لابد من استراتيجية متكاملة لمحاصرة التطرف والإلحاد

  • 10/9/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حوار :جمال سالم أكد وزير الإرشاد والأوقاف السوداني‮ ‬الفاتح تاج السر‮ ‬أن الدستور المنبثق من الشريعة الإسلامية في‮ ‬بلاده‮ ‬يؤكد حرية العقائد، وممارسة الشعائر الدينية على عكس ما‮ ‬يدعيه بعضهم من تعرض‮ ‬غير المسلمين في‮ ‬السودان لتضييق وظلم،‮ ‬وكشف الدور الكبير الذي‮ ‬تقوم به مؤسسات الوقف الإسلامي‮ ‬سواء في‮ ‬مجال العمل الخيري‮ ‬أو الدعوي،‮ ‬وأشار إلى حرص وزارته على التواصل مع وزارات الأوقاف في‮ ‬مختلف الدول العربية والإسلامية انطلاقاً‮ ‬من وجوب العمل الجماعي‮ ‬للنهوض بالأمة،‮ ‬وحذر من تصدر الجهلاء وأدعياء الدعوة والإفتاء المشهد، ووصولهم إلى الشباب مما‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى انتشار التطرف الديني،‮ ‬وعلى الجانب الآخر الإلحاد نتيجة افتقاد الاعتدال والوسطية التي‮ ‬يتميز بها الفكر الإسلامي‮ ‬المستنير،‮ ‬واعترف بوجود حملات لتضليل المسلمين في‮ ‬إفريقيا وطالب بالعمل على محاصرة نشاطها من خلال نشر الوعي‮ ‬الديني‮ ‬وجهود الإغاثة الإسلامية في‮ ‬المناطق الفقيرة التي‮ ‬يستغلها خصوم الإسلام‮.‬ وفيما‮ ‬يلي‮ ‬نص حوارنا معه خلال زيارته الأخيرة للقاهرة‮:‬ } ‬وزارة الإرشاد والأوقاف السودانية من الوزارات الحديثة مقارنة بغيرها من وزارات الأوقاف في‮ ‬الدول العربية والإسلامية‮.. ‬فما الرسالة التي‮ ‬تقوم بها وزارتكم؟ من الضروري‮ ‬أن تكون في‮ ‬دولة إسلامية مثل السودان وزارة قوية للإرشاد الديني‮ ‬ورعاية الوقف الخيري‮ ‬واستثماره ومحاولة تكثيره،‮ ‬ولذلك أنشئت الوزارة، ورسالتها تعميق الإيمان بالله تعالى في‮ ‬نفوس السودانيين،‮ ‬ولعل هذا هو أقوى الدوافع المعنوية المحركة لفعل الخير وإعمار المجتمع من خلال القيم السامية، والأخلاق الفاضلة التي‮ ‬تؤسس في‮ ‬النفوس العدل والمساواة واحترام الكرامة الإنسانية، ومحاصرة نوازع الشر والظلم وكل رذائل الأخلاق،‮ ‬ويتم تنفيذ هذه الرسالة من خلال أربعة أهداف رئيسية هي‮: ‬نشر التدين ورعاية دور العبادة،‮ ‬ودعم قيمة السلام والتسامح،‮ ‬والعمل على وحدة الأمة ووحدة الوطن،‮ ‬ثم السعي‮ ‬إلى إصلاح ورقي‮ ‬المجتمع من خلال‮ ‬غرس القيم والأخلاق الفاضلة النابعة من الإسلام،‮ ‬وذلك لحفظ كيان المجتمع لتحقيق الهدف الاستراتيجي‮ ‬للبلاد والعباد وهو التمكين لقيم الدين وإعلاء شرائعه،‮ ‬وتعظيم شعائره‮.‬ برامج شاملة } ‬قد‮ ‬يقول قائل هذا كلام رائع نظرياً‮، ‬ولكن كيف‮ ‬يتم تحقيقه على أرض الواقع عملياً؟ نقوم بتحقيق أهدافنا الإسلامية والإنسانية والاجتماعية من خلال وضع السياسات العامة في‮ ‬مجال الدعوة،‮ ‬وغرس القيم الفاضلة في‮ ‬المجتمع،‮ ‬وتعميق روح التدين والسمو الروحي،‮ ‬ونقوم بتنظيم وتطوير أساليب الدعوة ورعاية مؤسساتها وهيئاتها، وتدريب الدعاة وأئمة المساجد ورعاية وتوجيه الطرق الصوفية ومشايخها ومؤسساتها، وكذلك العناية بالشؤون المسيحية والديانات الأخرى بالتعاون مع الهيئات والمؤسسات في‮ ‬هذا المجال،‮ ‬وإحياء دور الوقف الخيري،‮ ‬ووضع السياسات والخطط والبرامج التي‮ ‬تعين على استخدام وترشيد موارده وتنمية وتطوير العلاقات مع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية وتدريب الأئمة والدعاة ومشرفي‮ ‬شؤون الحج والعاملين في‮ ‬مجالي‮ ‬الأوقاف وبسط الدعوة الإسلامية وسط المواطنين في‮ ‬الريف والحضر وحفز مؤسساتها وتطوير برامجها ووسائلها‮.‬ } ‬هيئات الأوقاف الإسلامية في‮ ‬وزارات الأوقاف هي‮ ‬الأذرع الاقتصادية لها في‮ ‬استثمار الوقف وتوظيفه في‮ ‬مصلحة العباد والدعوة في‮ ‬ضوء الضوابط الشرعية للوقف‮.. ‬فما دورها لديكم في‮ ‬السودان؟ نشأت هيئة الأوقاف الإسلامية بالسودان كهيئة ذات شخصية اعتبارية مستقلة عام‮ ‬1989،‮ ‬وصدر قانون خاص بها تم تنفيذه وتم تعديله ليكون أكثر مواكبة في‮ ‬عام‮ ‬1996،‮ ‬لتصبح مؤسسة استثمارية، تدار على أساس اقتصادي‮ ‬يناط بها تنمية وتطوير واستثمار أموال الأوقاف السودانية بشكل رأسي‮ ‬وأفقي،‮ ‬ويدير أعمالها مجلس إدارة اتحادي‮ ‬تحت مظلة وزارة الإرشاد والأوقاف السودانية على أفضل وجه في‮ ‬كل أرجاء البلاد لما فيه مصلحة الشعب السوداني‮.‬ ووفقاً‮ ‬لقانونها فإن هيئة الأوقاف السودانية لها العديد من المهام الجسام من أبرزها إدارة ونظارة وتطوير الأموال الموقوفة لجهات البر الإسلامية داخل السودان وخارجه بشرط الالتزام بأحكام الشريعة من جهة،‮ ‬وشرط الواقف من جهة أخرى،‮ ‬مع العمل الجاد والمستمر على صيانة الأموال الموقوفة وتحسينها وبنائها وإعادة تأهيلها وتعديلها واستثمارها في‮ ‬جميع المجالات الاستثمارية،‮ ‬سواء العقارية أو التجارية أو الصناعية أو الزراعية أو الخدمية وغيرها من الأنشطة الاستثمارية‮.‬ استعادة الثقة بالوقف } ‬من وجهة نظركم‮: ‬كيف‮ ‬يمكن تشجيع المسلمين على وقف أموالهم بعد أن تراجع الوقف بشكل كبير خلال العقود الأخيرة؟ ‮ ‬يتم التشجيع بإعادة ثقة أهل الخير في‮ ‬الوقف،‮ ‬وضمان عدم ضياعه أو سرقته كما حصل في‮ ‬كثير من الدول العربية والإسلامية،‮ ‬ولهذا تعمل هيئة الأوقاف السودانية على سبيل المثال على إثبات صفة الوقف على أي‮ ‬مال موقوف لجهة من جهات البر الإسلامية، وحفظ جميع المستندات الخاصة بالأوقاف واستعادة أعيان الوقف التي‮ ‬تكون بيد الغير أو الحصول على تعويض بديل لها وفقاً‮ ‬لأسس الشرع الإسلامي‮ ‬مع حفظ الأموال الموقوفة ومنع التعدي‮ ‬عليها،‮ ‬إضافة إلى توعية الرأي‮ ‬العام الإسلامي‮ ‬بأهمية الوقف وثوابه عند الله باعتباره أحد أوجه الصدقات الجارية، والأنشطة الخيرية التي‮ ‬يعود نفعها على مستحقي‮ ‬المساعدة ودعم أعمال الدعوة الإسلامية‮.‬ } ‬يعتقد كثيرون أن هيئات الوقف لا‮ ‬يمكن أن تؤدي‮ ‬دورها من دون مساندة الدولة لها‮.. ‬فهل هذا‮ ‬يتم لديكم في‮ ‬السودان؟ بالتأكيد من خلال إجراءات عديدة فمثلاً‮ ‬بعد أن كانت الأوقاف إدارة تابعة للمحاكم الشرعية في‮ ‬السابق،‮ ‬وكان قاضي‮ ‬القضاة هو ناظر عموم الأوقاف، وتبع ذلك تبعيتها للمجلس الأعلى للشؤون الدينية والأوقاف ثم أصبحت إدارة بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف ثم صدر قرار من الرئيس عام‮ ‬1990‮ ‬بإعادة جميع الأراضي‮ ‬الوقفية التي‮ ‬بيد الغير إلى هيئة الأوقاف الإسلامية ثم صدر قرار رئاسي‮ ‬آخر‮ ‬يقضي‮ ‬بتخصيص قطع أراضٍ‮ ‬لهيئة الأوقاف الإسلامية في‮ ‬المواقع الاستثمارية والخطط الإسكانية والعمرانية،‮ ‬مما أدى إلى تنمية وتطوير ونهضة الأوقاف الإسلامية‮.‬ ونحن والحمد لله لدينا تسع عشرة إدارة في‮ ‬الولايات السودانية،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن إدارة أو مكتب خارجي‮ ‬يدير ويشرف على تنفيذ شروط الواقف بالأوقاف السودانية بالسعودية عن طريق مكتب بمدينة جدة، ويقوم بالإشراف على الأوقاف الموجودة بجدة والمدينة المنورة،‮ ‬وتتبع هذه الإدارة حالياً‮ ‬الهيئة العامة للحج والعمرة،‮ ‬وقد تمكنت هيئة الأوقاف الإسلامية من إنجاز العديد من المشروعات الكبرى بمختلف ولايات السودان وخارجه، منها أوقاف مستحدثة وغير تقليدية مثل مشروع الغرس الطيب الذي‮ ‬يسعى لخضرة البيئة وجلب الفائدة،‮ ‬وذلك بزراعة الأشجار المثمرة والنخيل‮.‬ خدمة الدعوة } ‬كيف قمتم بتوظيف أموال الوقف في‮ ‬خدمة الدعوة الإسلامية في‮ ‬السودان؟ لدينا خطة طموح في‮ ‬هذا الميدان فمثلاً‮ ‬قمنا بإنشاء صندوق وقفي‮ ‬لرعاية الطلاب ودعم طلاب التعليم بوجه عام والتعليم الديني‮ ‬بوجه خاص،‮ ‬فهناك على سبيل المثال لا الحصر وقف المصحف الشريف بولاية سنار،‮ ‬إضافة إلى صيانة وإعمار وتجميل أكثر من‮ ‬2600‮ ‬مسجد،‮ ‬وكذا تقديم الدعم لمكاتب تحفيظ القرآن الكريم، وتدريس علومه لمختلف الفئات العمرية وللجنسين،‮ ‬وفي‮ ‬مختلف الولايات السودانية،‮ ‬ووصل الأمر إلى تقديم الدعم لدور التعليم والجامعات الدينية باعتبارها من المدافعين عن العقيدة،‮ ‬وكذلك عقد المؤتمرات والندوات والمسابقات الدينية،‮ ‬ولهذا أعدت الهيئة ونفذت خططاً‮ ‬وبرامج للتعريف والتوعية بأهمية الوقف في‮ ‬العمل الخيري‮ ‬والدعوي‮.‬ تواصل مثمر } ‬توليتم وزارة الشباب قبل الأوقاف وكنتم تؤكدون دائماً‮ ‬أن افتقاد التواصل بين الدعاة والشباب أدى إلى وجود ظاهرة الفكر المتشدد‮.. ‬فما الذي‮ ‬جعلكم تقولون ذلك؟ لا شك أن التواصل الجاد والمستمر بين العلماء الوسطيين المعتدلين وبين الرأي‮ ‬العام عامة وشباب الدعوة الذين‮ ‬ينتشرون بين الجماهير‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى محاصرة الأمية الدينية التي‮ ‬تؤدي‮ ‬إلى التطرف من جانب أو الإلحاد الذي‮ ‬بدأ‮ ‬يعلو صوت أتباعه في‮ ‬الفترة الأخيرة،‮ ‬ولهذا آثار كارثية إذا لم تتم مواجهته على مستوى الأمة كلها بشكل علمي‮ ‬وعملي‮.‬ } ‬ما الحل الجذري‮ ‬لمشكلة التطرف الديني‮ ‬من وجهة نظركم؟