الجزائر - احتفل محرك البحث الشهير غوغل بالذكرى الخامسة والعشرين بعد المئة لميلاد الرسام الجزائري الراحل محمد راسم الذي ولد في الرابع والعشرين من يونيو 1896 وتوفي في مارس 1975 في ظروف غامضة، والأرجح أن يكون ذلك على يد لصوص اللوحات. واختار محرك البحث الشهير تغيير شعار صفحته الرئيسية بتسليط الأضواء على محمد راسم من خلال رسم يظهر الفنان الراحل وهو ممسك بريشته، في إطار لوحة مرسومة على طريقة رسم المنمنمات. وولد محمد راسم، الذي يصفه البعض بأنه استثناء في تاريخ الرسم في العالم العربي، بالجزائر في حي القصبة من أسرة عريقة في ضروب الفن التشكيلي، وقد اهتم مُنذ نعومة أظافره بفن المنمنمات وتمكّن منه بسرعة مذهلة وذلك بمساعدة أسرته. وكرس راسم جل حياته لفن المصغرات التزويقية الإسلامي (المنمنمات)، حيث كرّس موهبته لخدمة ذلك الفن الذي سحره وساهم بقدر كبير في شهرته، حتى أنه ما زال يُعتبر بعد ستة وأربعين عاما من رحيله أكبر فناني المنمنمات في القرن العشرين. وارتقى محمد راسم، الذي يعد مؤسّس هذا الفن في الجزائر، بعالم المنمنمة ومنحها خصائص لوحة التشكيل الفني الحديث وفق قواعد المنظور الأوروبي. وتمكن محمد راسم بواسطة عبقريته وتحرياته العلمية من إثراء هذا التراث الفني دون المساس بأصالته، وذلك مع الحفاظ على التقنيات الجمالية الخاصة بفن المنمنمات. وقد اتسمت الأعمال التي أنجزها بالدقة والصبر وثبات اليد في التنفيذ وبالشاعرية والحس الجمالي في التعبير، إضافة إلى حسن اختيار الألوان. وفتح له حصوله على الجائزة الفنية الكبرى للجزائر عام 1933، إضافة إلى وسام المستشرقين، أبواب العالمية؛ حيث عرضت أعماله في كافة أنحاء العالم وتم اقتناء العديد منها من طرف متاحف ذات شهرة عالمية. وعُهد إلى راسم خلال تواجده في باريس بتزيين مجموعة من أمهات كتب التراث الإسلامي والمغاربي، من بينها اثنا عشر مجلّدا من “ألف ليلة وليلة”. كما جمعت منمنمات راسم في عدة مؤلفات، منها: “الحياة الإسلامية في الماضي” و”محمد راسم الجزائري”. وتوفي محمد راسم وزوجته السويدية في الجزائر العاصمة عام 1975، في ظروف أليمة وغامضة. ورجحت الأخبار المتداولة أنهما قتلا على يد لصوص اقتحموا منزلهما.