بروكسل - فجرت دعوة فرنسا وألمانيا عقد قمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والاتحاد الأوروبي انقسامات بين قادة الاتحاد بين مؤيد ومعارض لمثل تلك القمة المقترحة والتي تأتي الدعوة إليها فيما تشكل العلاقات المتوترة مع الجارة الشرقية للتكتل واحدة من أكثر التحديات الأكثر أهمية التي يتعين على القادة الـ27 معالجتها خلال قمتهم التي تستمر يومين. وحذر مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأسبوع الماضي من أن العلاقات بين الجانبين في طريقها لمزيد من التدهور، إلا أن دول التكتل منقسمة بشأن كيفية التعامل مع موسكو، فيما لم تعارض الأخيرة حوارا ودعت فرنسا وألمانيا اليوم الخميس إلى عقد قمة بين الاتحاد وبوتين، لكن دعوتهما قوبلت باعتراض شديد من بولندا ودول البلطيق التي لا تثق في الكرملين. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن عقد أول قمة مع بوتين منذ يناير/كانون الثاني 2014 ستكون فرصة للحوار، وهو ما أيده مستشار النمسا لدى وصول قادة الاتحاد الأوروبي لعقد اجتماعهم الصيفي الدوري في بروكسل، حيث سيبحثون إستراتيجية جديدة لتحسين العلاقات مع موسكو. وقال ماكرون "نحتاج حوارا للدفاع عن مصالحنا... إنه حوار ضروري للاستقرار في القارة الأوروبية"، مضيفا "لا يسعنا أن نظل أسرى منطق رد الفعل فحسب عندما يتعلق الأمر بروسيا... آمل أن نتمكن، بوحدة وتنسيق أوروبيين حقيقيين، من إجراء هذا الحوار". لكن بعد تحذيرات من حلف شمال الأطلسي من أن روسيا تحاول نثر بذور الشقاق بين الديمقراطيات الغربية عبر نشر معلومات مضللة وهجمات خفية، قالت دول عديدة بالاتحاد الأوروبي إن الحديث عن عقد قمة سابق لأوانه. وقال جيتاناس نوسيدا رئيس ليتوانيا إن الفكرة أشبه "بمحاولة الاشتباك مع الدب لحماية وعاء من العسل"، فيما كان مبعوثا فرنسا وألمانيا قد أشارا أمس الأربعاء إلى أن عقد قمة مع بوتين يمثل طريقة محتملة لإصلاح العلاقات بين الشريكين التجاريين، في أعقاب قمة الرئيس الأميركي جو بايدن وبوتين في جنيف. وقالت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل اليوم الخميس في كلمة من المتوقع أن تكون الأخيرة لها أمام مجلس النواب الألماني "يتعين أن نسعى كاتحاد أوروبي إلى اتصال مباشر مع روسيا والرئيس الروسي". وتابعت "لا يكفي أن يتحدث الرئيس الأميركي مع نظيره الروسي. أرحب بهذا جدا، لكن على الاتحاد الأوروبي أن يوجد منتديات للحوار". ورحب الكرملين بفكرة عقد قمة، قائلا إن كلا من بروكسل وموسكو بحاجة للحوار. والاتحاد الأوروبي وروسيا على طرفي النقيض في أزمتي أوكرانيا وروسيا البيضاء وعلى خلاف بشأن قضايا حقوق الإنسان، كما يتبادلان الاتهامات بالتدخل في الانتخابات ونشر معلومات مضللة وتهديد الأمن والاستقرار من البلطيق إلى البحر الأسود. وانعقدت آخر قمة بين الاتحاد الأوروبي وموسكو في يناير/كانون الثاني 2014، قبل وقت قصير من ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية. وتوقف الاتحاد الأوروبي بعد ذلك عن عقد قمم مع بوتين وفرض عقوبات اقتصادية على موسكو، لكنه سمح باكتمال خط أنابيب غاز جديد من روسيا إلى ألمانيا.
مشاركة :