بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، دعا العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني المجتمع الدولي الى حض جميع الاطراف على التمسك بحل الدولتين واستثمار مفاوضات السلام الحالية بين الفلسطينيين والاسرائيليين «قبل ان يخسر الجميع هذه الفرصة»، واتهم السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور إسرائيل بـ «استخدام المفاوضات لمواصلة توسيع المستوطنات غير الشرعية وإيجاد أمر واقع على الأرض الفلسطينية»، فيما شدد نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان إلياسون على أن «الاستيطان يشكل عقبة جدية أمام المفاوضات الجارية بين الفلسطينيين والإسرائيليين». وقال الملك عبدالله في رسالة وجّهها الى رئيس لجنة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، عبد السلام ديالو، نشرها الديوان الملكي الاردني مساء الاثنين، ان «حل الدولتين، والذي يحظى بإجماع عربي ودولي، يشكل الأساس لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، كما أنه المدخل لتحقيق السلام الشامل في منطقة الشرق الأوسط». وأضاف ان «على المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته أيضاً في حض جميع الأطراف على التمسك بهذا الحل واستثمار المفاوضات الحالية لمعالجة مختلف قضايا الوضع النهائي، قبل أن يخسر الجميع هذه الفرصة». وتابع: «لقد بذلنا خلال السنوات الماضية كل ما في وسعنا من أجل دفع عملية السلام، والتوصل إلى حلول جذرية وعملية وواقعية لهذا الصراع، ونعمل حالياً وبالتعاون مع جميع الأطراف المعنية على توفير الظروف المناسبة وتذليل العقبات أمام الفلسطينيين والإسرائيليين، كي يستمروا في المفاوضات المباشرة والجادة التي تناقش قضايا الوضع النهائي، وفي مقدمها الحدود والقدس واللاجئون والأمن والمياه». وأوضح الملك انه «في الوقت الذي نشهد فيه تحركاً ايجابياً أدى إلى استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي (...)، فإننا نعبر عن قلقنا من أن تؤدي الإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانب المخالفة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمها مواصلة سياسة الاستيطان، وتلك التي تهدف إلى تغيير هوية القدس وتهدد الأماكن المقدسة فيها، إلى تقويض الجهود المبذولة لتحقيق السلام». وناشد المجتمع الدولي «التحرك الفوري لحمل إسرائيل على وقف هذه الإجراءات الباطلة، والمرفوضة جملة وتفصيلاً»، مشيراً الى «تلك التي تستهدف المسجد الأقصى المبارك ومحيطه، والتي سيؤدي استمرارها حتماً إلى إفشال مساعي السلام». وأحيت الأمم المتحدة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني من خلال فاعليات ثقافية وسياسية شارك فيها النجم الفلسطيني محمد عساف والفنانة ناي برغوثي بحضور ديبلوماسي دولي وعربي. وقال السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة إن «أعمال إسرائيل غير الشرعية والمدمرة إن من خلال الحكومة الإسرائيلية أو المستوطنين المتطرفين تبني شكوكاً عميقة حول نيات إسرائيل خلال المفاوضات الجارية، مما يعزز أنها تستخدم المفاوضات لمواصلة توسيع المستوطنات غير الشرعية وإيجاد أمر واقع على الأرض الفلسطينية». وأضاف أن إسرائيل واصلت خلال العام الماضي «عدوانها وإجراءاتها العقابية الجماعية ضد الشعب الفلسطيني وحصار غزة في انتهاك فاضح للقانون الدولي ومعاهدة جنيف وقرارات الأمم المتحدة بهيئاتها المتعددة». ولفت الى أن «المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين يواصلون أعمالهم الإجرامية وترهيب المدنيين الفلسطينيين وتدمير الأراضي واقتلاع آلاف الأشجار بحماية ودعم مسؤولين حكوميين إسرائيليين». وقال إن «حملة الاستيطان الإسرائيلية تتعارض تماماً مع حل الدولتين وهي أفعال غير قانونية لا يمكن تبريرها تحت أي ظرف، مشدداً على «وجود إجماع دولي يعتبر الاستيطان غير قانوني ويشكل العقبة الكبرى في وجه السلام ويجب أن يتوقف». وطالب منصور المجتمع الدولي «بمحاسبة إسرائيل وإجبارها على التقيد بواجباتها القانونية ووقف كل الأنشطة الاستيطانية». واعتبر نائب الأمين العام للأمم المتحدة أن «بناء آلاف المنازل في المستوطنات لا يمكن أن يتوافق مع حل الدولتين» وأن المستوطنات «عقبة كبيرة في وجه السلام». ووصف الاجتماع السنوي التضامني مع الشعب الفلسطيني بأنه «فرصة للتعبير عن دعمنا المشترك والتزامنا السلام الإسرائيلي-الفلسطيني» ودعا كل الدول الى «دعم هذه الجهود وعلى كل الأطراف التحرك بمسؤولية بما يكفل إنجاح المفاوضات». ودعا إلياسون إسرائيل الى التزام واجباتها بحماية الشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال ورفع الإغلاق عن غزة «والتأكد من تلبية احتياجات السكان المدنيين فيها». وقال إن الوضع الحالي «يشكل فرصة لا ينبغي تفويتها للعمل على التوصل الى حل دائم وعادل للنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي». كما دعا المانحين الى رفع مساهماتهم في صندوق «أونروا».
مشاركة :