قدم الرئيس الأميركي باراك أوباما اعتذاراته لمنظمة أطباء بلا حدود، بعد قصف الجيش الأميركي، الأسبوع الماضي، مستشفى تابعا للمنظمة في قندوز بأفغانستان، مما أسفر عن سقوط 22 قتيلا. ودعت المنظمة غير الحكومية، الأربعاء، إلى إجراء تحقيق دولي حول القصف الأميركي، مؤكدة أنها لا تثق بتحقيق وزارة الدفاع الأميركية في هذه المأساة التي وصفتها بأنها جريمة حرب. وقال المتحدث باسم الرئاسة الأميركية جوش ارنست، إن أوباما تحادث هاتفيا مع الرئيسة الدولية لمنظمة أطباء بلا حدود جون ليو للاعتذار وتقديم تعازيه . وأضاف، إن أوباما عبر عن أسفه أيضا للرئيس الأفغاني أشرف غني. إلا أن ارنست لم يرد بشكل واضح على الأسئلة عن تحقيق مستقل، مكتفيا بالقول، إن التحقيق الذي كلف به الجيش الأميركي سيؤدي إلى تقرير واضح وكامل وموضوعي. وفي الواقع، فتحت ثلاثة تحقيقات حول هذه القضية، أميركي وأفغاني وأطلسي، لكن أطباء بلا حدود أكدت أنها لا تثق بأي تحقيق عسكري داخلي. ويهدف التحقيق إلى كشف الوقائع التي أدت إلى مقتل 12 من موظفي المنظمة وعشرة مرضى وتدمير المبنى الرئيسي للمستشفى في قندوز الذي يعد حيويا للمدنيين العالقين في المعارك بين الجيش الأفغاني وحركة طالبان. وطالبت أطباء بلا حدود بأن تتولى التحقيق لجنة التحقيق الدولية الإنسانية التي أنشئت رسميا في 1991. ولتبدأ تحقيقها في الملف يفترض أن تطلب ذلك 76 دولة على الأقل اعترفت باللجنة. وفي نيويورك، دعا المدير التنفيذي للمنظمة في الولايات المتحدة جيسن كون الرئيس الأميركي إلى الموافقة على تولي هذه اللجنة التحقيق. وقال، إن ذلك سيشكل إشارة قوية إلى التزام الولايات المتحدة واحترامها القانون الإنساني الدولي وقواعد الحرب. ولتبرير موقفه قال الجيش الأفغاني، إن متمردي طالبان كانوا موجودين داخل المؤسسة التي كانوا يطلقون منها النار عليهم في إطار معارك طاحنة، الأسبوع الماضي، للسيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية الشمال الأفغاني قرب حدود طاجيكستان. وقال مسؤول من طالبان لوكالة فرانس برس: إن المتمردين ذهبوا فعلا إلى المستشفى لكنهم غادروها قبل 12 ساعة من القصف.
مشاركة :