فــوز متـوقــع للـمــرشــح إبراهـيـم رئـيـسي في انتخابات الرئاسة الإيرانية

  • 6/24/2021
  • 01:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

وسط‭ ‬مقاطعة‭ ‬شعبية‭ ‬هي‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الانتخابات‭ ‬الإيرانية‭ ‬منذ‭ ‬الثورة‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الإيرانيين‭ ‬جرت‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬وفق‭ ‬السيناريو‭ ‬الذي‭ ‬رسمه‭ ‬لها‭ ‬المرشد‭ ‬الأعلى‭ ‬للثورة‭ ‬الإيرانية‭ ‬آية‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬خامنئي‭ ‬ونفذه‭ ‬مجلس‭ ‬صيانة‭ ‬الدستور‭ ‬الذي‭ ‬استبعد‭ ‬أهم‭ ‬ثلاثة‭ ‬مرشحين‭ ‬إصلاحيين‭ ‬لتمهيد‭ ‬الطريق‭ ‬أمام‭ ‬مرشح‭ ‬المرشد‭ ‬الأعلى‭ ‬المحافظ‭ ‬وخليفته‭ ‬المحتمل‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيسي‭ ‬للفوز‭ ‬بهذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬لقيادة‭ ‬إيران‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأربع‭ ‬القادمة‭ ‬وتعويض‭ ‬خسارته‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الماضية‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬أمام‭ ‬الرئيس‭ ‬المنتهية‭ ‬ولايته‭ ‬حسن‭ ‬روحاني‭.‬ المقاطعة‭ ‬الشعبية‭ ‬للانتخابات‭ ‬رغم‭ ‬تدخل‭ ‬المرشد‭ ‬الأعلى‭ ‬لحث‭ ‬الإيرانيين‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬لتجنب‭ ‬الفوضى‭ ‬ورغم‭ ‬الحشد‭ ‬الإعلامي‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أجهزة‭ ‬الإعلام‭ ‬الإيرانية‭ ‬الرسمية‭ ‬المرئية‭ ‬والمسموعة‭ ‬ورغم‭ ‬التهديد‭ ‬والوعيد‭ ‬كانت‭ ‬متوقعة‭ ‬لأسباب‭ ‬عدة،‭ ‬منها‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والمعيشي‭ ‬المترديين‭ ‬للشعوب‭ ‬الإيرانية‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬والبطالة‭ ‬وعدم‭ ‬توافر‭ ‬الخدمات‭ ‬الأساسية‭ ‬وتدني‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬للمواطن‭ ‬الإيراني‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتعامل‭ ‬معها‭ ‬القيادة‭ ‬الإيرانية‭ ‬بالشكل‭ ‬المطلوب،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬قناعة‭ ‬الشعوب‭ ‬الإيرانية‭ ‬بصورية‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬وأنها‭ ‬فصلت‭ ‬على‭ ‬مقاس‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيسي‭ ‬للفوز‭ ‬بها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تذمر‭ ‬الشعوب‭ ‬الإيرانية‭ ‬من‭ ‬تبديد‭ ‬خيرات‭ ‬البلاد‭ ‬ومواردها‭ ‬لدعم‭ ‬المليشيات‭ ‬الموالية‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬معيشة‭ ‬ورفاهية‭ ‬الشعوب‭ ‬الإيرانية‭.‬ المرشح‭ ‬المحافظ‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيسي‭ ‬رغم‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬قمع‭ ‬المظاهرات‭ ‬والاحتجاجات‭ ‬التي‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬عام‭ ‬1988‭ ‬وقتله‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬السياسيين‭ ‬وانتهاك‭ ‬لأبسط‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬فقد‭ ‬فاز‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات‭ ‬وذلك‭ ‬بفضل‭ ‬الدعم‭ ‬اللامحدود‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬المرشد‭ ‬الأعلى‭ ‬واستغلاله‭ ‬منصبه‭ ‬القضائي‭ ‬لإزالة‭ ‬منافسيه‭ ‬والتخلص‭ ‬منهم‭.‬ الرئيس‭ ‬الجديد‭ ‬لإيران‭ ‬تنتظره‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬الشائكة‭ ‬والساخنة‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬إيران‭ ‬خلال‭ ‬المرحلة‭ ‬القادمة،‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬داخلي‭ ‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬خارجي‭.