السلاح النووي الإيراني.. ومزاعم السلمية وحسن الجوار

  • 6/24/2021
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاماً‭ ‬وإيران‭ ‬تسعى‭ ‬خلف‭ ‬القنبلة‭ ‬النووية،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثين‭ ‬عاماً‭ ‬والمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬يحاول‭ ‬ثني‭ ‬طهران‭ ‬عن‭ ‬طموحها‭ ‬النووي،‭ ‬فقد‭ ‬امتلكت‭ ‬تسع‭ ‬دول‭ ‬القنبلة‭ ‬النووية‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬تثر‭ ‬إحداها‭ ‬خوف‭ ‬العالم‭ ‬كما‭ ‬فعلت‭ ‬إيران‭. ‬فاليوم‭ ‬احتياطي‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬اليورانيوم‭ ‬يجاوز‭ ‬المئتين‭ ‬واثنين‭ ‬كيلوجرام‭ ‬ويتوقع‭ ‬خبراء‭ ‬الفيزياء‭ ‬النووية‭ ‬أن‭ ‬تتمكن‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬القنبلة‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬عام‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الكميات‭ ‬الهائلة‭ ‬من‭ ‬اليورانيوم‭ ‬التي‭ ‬تمتلكها‭ ‬إيران‭.‬ لا‭ ‬أحد‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬السلاح‭ ‬النووي‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬فالمسؤولون‭ ‬الروس‭ ‬لم‭ ‬يتركوا‭ ‬مناسبة‭ ‬إلا‭ ‬أكدوا‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬موسكو‭ ‬ستمنع‭ ‬حصول‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬السلاح‭ ‬النووي‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال،‭ ‬كذلك‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وصل‭ ‬بها‭ ‬التشكيك‭ ‬في‭ ‬نوايا‭ ‬إيران‭ ‬النووية‭ ‬إلى‭ ‬الانسحاب‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬الموقع‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬فرض‭ ‬عقوبات‭ ‬شديدة‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬واتهامها‭ ‬باستمرار‭ ‬تطوير‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي‭ ‬وأن‭ ‬إجراء‭ ‬أي‭ ‬مفاوضات‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬مثل‭ ‬إيران‭ ‬أمر‭ ‬مستحيل‭. ‬وبين‭ ‬الحليف‭ ‬والعدو‭ ‬يقف‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬الذي‭ ‬يرى‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬الوسيلة‭ ‬الأمثل‭ ‬لمنع‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬امتلاك‭ ‬القنبلة‭ ‬النووية‭ ‬منعاً‭ ‬لحدوث‭ ‬كارثة‭ ‬قد‭ ‬تسببها‭ ‬إيران‭ ‬باستخدامها‭ ‬السلاح‭ ‬النووي‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬قامت‭ ‬بتطويره‭. ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬تصريحات‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإيرانيين‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭ ‬هو‭ ‬لأغراض‭ ‬سلمية‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬لا‭ ‬تصدق‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المزاعم‭.‬ وفي‭ ‬جولة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬التفاوض‭ ‬عاد‭ ‬الملف‭ ‬الإيراني‭ ‬للواجهة‭ ‬وهذه‭ ‬المرة‭ ‬في‭ ‬فيينّا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إجراء‭ ‬مفاوضات‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬والغرب‭ ‬بشأن‭ ‬إحياء‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي،‭ ‬جولة‭ ‬يسبقها‭ ‬دعوات‭ ‬في‭ ‬تسريع‭ ‬الحسم‭ ‬وعودة‭ ‬واشنطن‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬وضمان‭ ‬الالتزام‭ ‬الإيراني‭ ‬بكامل‭ ‬بنوده‭. ‬ولكن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المراقبين‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬غير‭ ‬جادة‭ ‬في‭ ‬سعيها‭ ‬نحو‭ ‬التفاوض‭ ‬وأنها‭ ‬فقط‭ ‬تحاول‭ ‬كسب‭ ‬الوقت‭ ‬حتى‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬القنبلة‭ ‬النووية‭.