‮ ‬ نحن في‮ ‬حاجة إلى استراتيجية متكاملة بين مختلف الجهات المعنية برعاية وتثقيف الشباب في‮ ‬مختلف الدول العربية والإسلامية،‮ ‬ولابد من أن‮ ‬يتلازم هذا مع تجديد الخطاب الديني‮، ‬بحيث‮ ‬يسهم في‮ ‬إظهار صورة الإسلام السمحة الوسطية المعتدلة التي‮ ‬شوهها المتشددون والمتطرفون في‮ ‬هذه الأيام،‮ ‬واستخدموا في‮ ‬سبيل ذلك وسائل الإعلام واسعة الانتشار بل وبلغات مختلفة،‮ ‬ولهذا لا بد أن‮ ‬يكون رد الفعل الذي‮ ‬يستهدف محاصرة التطرف والإلحاد واسعاً‮ ‬وقوياً‮ ‬ومدروساً‮ ‬ومستمراً‮ ‬وليس رد فعل لحظياً‮ ‬أو عشوائياً،‮ ‬خاصة مع ضعف المخزون المعرفي‮ ‬والشرعي‮ ‬لدى الشباب‮.‬ فتاوى الجهلاء } ‬ألا ترى أن تناقض الفتاوى وتركيزها على قضايا هامشية أدى إلى إحداث بلبلة‮.‬ هناك مرض اسمه‮ ‬حب الشهرة‮ ‬ينتشر بين أدعياء العلم الشرعي،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فإن ضعف المخزون المعرفي‮ ‬الشرعي‮ ‬لديهم تظهر آثاره السلبية في‮ ‬الشباب الذي‮ ‬يعاني‮ من ‬الأمية الدينية مما جعلهم‮ ‬يأخذون ببعض النصوص دون‮ ‬غيرها، وتزيد المشكلة تعقيداً‮ ‬عندما‮ ‬يأخذون بالمتشابهات ويتناسون المحكمات،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن أنهم في‮ ‬الغالب‮ ‬يأخذون أو‮ ‬يروجون للجزئيات ويغفلون أو‮ ‬يجهلون القواعد الكلية،‮ ‬وكما قالوا‮ ‬فاقد الشيء لا‮ ‬يعطيه‮‬،‮ ‬وهذا‮ ‬يؤكد خطورة تصدي‮ ‬الجهلاء للمشهد الإفتائي‮ ‬مع قلة بضاعتهم،‮ ‬وهؤلاء‮ ‬ينشرون الفوضى،‮ ‬حيث‮ ‬يفهمون النصوص فهماً‮ ‬سطحياً‮ ‬وسريعاً‮ ‬فهم‮ ‬غير مؤهلين للفتوى في‮ ‬الأمور الخطرة،‮ ‬ولذلك‮ ‬يفتون بغير علم فيضلون هم ويقودون‮ ‬غيرهم إلى الضلال‮.‬ } ‬لكن بعضهم قد‮ ‬يكون مخلصاً‮ ‬رغم قلة علمه؟ الإخلاص وحده لا‮ ‬يكفي،‮ ‬بل لا بد من أن‮ ‬يسنده فقه عميق وعلم بشرع الله وأحكامه وربطه بالواقع،‮ ‬أي‮ ‬إنزال الأحكام الشرعية على الواقع،‮ ‬أما النية الطيبة بغير علم فهي‮ ‬ضارة، ولعل هذا ما لخصه الإمام الحسن البصري‮ ‬حين قال‮: ‬العامل على‮ ‬غير علم كالسالك على‮ ‬غير طريق فإن قوماً‮ ‬طلبوا العبادة، وتركوا العلم حتى خرجوا بأسيافهم على أمة محمد‮‬،‮ ‬ولهذا وجدنا الأئمة‮ ‬يوصون بطلب العلم قبل التعبد لمعرفة الأحكام الصحيحة‮.‬ } ‬لا توجد قضية كثر الحديث فيها حديثاً‮ ‬مثل تجديد الخطاب الديني‮.. ‬كيف نحمي‮ ‬الدين من أدعياء التجديد؟ اجتهد الفقهاء في‮ ‬تحديد مواصفات المجدد الديني‮ ‬عبر التاريخ، وأجمعوا على أنه‮ ‬يجب أن تتوافر فيه عدة شروط أهمها‮: ‬الإخلاص في‮ ‬النية لله تعالى، والاطلاع والمعرفة الشاملة بالعلوم الشرعية والتاريخ الإسلامي‮ ‬عالماً‮ ‬بالمقاصد الشرعية والتشريع الإسلامي،‮ ‬ولديه قدرة على استنباط الأحكام وأن‮ ‬يتصف بالشفافية والموضوعية،‮ ‬وألا‮ ‬يكون متحيزاً‮ ‬لمذهب أو طائفة‮.‬ } ‬هل تتخيل أن كل هذه المواصفات‮ ‬يمكن أن تجتمع في‮ ‬شخص واحد؟ ‮- ‬هذا أمر صعب بالطبع،‮ ‬ولهذا فإن البديل أن‮ ‬يكون التجديد من خلال جهد جماعي‮ ‬لمجموعة من العلماء المتخصصين الذين‮ ‬يتكاملون في‮ ‬معلوماتهم فيكون التجديد أكثر شمولية،‮ ‬كما أن الإفتاء الجماعي‮ ‬في‮ ‬القضايا المستحدثة جزء من هذا التجديد الجماعي‮ ‬الذي‮ ‬نحن في‮ ‬حاجة شديدة إليه على مستوى كل الدول العربية والإسلامية‮.‬

مشاركة :