ألغى رئيس الوزراء الصربي ألكسندر فوسيتش زيارته التي كانت مقررة إلى ألبانيا لحضور مباراة منتخبي البلدين المرتقبة أمس ضمن التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2016)، حيث تجدد الاحتقان القائم بين البلدين بعدما تعرضت حافلة المنتخب الصربي لاعتداء من قبل مشجعين في ألبانيا. وتعرضت حافلة المنتخب الصربي للرشق بالحجارة في تيرانا لدى نقل لاعبي الفريق من المطار إلى فندق الإقامة. وتصدعت إحدى نوافذ الحافلة لكنها لم تنكسر ولم تخترقها الحجارة، كما لم يتعرض أي من اللاعبين لإصابات، لكن التساؤلات أثيرت حول كيفية وقوع الحادث في ظل الإجراءات الأمنية المشددة من جانب السلطات في ألبانيا ونشر المئات من رجال الشرطة لتأمين اللاعبين. وقال فوسيتش: «أدين الهجوم الذي شنه الهوليغانز (المشجعون المشاغبون) من الجماهير الألبانية على لاعبينا، وأطالب السلطات الألبانية بتأمين جميع المواطنين الصرب الحاضرين في هذا الحدث الرياضي». وأوضح فوسيتش أنه اتخذ قرار عدم حضور المباراة بعد عدة محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء الألباني إدي راما «من أجل منح الدور الرئيسي للاعبين». وكانت صربيا قد أعلنت أن السفير الألباني في بلغراد رفض تلبية استدعائه وتسلمه لمذكرة احتجاج على تعرض حافلة المنتخب الصربي لاعتداء في بلاده. وأبدى مسؤولون صرب غضبهم، وحذر توميسلاف كارادزيتش، رئيس الاتحاد الصربي لكرة القدم، من أن بلاده سترفض خوض المباراة في حالة وقوع أي حادث آخر. وتعود بداية الأحداث إلى مباراة الذهاب بين الفريقين في 14 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، والتي أوقفت قبل نهاية زمنها الرسمي بسبب اشتباك بين اللاعبين وأعمال عنف من قبل المشجعين، وهو ما شكل حلقة جديدة في مسلسل توتر العلاقات القائم بالفعل بين البلدين الواقعين في منطقة البلقان. من جهته، أدان وزير الرياضة الصربي فانيا أودوفيتيتش الاعتداء على حافلة منتخب بلاده، وقال: «أدين أعمال التخريب والشغب من جانب المشجعين الألبان في تيرانا. لحسن الحظ لم تقع إصابات، لكنني أنتظر من السلطات الألبانية اتخاذ تدابير عاجلة لضمان مباراة آمنة دون عوائق». وسادت حالة من التوتر في وقت أمس عندما ألقي القبض على رجل ألباني، تردد أنه كان من بين المتورطين في أحداث العنف بمباراة الذهاب، وفي سيارته أسلحة نارية غير مرخصة. وكانت أعمال الشغب قد اندلعت في مباراة الفريقين العام الماضي بعدما حلقت طائرة فوق أرضية الملعب تحمل علما عليه شعار «ألبانيا الكبرى»، حيث أثارت اشتباكات بين اللاعبين، كما اقتحم عدد من المشجعين الصرب أرضية الملعب. ويمثل شعار «ألبانيا الكبرى» حركة سياسية تهدف لتوحيد الأشخاص ذوي العرق الألباني تحت راية دولة واحدة في منطقة جغرافية معروفة ومحددة. وتقرر بعدها اعتبار ألبانيا فائزة بالمباراة لتحصل على النقاط الثلاث، مع توصية بخصم ثلاث نقاط من رصيد المنتخب الصربي أيضا (ما زال الأمر قيد التحقيق) في التصفيات. وأثارت تلك المباراة موجة من ردود الفعل بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» من جانب رئيسي وزراء صربيا وألبانيا ألكسندر فوسيتش وإدي راما، على الترتيب، وتسببت في تأجيل زيارة راما إلى بلغراد، والتي كانت الأولى لرئيس وزراء ألبانيا إلى صربيا خلال ما يقرب من 70 عاما.
مشاركة :