بدأت مصمّمة الأزياء العمانية أمل الرئيسي مسيرتها في المجال قبل 14 عاماً، واستطاعت وضع بصمتها الخاصة من خلال الجمع بين الأزياء التقليدية والمعاصرة، ودمج التفاصيل الأنثوية بشكل يعكس أصالة وتراث وثقافة الشعب العماني. وكان لها نصيبها من الجوائز ضمن مشاركاتها بعدد من عروض الأزياء العالمية في تورينو ولندن وباريس، وتمّ اختيارها متحدّثةً في مؤتمر الفخامة العالمية، كما وحصلت على جائزة المرأة العمانية لعدة سنوات. إليك نصّ اللقاء الذي أجرته «سيدتي» معها. تصوير | عماد حسن Imad Hasan حدّثينا عن قصّة أوّل تصميم قادك لعالم الأزياء. اكتشفت شغفي بالموضة عندما كنت أبحث عن فستانٍ لحفل زفافي، يومها لم أتمكَّن من العثور على ما أردت، لذا قرّرت تصميمه بنفسي، وأثناء عملي عليه أدركت أن تصميم الأزياء ضالّتي في الحياة، فقرّرت دخول المجال حتى أقدّم أجمل القطع. ولهذه القطعة الأولى أهمّيةٌ كبيرة لدي، إذ إنّني أضفيت الحيوية على فستان أحلامي، حتى أصبحت فيما بعد الأساس لعلامتي التجارية، لذا شعرت بسعادةٍ كبيرة بعد تصميمها. ولولا ثقة عائلتي وأصدقائي، لما استطعت اتّخاذ هذه الخطوة واقتحام عالم تصميم الأزياء. ما الصعوبات التي واجهتكِ عند اطلاق علامتك التجارية؟ أطلقت علامتي التجارية عام 2007، وواجهت في سبيل ذلك عدداً من التحدّيات، التي تعاملت معها بوصفها دروساً لي، ونقاط انطلاقٍ لترسيخ وجودي في عالم الأزياء بإنشاء هويةٍ قوية لأمل الرئيسي، وتصميم وإنتاج مجموعاتٍ في وقت محدّد، والحمد لله، تغلَّبت على كلّ التحدّيات التي واجهتني، خاصةً مع وجود فريقٍ داعم. هل كان لفيروس كورونا تأثير على علامتك التجارية؟ الفيروس أضرَّ بالجميع، وبوصفنا علامةً تجارية، كان علينا مواجهة عديدٍ من التحدّيات غير المتوقّعة، مثل الاضطرار إلى إغلاق وحدة الإنتاج، ما أثَّر على الطلبات والتسليمات، إذ وضعت صحّة الموظفين وسلامتهم في قمّة أولوياتي، والحمد لله، تمكَّنّا من التعامل مع كلّ ذلك بوصفنا فريقاً واحداً، وخرجنا أقوى من ذي قبل. ما مدى تأثرك بالتراث العماني والأزياء التقليديّة؟ بلدي الجميل عُمان مصدر إلهامي في جميع مجموعاتي، فهناك الكثير من التراث والثقافة والطبيعة المتجذّرة في عمق البلد، وكلّ ذلك يلهمني باستمرار. إنّ ترجمة هذه العناصر في تصميماتي وعرضها في بقية العالم جوهر علامتي التجارية. بماذا يختلف تصميمكِ الأزياءَ العُمانية التقليدية والعباءات عن الفساتين والقطع الأخرى؟ يعجبني تصميم القطع التي أدمج فيها بين التقاليد والحداثة، مع الحرص على تكريم الجذور العربية. أقوم بأخذ جوهر الصور الظلّية التقليدية، وأدمجها مع القصَّات والعناصر الحديثة، لأبقى وفيَّة لجماليات أمل الرئيسي، كما أدمج التفاصيل الأنثوية في شكل تطريزٍ وأقمشةٍ متدفّقة. ما الخامات التي تفضّلين استخدامها في تصاميمكِ؟ يعجبني تصميم الأقمشة الفاخرة المتدفّقة، مثل الحرير والكريب، إذ تمنحني الإلهام، وتتميّز بالجودة، وتناسب كثيراً التطريز. ما آخر مجموعاتكِ، وبماذا تميَّزت؟ مجموعتي المقبلة، هي مجموعة خريف وشتاء 2022-2021 المستوحاة من قرية "واكان" الواقعة في جبال الحجر الغربية بعُمان، بينما جاءت مجموعتي لربيع وصيف 2021 تكريماً للسلطان الراحل قابوس بن سعيد، وتعبيراً عن إعجابي به، كما عبَّرت من خلالها عن حبّي لمسقط. متى تشعرين في العادة بضرورة إطلاق مجموعة جديدة؟ أتبع تقويم الموضة العالمي، حيث أطلق مجموعتين رئيستين كلّ عام، مثل مجموعتَي الربيع والصيف، والخريف والشتاء، كما أعمل على مجموعات الكبسولة، مثل ملابس العطلات التي لا تتوفر إلا في متجري "دار الأسيل" في مسقط. ما الألوان الرائجة في هذا الموسم؟ في موسم 2021، ركّزت على الألوان الناعمة مثل الفانيليا، والوردي الزهري، والأزرق المخضرّ، إذ إنها تناسب كثيراً طقس الصيف. تابعي المزيد: موجة ميتاليكية تعيدنا الى الثمانينات كيف تقيّمين الاهتمام بقطاع الأزياء في الخليج والتوجّه للتصاميم المعاصرة؟ مشهد الموضة في الخليج يتطوّر باستمرار. وأستطيع أن أرى العملاء ينتقلون من الأزياء التقليدية إلى الأنماط الفريدة ذات الألوان الجريئة والتفاصيل المميزة. تابعي المزيد: فساتين سهرة ناعمة موضة 2021 ما القطع التي تفضّلها المرأة الخليجية أكثر من غيرها؟ وبماذا تنصحينها لاختيار ما يناسبها؟ المرأة الخليجية تفضّل الأساليب المتواضعة الممزوجة مع عناصر حديثة، مع تفاصيل منمَّقة، وتصميمات ذات أكمامٍ مميّزة، وظلالٍ مثيرة للاهتمام. ونصيحتي لها: اختاري القطع التي تشعرين فيها بالراحة، وسيساعدك ذلك بالإحساس بالثقة بالنفس عند ارتدائها. ما القطع الواجب توفّرها في خزانة كلّ فتاة؟ يجب أن تكون أكثر من مجرد قطعةٍ من الأزياء. في رأيي، تحتاج كل فتاةٍ إلى زيّ خاصٍّ في خزانة ملابسها، يساعدها على الشعور بالثقة بالنفس والقوة. وما أبرز الأخطاء التي تقع فيها الفتيات في إطلالاتهنّ؟ لكل فتاةٍ طريقتها الخاصة في تنسيق الملابس، وهذا ما يجعلها ذات شخصيةٍ فريدة، وأنصح الجميع بوضع الحدّ الأدنى من الإكسسوارات والمكياج في الإطلالات، فالدقّة في رأيي هي المفتاح. متى يزداد الإقبال على الأناقة والتصاميم الفريدة؟ وكيف تسوِّقين لتصاميمك؟ النساء يبحثن دائماً عن تصاميم أنيقة وفريدة ومتنوّعة، ويعشقن وضع قطعٍ مميزة في خزانة ملابسهنّ، لذلك هناك طلب دائم على الأزياء العصرية. وتعدُّ وسائل التواصل الإجتماعي طريقةً رائعة لعرض العلامة التجارية ونشر هويتها، كما تمنحنا الفرصة للوصول إلى العملاء في جميع أنحاء العالم. أيضاً أقوم بتخزين مجموعاتي لدى تجّار التجزئة في المنطقة لتتجاوز حدود عُمان، وتصبح أقرب لعددٍ أكبر من العملاء. من المصمّمين، مَن تعجبك أعماله؟ ومَن تحلمين بأن تلبس من أزيائكِ؟ أحبّ تصاميم إيلي صعب Elie Saab كثيرًا، وفالنتينوValentino، وأتمنّى أن أرى الملكة رانيا ترتدي أحد تصاميمي. سيكون ذلك بمنزلة حلمٍ يتحقق، ومصدر فخرٍ لي. كذلك الحال مع السيدة الجليلة عهد البوسعيدي حرم سلطان عمان. إلى ماذا تطمحين في مجالكِ؟ أعمل على أن يكون لي مشغلٌ خاص بي على مستوى عالٍ من الجودة والاحترافية، وأن أقدّم من خلاله الدعم للمصمّمات العُمانيات المبتدئات لتنفيذ أعمالهنّ. كما أتمنّى أن تبلغ تصاميمي أبعد مستوى، لتمثيل وطني عُمان في ساحة الأزياء العالمية. كان لك نصيب من الجوائز والمشاركات في عروض أزياء عالمية، حدّثينا عن ذلك. حصلت على جائزة المرأة العُمانية لسنوات عدة، كما تمّ اختياري متحدّثةً في مؤتمر الفخامة العالمية، ونلت جوائز دولية في مشاركاتي بعدد من عروض الأزياء العالمية، خاصةً في تورينو ولندن وباريس. بعد 14 عاماً من الخبرة في المجال، بماذا تنصحين المصمّمات المبتدئات؟ يستند أسلوب أي مصمّمةٍ إلى اختياراتها الشخصية، بغضّ النظر عن الإتّجاهات السائدة، لذا أنصح المصمّمة بالمحافظة على الصدق دائماً، واختيار القطع التي تكمّلها، وتناسب أسلوبها، وانتقاء تصميمات خالدة تتخطّى المواسم، وتبقى في خزانة الملابس سنواتٍ طويلة. تابعي المزيد: كيف نرتدي اللون الأخضر هذا الصيف؟
مشاركة :