاعا تنظيم 5 معارض فنية لأعضاء المجموعة في عدة أماكن مختلفة في الإمارة أبوظبي. يشير نزار الصالح إلى عدد من الفعاليات والأنشطة التي سترافق انطلاقة المعرض الذي يقام حالياً في المكان كل يوم سبت حتى نهاية الشهر الجاري، ويتاح الحضور فيها للعامة، إذ يشهد يوم غد ورشة عمل بعنوان استوديو المغامرة الفني، والذي يقدم فرصة للتفاعل والتواصل بين فنانيّ المجموعة والجمهور، من خلال أعمال فنية متنوعة بين مجالات النحت والتشكيل والرسم التصويري الحي وفن السكيتش، كما تعمل كاترينا موللر على كانافاس جماعي يمكن للأطفال والكبار المشاركة فيه. وفي السبت التالي تقدم فرقة الروك مستور حفلة موسيقية حية يقودها الصالح ليقدم فيها مجموعة من مؤلفاته الموسيقية التي تمزج بين الروح الشرقية والغربية من خلال العزف على الغيتار، إلى جانب كل من باسل خدام وسامي نعمان غناءً وعزفاً. وفي السبت الأخير من الشهر يُنظم بازار فنيٌ يتيح للزوار اقتناء الأعمال الفنية بأسعار مخفضة بالإضافة إلى أنشطة وفعاليات فنية وموسيقية. يستمر كارافان رحلة الفن، في تقديم أعماله حتى نهاية الشهر الجاري، بحسب الصالح. ويضيف: اختير الاسم الذي يعني (قافلة) للدلالة على مسيرة تقدم في الفن الذي تحمله المجموعة، والذي يأتي بالتوازي مع التقدم الذي تشهده العاصمة في المجال الثقافي والفني الإبداعي، خصوصاً أن المجموعة تشكل بجنسياتها وثقافاتها المتعددة خليطاً متجانساً من الأعمال التي تلاقي اهتمام أغلبية المطلعين عليها لما تحمله من تنوع غني. ويؤكد الصالح أن هدف المجموعة هو بناء جسر بين المواهب الفنية الحقيقية الموجودة في أبوظبي والجمهور المتلقي، لتسهم في رفد الحركة الفنية وإثرائها في الدولة. وتزخر المشاركات الفنية في كارافان بالتنوع الثري، فلكل فنان خطه وألوانه وخياله الخاص، وكل منهم عبر عن أعماله بطريقة مختلفة عن الآخر. وعن ذلك تقول سهى سلطان، المشاركة بثلاث لوحات، إن رسم الطبيعة هو الفن الذي تحبه وتتقنه، وكلما رسمت خلاف ذلك تعود لترسم الطبيعة. وبدأت سلطان الرسم منذ دراستها الجامعية واستمرت حتى وجدت ملاذها في مجموعة أبوظبي الفنية، مضيفة: وجدت في الدولة بيئة ملائمة للفن ونشر الثقافة الفنية، إذ كنت حين ما جئت للدولة أفكر ملياً كيف سأنشر فني وأطور من أدواتي، حتى وجدت أن البيئة الثقافية هنا تتيح لكل فرد التعبير عن هواياته بالطريقة المناسبة، ووجدت أن مجموعة أبوظبي تمنح مساحة للمشاركة في المعارض، فشاركت معهم في 3 معارض منها منذ انضمامي. وتنوه سلطان إلى أن طبيعة الدولة قادتها لتطوير طريقة رسمها للطبيعة، فبدأت برسم طبيعة الصحراء والعناصر التراثية ما ألهمها لاكتشاف مهارات جديدة لديها وقادها لتطوير نتاجها، وتعتمد غالباً في رسمها على خيالها وقراءتها فتنقل الصورة إلى اللوحات بتعبير غاية في الدقة. وتشير الفنانة والكاتبة والشاعرة آمال الأحمد التي تشارك بلوحة واحدة، أن تعبيرها في الرسم وغيره هو غالباً نتاج فكرة تخطر لها فتترجمها كما يقترح عليها عقلها عن طريق لوحة، أو أبيات شعرية، أو قصة قصيرة، فالألوان ترجمة لفكرة وحكاية تدور في مخيلتها، وأحياناً تقرأ فتجد ما يمكن أن تخطه على لوحة معبرة عن رؤيتها بالألوان. عن لوحتها تقول الأحمد: اخترت لوحة لفتاة تجلس على الشاطئ وتعطي ظهرها للرائي، لأوصل من خلالها فكرة التجرد من الأفكار والهموم أمام البحر ليأخذ معه كل شيء، وتشارك الأحمد مع مجموعة أبوظبي الفنية منذ أكثر من عام وتعتبر مشاركتها هذه الرابعة من خلالهم في أبوظبي. نايلة حميدة، التي تشارك للمرة الثالثة مع مجموعة أبوظبي الفنية، اختارت المشاركة بلوحة واحدة فقط لأنها تربطها بذكرى مع والدتها، فلوحة الحرية التي رسمتها حميدة بعد سفر والدتها لتستقر بمفردها في الولايات المتحدة، فكأنما تعبر عن مشاعر أمها التي اتخذت طريقها بنفسها، مخطة إياها بكثير من الألوان الزاهية التي تقول عنها حميدة: الألوان المميزة هي الخط الثابت للوحاتي، فأغلبها يتسم بألوان الحياة الزاهية، وأبتعد بذلك عن كل لون داكن يعكر صفوها. حتى لمحة الحزن أعبر عنها بمزيج من الفرح والتفاؤل بألوان متوازنة. وتشير إلى أن لوحاتها تتخذ الخط التجريدي وقلّما ترسم الواقعي ويكون حينئذ بورتريهات بالفحم. وتشارك ماريان ماهر بلوحتين مختلفتين عن بعضهما تقنياً، متكاملتين في المعنى، الأولى لقصر الحصن في العام 1959 وخطتها بالألوان الزيتية، وميزتها بألوانها الصحراوية الطبيعية، بينما جسدت النهضة العمرانية لإمارة دبي في لوحتها الثانية، التي اختارت لها تقنية الموزاييك، فجسدت فيها الإقبال على التقدم والنهوض من خلال صقر مقبل على برجي العرب وخليفة. تقول ماهر: اخترت الموزاييك كتقنية فنية قديمة لأصور فيها نهضة عمرانية حديثة، ولعلها اللوحة الوحيدة في المعرض التي قدمت بهذه التقنية، بينما رسمت قصر الحصن بالألوان الزيتية، وأحببت من خلال اللوحتين أن أعبر عن ماضي وحاضر الدولة باختياري فترتين متباعدتين زمنياً لأبرز التسارع الحضاري من خلال الفن. الفنانة الهندية يوكتي أجروال، قدمت لوحة فنية مفعمة بالحنين، جسدتها بتقنية الوسائط المتعددة، تتضح فيها ثقافتها الهندية بكل تفاصيلها الدقيقة، فأجروال خطت صورة لامرأة هندية تكتسي أجمل ثيابها ومصوغاتها الذهبية كدلالة على أنها متزوجة حديثاً، تنتظر بشغف زوجها الذي يبدو على لوحة معلقة إلى جانبها، ووضعت لها عنوان أراك دائماً. وقدمت أجروال اللوحة بتقنيات متعددة، من أهمها القماش المجفف، والطين، وقطع المرايا الصغيرة، لتضفي اللمحة التقليدية للوحة وبنفس الوقت البريق المتلألئ.

مشاركة :