‬ أولا‭: ‬برنامج‭ ‬إيران‭ ‬النووي‭ ‬والصاروخي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مؤشرات‭ ‬عودة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬للاتفاقية‭ ‬التي‭ ‬أبرمت‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬بخصوص‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي‭ ‬بعد‭ ‬خروج‭ ‬أمريكا‭ ‬منها‭ ‬إبان‭ ‬حكم‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬وكيف‭ ‬ستتعامل‭ ‬إيران‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العقوبات‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬الرئيس‭ ‬المنتخب‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيسي‭.‬ ثانيا‭: ‬العلاقة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الإقليم‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تشهد‭ ‬أي‭ ‬تحسن‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الرئيس‭ ‬المنتهية‭ ‬ولايته‭ ‬حسن‭ ‬روحاني‭ ‬فهل‭ ‬سيسعى‭ ‬الرئيس‭ ‬الجديد‭ ‬إلى‭ ‬تعديل‭ ‬مسار‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬مصلحة‭ ‬المنطقة‭ ‬وشعوبها‭ ‬أم‭ ‬سيستمر‭ ‬الوضع‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬وبالتالي‭ ‬تبقى‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تخدم‭ ‬إيران‭ ‬ولا‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬المنطقة؟ ثالثا‭: ‬التدخلات‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المليشيات‭ ‬الموالية‭ ‬لها‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬أو‭ ‬سوريا‭ ‬أو‭ ‬لبنان‭ ‬أو‭ ‬اليمن‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دعم‭ ‬أذرعها‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬الطائفية‭ ‬وتدريبها‭ ‬وتمويلها‭ ‬ومدها‭ ‬بالسلاح‭ ‬والعتاد‭ ‬مما‭ ‬يشكل‭ ‬تهديدا‭ ‬مباشرا‭ ‬وخطيرا‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭.‬ رابعا‭: ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والمعيشية‭ ‬المتردية‭ ‬والصعبة‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬الشعوب‭ ‬الإيرانية‭ ‬والتي‭ ‬تنذر‭ ‬بالانفجار‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬لحظة‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬كانت‭ ‬مناسبة‭ ‬لتوجيه‭ ‬رسالة‭ ‬قوية‭ ‬ومباشرة‭ ‬للقيادة‭ ‬الإيرانية‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬الشعوب‭ ‬الإيرانية‭ ‬غير‭ ‬راضية‭ ‬عن‭ ‬الأوضاع‭ ‬القائمة‭ ‬وأن‭ ‬خيرات‭ ‬وموارد‭ ‬البلاد‭ ‬تذهب‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الشعوب‭ ‬الإيرانية‭ ‬التي‭ ‬تفتقر‭ ‬إلى‭ ‬أبسط‭ ‬مقومات‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬كما‭ ‬أسلفنا‭.‬ وبناء‭ ‬عليه‭ ‬كيف‭ ‬سيتعامل‭ ‬الرئيس‭ ‬الإيراني‭ ‬الجديد‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الملفات‭ ‬والتحديات‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬محدودية‭ ‬السلطات‭ ‬والصلاحيات‭ ‬التي‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬بلد‭ ‬يتمسك‭ ‬فيه‭ ‬المرشد‭ ‬الأعلى‭ ‬بجميع‭ ‬مفاصل‭ ‬السلطة‭ ‬وزمامها؟‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭ ‬بإلحاح‭ ‬وخصوصا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬ليست‭ ‬جديدة‭ ‬وقد‭ ‬ورثها‭ ‬من‭ ‬الرؤساء‭ ‬الذين‭ ‬سبقوه‭ ‬واجهوها‭ ‬ولم‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬معالجتها‭ ‬بالمستوى‭ ‬الذي‭ ‬يرضي‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬والإقليم‭ ‬والشعوب‭ ‬الإيرانية‭.‬

مشاركة :