من واقع الحياة التي نمارسها في المحروسة – نجد أشياء متضادة – غير متوافقة وغير ملتقية في نقطة – كما قضبان القطار – خطوط متوازية لا نهائية – وعلى سبيل المثال لا الحصر – البطالة في مصر شيء وهمي شيء غير ملموس – وغير مقنع لأي متعامل في السوق المصري ( سوق العمل ) بأي مؤشر من مؤشرات إحصائية عن حجم البطالة في مصر – فنحن نعلن في الجرائد ذات الصفة الهامة في النشر – عن وظائف خالية – يأتي إلى الإعلان بمن يرغبون في تحسين وظائفهم – وحينما نعلن عن مناقصات بين مقاولين – لا يتقدم أحد – وحينما نسأل بعض الشركات المتخصصة في المقاولات – تكون الشكوى عدم وجود قوي بشرية كافية – في كل المجالات – سواء كانت فنية أو حتى ( عمالة قوى ) أي بدون فن وبدون حرفة – هناك نقص في عدد الراغبين في العمل – ولعل الإعلان الراقي الذي تبثه أجهزة الإعلام – والتي ترعاه وتتبناه مؤسسة اتحاد الصناعات المصرية – هو خير دليل – على أن البطالة في مصر – هي رغبة لصاحبها أن لا يعمل وأن يعود ( لماما نونة ) في البيت ليجد ( الفتة ) – وطبعاً في هذه الحالة اللي يلاقى ( دلع ) ( وما يدلعش ) حقه جهنم وبئس المصير !! هكذا أصبحنا – وهكذا أصبح حال أغلب شباب مصر – لا يريدون العمل – وإذا أرادوا العمل فلازم يبقي – بجانب حجرة النوم أو على الأكثر بجانب ( الكافيه ) اللي بسلامته بيقعد عليه مع " سوسو " صاحبه بعد ( الهارد داى ) في النادي أو في الشارع مع زملاء الغفلة – ولندرة العمالة الفنية في الكهرباء أو السيراميك أو نجارة أو النقاشة أو البياض أو خلافه فإن سوق العمل في مصر – أفتقر إلى أصول المهنة في هذه الحرف الشعبية المصرية الأصل والمنبع – فمصر هي أم البناءين في العالم العربي كله بلا منازع وبلا جدال – ولكن كان ذلك بالأمس – أما اليوم فللأسف الشديد – الثورة العقارية التي اجتاحت دول الخليج وكذلك مصر – جعلت المعروض من الفنيين و المتخصصين أقل بكثير جداً من الطلب عليهم – وبالتالي – فضل هؤلاء الأخوة السفر إلى الخليج لأسباب كثيرة أهمها – السعر و الأجر والمقابل للغربة – وبالطبع افتقرت المحروسة لهذه الفئات الهامة جداً لعصب الحياة الاقتصادية المصرية – وهى العمران و العقارات – وأتذكر فى اتصال مع زميلي المرحوم المهندس إسماعيل السيد – وهو أحد كبار المستثمرين في القري السياحية بمدينة الغردقة – أخذ يشكوا من العمالة الفنية حيث أنه يخوض عملية توسع في قريته – وبالتالي اصطدم باحتياجاته لمركبي السيراميك والسباكين وخلافه – وحيث أنه مقاول قديم – سابقاً – ونسي المهنة – بعد أن أصبح مستثمر كبير – أخذ يسترجع الماضي – أيام كان هؤلاء الفنيين على القهاوي – لكي (يبيت عليهم) بخمسة جنيه – هذا كلام من الماضي – أصبح شيء حينما يحكي – يضحك له العامة و الخاصة !! وأمام كل هذه الأحداث نجد أن هناك من يبكي ويلطم وينادي ( إلحقونا ) عندنا – بطالة – أسف – عندنا بلطجة !!! عندنا ناس – مش عايزة تشتغل – عندنا ناس لابد من تعديل وتحويل اهتماماتهم – عندنا فشل في التعليم الفني والتعليم العالي – عندنا سوق عمل في أشد الاحتياج لعمالة – لكن للأسف غير موجود طلب " الزبون " في الحقيقة أننا لا نعاني من بطالة حقيقية ولكننا نعاني من سوء إدارة في مراكز التعليم على كل المستويات ونعاني من " بلطجة " في سلوك الذين لا يعملون بإرادتهم !! ونعاني من معاملة ( ماما نونو ) لأولادها فى البيت المصري !! [email protected]
مشاركة :