‬ ويبقى‭ ‬السؤال‭ ‬دائما‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬جدوى‭ ‬تلك‭ ‬المفاوضات‭ ‬لثني‭ ‬إيران‭ ‬عن‭ ‬حصولها‭ ‬على‭ ‬السلاح‭ ‬النووي‭. ‬فإن‭ ‬رأي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المراقبين‭ ‬أن‭ ‬الاتفاق‭ ‬يقدم‭ ‬لإيران‭ ‬خدمة‭ ‬عظيمة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬طريقين‭ ‬اثنين‭ ‬تمكنها‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬السلاح‭ ‬النووي،‭ ‬أولها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬انتهاك‭ ‬ذلك‭ ‬الاتفاق،‭ ‬فبالرغم‭ ‬أن‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬سوف‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬الرقابة‭ ‬والعمليات‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬سوف‭ ‬تمنع‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تخدع‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬وفي‭ ‬الحقيقة،‭ ‬إن‭ ‬الرقابة‭ ‬والعمليات‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬التاريخ‭ ‬لم‭ ‬تنجح‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬مثل‭ ‬كوريا‭ ‬وحتى‭ ‬إيران،‭ ‬فلم‭ ‬تستطع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وإسرائيل‭ ‬اكتشاف‭ ‬المفاعلات‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬قم‭ ‬ونطنز‭ ‬إلى‭ ‬وقت‭ ‬قريب‭.‬ أما‭ ‬الطريقة‭ ‬الثانية‭ ‬فتتمثل‭ ‬في‭ ‬التزام‭ ‬إيران‭ ‬بالاتفاق‭ ‬النووي،‭ ‬ليتم‭ ‬بعد‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬تقريبا‭ ‬رفع‭ ‬القيود‭ ‬الرئيسية‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭ ‬بشكل‭ ‬تلقائي،‭ ‬ما‭ ‬يتيح‭ ‬لإيران‭ ‬أن‭ ‬تمتلك‭ ‬أجهزة‭ ‬الطرد‭ ‬المركزي‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إليها‭ ‬وبالأعداد‭ ‬المناسبة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تخصيب‭ ‬اليورانيوم‭ ‬بسرعة‭ ‬أكبر‭ ‬وبشكل‭ ‬قانوني‭ ‬وتحت‭ ‬غطاء‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭. ‬فالاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬يسمح‭ ‬لإيران‭ ‬بالاستمرار‭ ‬في‭ ‬إجراء‭ ‬البحوث‭ ‬التطويرية‭ ‬لإنتاج‭ ‬أجهزة‭ ‬طرد‭ ‬متقدمة،‭ ‬وستكون‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬هي‭ ‬فترة‭ ‬انطلاق‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬تصنيع‭ ‬القنبلة‭ ‬النووية،‭ ‬فالعشر‭ ‬السنوات‭ ‬تلك‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬تحتاجه‭ ‬إيران‭ ‬لبناء‭ ‬ترسانة‭ ‬نووية‭ ‬متكاملة‭.‬ وقد‭ ‬يتساءل‭ ‬البعض‭ ‬عن‭ ‬البديل‭ ‬الأكثر‭ ‬واقعية‭ ‬لهذا‭ ‬الاتفاق،‭ ‬فوجب‭ ‬القول‭ ‬أن‭ ‬البديل‭ ‬الوحيد‭ ‬والواقعي‭ ‬هو‭ ‬سياسة‭ ‬رفع‭ ‬العقوبات‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تفكيك‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭ ‬بالكامل‭ ‬وليس‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭. ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬السياسة‭ ‬التي‭ ‬أجمع‭ ‬عليها‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬قبل‭ ‬عام‭ ‬2013،‭ ‬وكان‭ ‬تنفيذها‭ ‬سيطوي‭ ‬صفحة‭ ‬الملف‭ ‬الإيراني‭ ‬نهائيا‭.‬ فالعقوبات‭ ‬التي‭ ‬فُرِضت‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬عام‭ ‬2012‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬الإيرانيين‭ ‬إلى‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬التفاوض،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬أكثر‭ ‬العقوبات‭ ‬إيلاما‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬والمدعومة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ربط‭ ‬رفع‭ ‬العقوبات‭ ‬عن‭ ‬إيران‭ ‬بتخلي‭ ‬إيران‭ ‬عن‭ ‬سياستها‭ ‬العدائية‭ ‬والتوسعية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ودعمها‭ ‬للإرهاب‭ ‬العالمي،‭ ‬فإذا‭ ‬أرادت‭ ‬إيران‭ ‬أن‭ ‬يعاملها‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬كدولة‭ ‬عادية‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تتصرف‭ ‬كدولة‭ ‬عادية‭ ‬وأن‭ ‬تتخلى‭ ‬عن‭ ‬طموحها‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬دولة‭ ‬عظمى‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬ذلك‭ ‬سوف‭ ‬يتم‭ ‬فتح‭ ‬كل‭ ‬الخيارات‭ ‬على‭ ‬مصراعيها‭ ‬ومن‭ ‬ضمنها‭ ‬سباق‭ ‬التسلح‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يشهده‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بمجرد‭ ‬امتلاك‭ ‬إيران‭ ‬للقنبلة‭ ‬النووية‭ ‬ما‭ ‬سيفجر‭ ‬الأوضاع‭ ‬ويزيد‭ ‬من‭ ‬احتمال‭ ‬وقوع‭ ‬حرب‭ ‬شاملة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬ إن‭ ‬تاريخ‭ ‬إيران‭ ‬حافل‭ ‬بزعزعة‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نشر‭ ‬العنف‭ ‬ودعم‭ ‬المنظمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬فقد‭ ‬جعلت‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬أولوياتها‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1979‭ ‬دعم‭ ‬الأنظمة‭ ‬الوحشية‭ ‬والمليشيات‭ ‬الإرهابية‭ ‬بهدف‭ ‬فرض‭ ‬هيمنتها‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭.‬ فمشكلة‭ ‬إيران‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬ليس‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬بالمشروع‭ ‬الإيراني‭ ‬التوسعي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بكل‭ ‬الطرق‭ ‬والوسائل‭ ‬المتاحة‭ ‬وغير‭ ‬الشرعية‭ ‬وإقامة‭ ‬تحالفات‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬مذهبي‭ ‬ودعم‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬فالبرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬تجليات‭ ‬مشروع‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬فلو‭ ‬كانت‭ ‬إيران‭ ‬دولة‭ ‬عادية‭ ‬لا‭ ‬تتدخل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬لها‭ ‬ولا‭ ‬تتآمر‭ ‬عليهم،‭ ‬ولا‭ ‬تشعل‭ ‬نار‭ ‬الصراع‭ ‬الطائفي‭ ‬والمذهبي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ولا‭ ‬تريد‭ ‬تصدير‭ ‬ثورتها‭ ‬المزعومة‭ ‬لما‭ ‬وجدنا‭ ‬هذا‭ ‬الكم‭ ‬من‭ ‬الشكوك‭ ‬يحيط‭ ‬ببرنامجها‭ ‬النووي،‭ ‬رغم‭ ‬دفاعها‭ ‬ودفاع‭ ‬حلفائها‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬بزعمهم‭ ‬أنه‭ ‬للأغراض‭ ‬السلمية‭. ‬فهنالك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬كالهند‭ ‬وباكستان‭ ‬التي‭ ‬طورتا‭ ‬برنامجهما‭ ‬النووي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تثيرا‭ ‬تلك‭ ‬البرامج‭ ‬حفيظة‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬وهنالك‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬كالإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬طورت‭ ‬برنامجا‭ ‬للطاقة‭ ‬النووية‭ ‬لأغراض‭ ‬سلمية‭ ‬والذي‭ ‬حظي‭ ‬بثقة‭ ‬وبدعم‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭. ‬فالمشكلة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬وثوق‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬تصرفات‭ ‬وأفعال‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬وبالتالي‭ ‬لا‭ ‬يثق‭ ‬بأي‭ ‬تعهدات‭ ‬يبرمها‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭. ‬وبالأخص‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬عقائدي‭ ‬لا‭ ‬يتردد‭ ‬في‭ ‬فعل‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬الدين‭ ‬وادعاء‭ ‬الجهاد‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الله‭ ‬باستخدام‭ ‬القنابل‭ ‬النووية‭. ‬ كل‭ ‬ذلك‭ ‬يجعلنا‭ ‬ندرك‭ ‬أن‭ ‬خطر‭ ‬إيران‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬مشروعها‭ ‬التوسعي‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي‭. ‬ أين‭ ‬حسن‭ ‬الجوار؟ إن‭ ‬تدخل‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬البحرينية‭ ‬خاصة‭ ‬والخليجية‭ ‬عامة،‭ ‬هي‭ ‬سياسة‭ ‬ونهج‭ ‬إيراني‭ ‬مستمر‭. ‬ومع‭ ‬تولّي‭ ‬نظام‭ ‬الولي‭ ‬الفقيه‭ ‬الحكم‭ ‬عام‭ ‬1979،‭ ‬أصبحت‭ ‬التدخلات‭ ‬الإيرانية‭ ‬تأخذ‭ ‬الطابع‭ ‬الإرهابي‭ ‬الطائفي،‭ ‬وتأخذ‭ ‬أشكالاً‭ ‬متعددة،‭ ‬من‭ ‬تصريحات‭ ‬عدائية‭ ‬للقيادات‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬إلى‭ ‬زرع‭ ‬خلايا‭ ‬نائمة‭ ‬تنتظر‭ ‬إشارة‭ ‬الولي‭ ‬الفقيه‭ ‬للتحرّك،‭ ‬مع‭ ‬العمل‭ ‬بشتى‭ ‬الطرق‭ ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬الأصعدة‭ ‬ضد‭ ‬مصالح‭ ‬البحرين‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬كافة‭.‬ إن‭ ‬تاريخ‭ ‬إيران‭ ‬حافل‭ ‬بالنشاطات‭ ‬المعادية‭ ‬لجيرانها‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكاره‭ ‬أو‭ ‬إخفاؤه‭. ‬فعلى‭ ‬مستوى‭ ‬التصريحات‭ ‬نجد‭ ‬حجم‭ ‬التدخل‭ ‬السافر‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإيرانيين‭ ‬ومواقفهم‭ ‬العدائية‭ ‬ضد‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬تصريحاتهم‭ ‬عن‭ ‬البحرين‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬تفوق‭ ‬تصريحاتهم‭ ‬عن‭ ‬شؤونهم‭ ‬الداخلية‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬تتهاوى‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬بسبب‭ ‬الفساد‭ ‬والبطالة‭ ‬والأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬السيئة‭ ‬والأجدر‭ ‬بهم‭ ‬أن‭ ‬يلتفتوا‭ ‬إلى‭ ‬شؤونهم‭ ‬الداخلية‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬تصدير‭ ‬أزماتهم‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭.‬ وتتجاوز‭ ‬تدخلات‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬حد‭ ‬التصريحات،‭ ‬إلى‭ ‬المساهمة‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬زعزعة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الداخلي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأعمال‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬أذرع‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ودول‭ ‬الخليج،‭ ‬فقد‭ ‬قامت‭ ‬تلك‭ ‬الخلايا‭ ‬الإرهابية‭ ‬بأحداث‭ ‬عنف‭ ‬وقتل‭ ‬وإرهاب‭ ‬كان‭ ‬ضحاياها‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬الشرطة‭ ‬ومواطنين‭ ‬أبرياء،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تهريب‭ ‬الأسلحة‭ ‬والذخائر‭ ‬وتفجير‭ ‬أنابيب‭ ‬النفط‭ ‬والتخطيط‭ ‬لاغتيال‭ ‬مسؤولين‭ ‬بحرينيين‭ ‬وإثارة‭ ‬الفوضى‭ ‬والتحريض‭ ‬على‭ ‬العنف،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬بتخطيط‭ ‬ودعم‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬والحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬اللجوء‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬التدخل‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬ودفع‭ ‬إيران‭ ‬إلى‭ ‬الالتزام‭ ‬بالقوانين‭ ‬الدولية‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للمملكة‭. ‬ إن‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المهددة‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬عامة،‭ ‬والخليجية‭ ‬خاصة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التصريحات‭ ‬والأفعال‭ ‬المزعزعة‭ ‬لأمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬وإثارة‭ ‬الفتنة‭ ‬والتخريب‭. ‬لقد‭ ‬سعت‭ ‬إيران‭ ‬الفارسية‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬إلى‭ ‬التوسّع‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نشر‭ ‬التشيّع‭ ‬وخلق‭ ‬فتنة‭ ‬طائفية‭ ‬وفرض‭ ‬الهيمنة‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬برمتها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬أدوات‭ ‬ووسائل‭ ‬إجرامية‭ ‬وغير‭ ‬أخلاقية‭. ‬ وبعد‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يخرج‭ ‬علينا‭ ‬مسؤولون‭ ‬إيرانيون‭ ‬ليصرحوا‭ ‬أن‭ ‬العلاقات‭ ‬الإيرانية‭ ‬بالدول‭ ‬المجاورة‭ ‬لها‭ ‬مبنية‭ ‬على‭ ‬حسن‭ ‬الجوار،‭ ‬وأن‭ ‬المفاعل‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني‭ ‬هو‭ ‬فقط‭ ‬لأغراض‭ ‬سلمية‭. ‬فهل‭ ‬تتوقع‭ ‬منا‭ ‬إيران‭ ‬أن‭ ‬نصدقها؟ {‭ ‬أكاديمي‭ ‬متخصص‭ ‬في‭ ‬العلوم ‭ ‬الشرعية‭ ‬وتنمية‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية Dr‭.‬MohamedFaris@yahoo‭.‬com

مشاركة :