فسر عدد من مخالفي نظام الإقامة والعمل مهلة التصحيح الجديدة التي أمر بها خادم الحرمين بطريقتهم الخاصة، حيث انتعش جسر كيلو 8 جنوب محافظة جدة من جديد بأعداد كبيرة جدًّا من المخالفين. ورصدت عدسة «المدينة» مشاهد تجمّع العمالة وممارستهم البيع والشراء وتناول الوجبات المختلفة، والتي يقدمها أبناء جلدتهم في مشهد تعلوه أرتال النفايات، وتعطره الروائح الكريهة، وسط شكوى عدد من السكان المجاورين للموقع، والذين قالوا إنهم تقدموا بعدد كبير من الشكاوى للأمانة والشرطة والجوازات . «المدينة» استطلعت وجهات نظر متباينة لعدد من المخالفين القابعين في الموقع: الحملات المتكررة الوافد إسماعيل يقول إنه يأتي لهذا الموقع منذ أن قدم إلى جدة، وخلال الفترة الأخيرة كان يتحاشى المجيء بسبب الحملات المتكررة لإدارة الجوازات والبلدية، ولكن حين سمع بمهلة التصحيح الجديدة تنفس الصعداء، مشيرًا إلى أن جميع أبناء جلدته من الجنسية السودانية يتخذون من هذا الموقع مكانًا مناسبًا للالتقاء وتبادل الأحاديث الودية، ومعرفة أخبار بلادهم. أوراق ثبوتية الوافد محمد أرزاق يقول إنه يمارس بيع الأطعمة الشعبية لبلاده والتي يقبل عليها أبناء الجالية البنجلاديشية مقابل رسوم مالية مناسبة، وبسبب كثافة أعداد الوافدين في الموقع ينتعش البيع وممارسة تقديم الوجبات على مختلف أنواعها. وبسؤاله عن التصحيح لوضعه قال ان الإجراءات أعاقت هذا الاتجاه بسبب عدم حملة لأي وثيقة تثبت شخصيته أو جنسيته، حيث أشار إلى أنه فور وصوله إلى المملكة استمع لنصيحة أبناء جلدته في التخلّص من تلك الأوراق، لافتًا إلى أن قنصلية بلدة لم تمنحه ورقة أو إثبات للجنسية من أجل المغادرة، وهو الآن ينتظر الفرج. رمضان والحج أمّا عمران من الجنسية الباكستانية فيقول ان ابناء بلده، وخصوصًا سائقي الشاحنات الكبيرة وشاحنات نقل العفش يأتون إلى هذا الموقع لتناول وجبات الفطور أو الغداء أو العشاء، وأبان أن حملات التفتيش التي تقوم بها الجهات المختصة تستنفر الجميع على المغادرة والهرب، ولكن لا يوجد مكان آخر يتجمع فيه أبناء الجاليات على مختلف جنسياتهم إلا هذا الموقع، والذي وصفه بـ»إستراتيجي» يتوسط أحياء جنوب جدة. وعن مهلة التصحيح قال انه تقدم للجوازات من أجل المغادرة، ولكن الجوازات طلبت أوراقه الثبوتية، وحصل عليها من قنصلية بلده بجدة، وهو الآن بصدد قضاء شهر رمضان والحج، ومن ثم المغادرة. ورقة عبور الوافد أحمد يمني الجنسية إلى أبعد ممّا ذهب إليه سابقوه، حيث أشار إلى عدد من الوافدين الذين يمارسون عرض الخدمات لإنهاء أعمال تصحيح الأوضاع، لافتًا إلى أن تلك الخدمات التي يسوّقون لها بمقابل مالي مرتفع 2000-4500 ريال، تتضمن إنهاء إجراءات رغم نقص الأوراق، لافتًا إلى أن أعداد المتسللين عبر الحدود الجنوبية للممملكة كبيرة جدًّا في جدة ومكة والطائف، وعلى الرغم من رغبة الكثير منهم للمغادرة إلاّ أن معظمهم لم يتمكن من الحصول على ورقة (عبور) للحدود المشتركة والمغادرة، وهم الآن بصدد التفاهم مع المسؤولين في القنصلية اليمنية للحصول على هذه الورقة التي تمكنهم من المغادرة عبر وسيلة انتقال آمنة. المزيد من الصور :
مشاركة :