بعد التفوق الذي حققه بالتأهل لنهائيات أمم أفريقيا بالكاميرون ونهائيات كأس العرب فيفا، غيّر المنتخب الوطني السوداني لكرة القدم خارطة الاهتمام الرياضي، التي ظلت محتكرة للناديين الكبيرين الهلال والمريخ. مشاعر جياشة، عبّر بها الشارع الرياضي السوداني عن هذا التميز، لمنتخب عاش فترات طويلة من الانكسارات والخسائر المتوالية. (الخرطوم - حسن فاروق) وفشل في الوجود المستمر في النهائيات الأفريقية، صار المنتخب السوداني بنتائجه الأخيرة، أنشودة على لسان كل عاشق للرياضة، وحكاية في كل بيت. ارتفاع أسهم المنتخب السوداني في المحافل الرياضية، شهد في مقابله لأول مرة تراجعاً مخيفاً في أسهم الهلال والمريخ، لدرجة اتفق فيها أنصار الفريقين على أن التميز الواضح للمنتخب ونجومه عوض حسرتيهما الأفريقية. وصف الصحافي الرياضي ناصر بابكر، ما يقوم به المدير الفني الفرنسي هوبير فيلود، بالعمل الكبير، منذ توليه مسؤولية الإشراف الفني على المنتخب الوطني السوداني، بإحداث نقلة نوعية في المستوى العام، والتطور الذي شهدته مستويات عدد من اللاعبين، وأضاف ناصر أن حالة الدهشة والاستغراب من أنصار الأندية بشأن تواضع مستويات اللاعبين مع فرقهم، وتميزهم مع المنتخب، يعود الفضل الأول فيه للمدرب، وأن النجاح الذي حققه بالتأهل لنهائيات أمم أفريقيا بالكاميرون 2022، ونهائيات كأس العرب «فيفا»، تأكيد على أنه لم يحدث خبط عشواء، ولكن، والحديث لناصر بابكر، وراءه مدرب جيد، وضع «صقور الجديان» في الطريق الصحيح. إهمال عاش المنتخب الوطني السوداني فترات طويلة من المعاناة والإهمال، وعدم الاهتمام من الأجهزة الرسمية، ممثلة في الحكومات المتعاقبة، كما فشلت الاتحادات المختلفة في حل أزماته وإشكالاته، المتمثلة في توفير الحد الأدنى من الإمكانات التي تمنحه القدرة على التنافس في البطولات المختلفة، عدا بعض الحالات الاستثنائية، نجح فيها في التأهل لنهائيات الأمم الأفريقية، فقد عاد لواجهة النهائيات، بعد غياب أكثر من 30 عاماً، عندما تأهل للبطولة التي أقيمت بغانا في عام 2008، ثم غاب بعدها ست سنوات، ونجح في التأهل لنهائيات أمم أفريقيا في غينيا والغابون 2012، وها هو يعود بعد 10 سنوات لنهائيات 2022. اهتمام منذ استلام الاتحاد السوداني الحالي، برئاسة الدكتور كمال شداد، لمقاليد إدارة الكرة، وضع المنتخبات الوطنية على رأس قائمة أولوياته، وسخر لها كل الإمكانات المتاحة، مستفيداً من الدعم المالي الدوري المقدم من الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، وبدأ بالتعاقد مع المدرب الكرواتي ذدرافكو لوغارزيتيتش، والذي حقق مع المنتخب المركز الثالث في بطولة المحليين الأفريقية «شان»، وتم إقالته بعد تراجع النتائج، ليتم التعاقد مع الفرنسي هوبير فيلود للمنتخب الأول، وطاقم فني أجنبي للمراحل السنية. كما عاد المنتخب الوطني مع الاتحاد الحالي للاستفادة من أيام «فيفا»، بعد غياب طويل، فشلت فيه كل محاولات أداء مباريات ودية دولية. وحذر مراقبون من الإفراط في التفاؤل بعد التطور الأخير للمنتخب الوطني، وبرروا هذا التحذير، بأن التاريخ يؤكد أن اللحظات الجيدة في مسيرة الكرة السوداني لا تدوم طويلاً، وتخضع في أغلب الأحيان للصدفة، وعلى الفترة التاريخية والزمنية التي يوجد فيها على كرسي المسؤولية، شخصية تضع المنتخبات الوطنية على رأس قائمة الأولويات. تابعوا البيان الرياضي عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :