فلسطين بقعة مباركة، بل هي من أقدس البلاد وأشرفها، ولها في قلوب المسلمين جميعاً مكانة سامية، ولا تخفى مكانة فلسطين في الكتاب والسنة على كلّ من له إلمام بالعلوم الدينية والدراسات الإسلامية، فيعرف حتماً - من غير شك ولا ريب - أن فلسطين جزء من بلاد الإسلام، وفيها المسجد الأقصى المبارك الذي شرّفه الله تعالى بالتقديس وجمع فيه الأنبياء والمرسلين - عليهم الصلاة والسلام - في ليلة الإسراء والمعراج؛ تكريماً لنبينا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم-، كما في قوله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)، «سورة الإسراء: الآية 1». مهبط الرسالات فالمسجد الأقصى مباركٌ في ذاته مباركة الأرض التي حوله، وهي أرض فلسطين، وسرّ هذه البركة أن تلك الأرض هي مهبط الرسالات السماوية ومهد الكثير من الأنبياء والمرسلين- عليهم الصلاة والسلام-، وأفضلها «القدس»، حيث المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى نبينا- صلى الله عليه وسلم- ومعراجه. ولفلسطين، وغرة جبينها القدس ولؤلؤتها المسجد الأقصى المبارك، مكانة عظيمة في الإسلام، جاء التنويه بها في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة، وتجلَّت كذلك في مشاعر المسلمين وعواطفهم الدينية وفي تعلقهم القلبي والروحي بهذه البلاد المباركة، وظهرت هذه المكانة أيضاً عبر التاريخ من خلال حرص المسلمين على فتح فلسطين عامة والقدس خاصة، وذلك في خلافة عمر بن الخطاب ثم في أيام صلاح الدين الأيوبي، كما عملوا على صيانة معالمها والمحافظة عليها، ففلسطين أرض النبوات، وتاريخها مرتبط بسير الرسل الكرام - عليهم الصلاة والسلام-، وهي عزيزة علينا، دنيا وديناً، قديماً وحديثاً. مكانة مميزة ومن المعلوم أن مدينة القدس تحتل مكانة مميزة في نفوس العرب والمسلمين، فهي المدينة التي تهفو إليها نفوس المسلمين، وَتُشدّ إليها الرحال من كل أنحاء المعمورة، وعند زيارتنا المسجد الأقصى المبارك نجد أن كل ركن في المسجد ينطق بماضِ للإسلام غالٍ عريق: ... المزيد
مشاركة :