حسام محمد (القاهرة) انتشرت مؤخراً في كثير من مجتمعاتنا الإسلامية العديد من التقاليع الغريبة على المجتمع الإسلامي، وخاصة رسم العبارات على الأذرع أو الظهر والصدر وغيرها من الأجزاء عن طريق الوشم الذي يعتمد على غرس إبرة أو مسلة أو نحوهما في ظهر الكف، أو المعصم، أو الشفاه، أو غير ذلك من بدن المرأة حتى يسيل منها الدم، ثم يحشى ذلك الموضع بالكحل أو «النورة» فيخضر. ورغم تحذير عشرات المؤتمرات الطبية من خطورة الوشم بتلك الطريقة فإن الظاهرة مستمرة الأمر الذي يستدعي معرفة كيفية مواجهتها إسلامياً. انحلال أخلاقي يقول الدكتور محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر، إن انتشار تلك العادات التي أثبت الطب ضررها على جسد الإنسان تعود إلى تفشي ظاهرة الانحلال في الأفلام والأغاني التي تبثها الشاشات ويظهر فيها النساء والرجال موشومين في الأجساد. وقد تعودت الفتيات والشباب تقليد كل ما يرونه على تلك الشاشات دون دراية بمدى توافق هذا مع الشريعة ، وهو ما يؤكد الدور الخطير الذي تلعبه الفضائيات في خلق حالةٍ من الصراع القيمي لدى الفتيات خصوصاً والمجتمع عموماً، فالفتاة تقع في صراعٍ بين ما يطالبها به الدين وقيم المجتمع الأصيلة ورغبتها في تقليد هذه الصورة المقدمة للفتيات على الشاشة، فهذه النماذج تشوه ترتيب الأولويات لدى الفتاة والشاب، فبدلاً من أن تكون الأولوية للجد والتفوق والنجاح وخدمة الناس والأمة كلها يصبح شغلهم الشاغل وأولوياتهم مواكبة الموضة وإجراء عمليات التجميل ووشم الجسد ووضع ما يسمونه التاتو. ويضيف: «عندما تصاب بالفتاة الخلل القيمي لن تستطيع أن تربي طفلاً ورجلاً يعرف إلى أي دين ينتمي وإلى أي قيمة يهتدي والتزين حلال شريطة أن يكون بعيداً عن التقليد في أمور تضر جسد الإنسان وتشوهه واتفق العلماء على أن أي وشم أو ما يسميه عامة الناس التاتو الذي يتم عن طريق غرس الحقن في الجسد ودهنه بالأصباغ أمر محرم تماماً». وحول كيفية مواجهة تلك الظاهرة السيئة يقول الدكتور عثمان: «لا بد من دور للأسرة في تزويد أبنائها وبناتها بالحصانة الدينية بحيث يكون الشباب من كلا الجنسين من المتدينين بما يحصنهم ضد الأمراض الاجتماعية المختلفة، فلا بد من توعية بناتنا بخطأ هذه الصور المقدمة للفتيات في الإعلام السطحي وبأن ديننا وتراثنا الإسلامي قدَّم لنا نماذج أسمى من ذلك بكثير، ولا بد أن تعمق الأسرة في نفس الفتاة أن لها دوراً في مشاركة الأسرة والمجتمع في مشكلاته وفي محاولة حلها». ... المزيد
مشاركة :