على الرغم من أن بعض الرجال يرحبون بالمولود الجديد، ويساعدون الأمهات أثناء الولادة ، إلا أن البعض منهم لا يرغبون في التواجد أثناء الولادة. ما يثير العديد من الأسئلة حول مزايا وعيوب وجودهم أثناء المخاض والولادة، لهذا السبب من المهم معرفة المزيد عن مشاعر الزوج التي يمكن أن تحدث في كلتا الحالتين. في هذا الموضوع، أكد لنا اختصاصيون نفسيون بعض الجوانب الإيجابية والسلبية لقرار الرجل أن يكون جزءًا من اللحظة الكبيرة. الأوكسيتوسين، المعروف بهرمون الحب، والذي تفرزه الأم، ضروري من أجل ولادة أسهل وأقل إيلامًا. ومن الأفضل أن يبتعد الرجال الذين ليسوا مستعدين أو أقل معرفة أو خائفين من مشاهدة الولادة، حيث يمكن أن يضيف قلقهم توترًا إلى بيئة المكان، ويمكن أن يؤدي إلى حالة يزداد فيها مستوى الأدرينالين لدى الأم وينخفض هرمون الحب لديها. هناك رجال شعروا بالعجز واليأس بعد مشاهدة الولادة، يعانون من هذا الشعور لعجزهم عن مساعدة الأم وهي تتألم، وخوفهم على حياتها، والمشكلة أنهم لا يعبرون عن مشاعرهم عادة، بل يكبتونها في العقل الباطن، وتظهر أعراض الاكتئاب عليهم في زيادة / فقدان الوزن ، والصداع ، والتعب ، أو حتى العزلة عن الأصدقاء والعائلة. لا تستغربوا أن الحياة العاطفية غير المستقرة للكثير من الأزواج، يكون سببها رؤية الزوج لطفله في اللحظات الأولى من الولادة، حيث يمكن أن تؤدي مشاهدة الولادة إلى تقليص مشاعر الزوجين تجاه بعضهما البعض، مما يحول علاقتهما إلى مجرد حياة لا بد أن تستمر. عندما تحمل الأم طفلها لأول مرة، تركز فقط على الطفل الصغير .. تنظر إلى عينيه، تشمه وتلمس جلدها بجلده، وهذا يجعلها تغفل عن كل ما يحدث حولها. ما يساعدها على دفع المشيمة للخارج، بسبب هرمون الحب الذي أفرزته عند رؤية طفلها، ولكن إذا كان الأب موجودًا، فقد يتسبب باندفاع الأدرينالين وانخفاض الهرمونات اللازمة. حتى إذا قرر الرجل عن طيب خاطر واقتناع التواجد أثناء المخاض مع شريكته، فقد يتحول ذلك القرار إلى فكرة سيئة، خصوصاً إذا استمرت الزوجة في المخاض لأكثر من 12 ساعة. بعض الأزواج ينغمسون في تناول الطعام في الغرفة ومشاهدة مقاطع الفيديو على هواتفهم وقد يغادرون أثناء الولادة. والكثير منهم يشعرون بالنعاس بسبب اندفاع الأدرينالين الذي تعرضوا له أثناء محاولتهم الوصول إلى المستشفى في الوقت المحدد. رغم أن الكثير من الرجال ينتابهم الخوف من فكرة الأبوة، لكنهم في تلك اللحظات، يجدون أنفسهم في مكان لا يعطيهم خيارات، وينتظر منهم التصرف، فيركز الزوج هنا كل تفكيره لرؤية طفله الصغير ثم يتحول الموقف إلى لحظات لا تُنسى في حياته، وتقربه من قلب زوجته، وهي تنظر إلى وجهه الذي تتغير ملامحه بشكل قد لا يسهل تفسيره. ليس من السهل على المولود الجديد أن يلتقط ثدي امه على الفور ، ولكن بمجرد أن يفعل ذلك ، لا ترغب في الحركة حتى لا تقطع انهماكه بشرب الحليب .. هي لحظات يمكن للاب المساعدة فيها من خلال تمرير شراب للام ، او يضيف لها وسادة أو اثنتين ، ويجشِّئ الرضيع ، بل ربما يساعدها بتدليك خفيف، هي أشياء بسيطة لكنها تترك أثراً جميلاً في قلب الأم. يجب أن يكون آباء المستقبل بجانب زوجاتهم أثناء المخاض لأنهم يستطيعون مساعدتهم على الشعور بالاسترخاء وإضحاكهم أيضاً، حسب خبرة الكثير من الأطباء، ومشاهداتهم للأزواج في غرف الولادة، فالزوج إذا قام بدوره من غير تعقيد، يمكنه أن يساعد في تخفيف ألم المخاض، تجربة المخاض بشكل كبير. وبعد الولادة وفي غمرة تعب الأم ونعاسها، وربما تكون تحت تأثير المخدر، ولكن مجرد رؤيتها لزوجها سيجعلها قادرة على الاسترخاء لأن الطفل في أيد أمينة. في السنوات الأخيرة ، أصبح الآباء، في المنطقة العربية، أكثر انخراطًا في حياة أطفالهم. وقد تكرّس هذا لديهم منذ البداية، فهم يحضرون اختبار الحمل والفحوصات والموجات فوق الصوتية، حتى انتظار موعد الولادة، كل هذا سيؤثر لاحقاً على النمو العاطفي والمعرفي للطفل. في بعض الأحيان ، يمكن أن تتغير خطة الولادة بشكل كلي، على الرغم من أن المخاض يسير بسلاسة ومن دون أي مضاعفات. في هذه الحالة سيضطر الزوجة لاتخاذ قرار غير مدرج في خطة الولادة الخاصة بها وسيكون الزوج حاضراً لمساعدتها. حتى أن هناك حالات كان فيها وجود الزوج ينقذ حياة الزوجة والطفل.
مشاركة :