ندد حزب التجمع الوطني للأحرار المغربي (مشارك في الحكومة) بتصريحات تقلل من شأن الأحزاب السياسية صدرت عن عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب (محافظ البنك المركزي). وشجب الحزب في بيان له صدر أمس هذه التصريحات «المسيئة للأحزاب السياسية وللعمل السياسي»، مندداً بما وصفه «الانحراف الخطير وغير المبرر في سلوك رئيس هذه المؤسسة العريقة». ودعا الحزب إلى صيانة بنك المغرب من مثل هذه «الانزلاقات التي لا تخدم أي طرف» بل تزرع «التشكيك في عمل الهيئات السياسية وقدرتها على أداء مهامها». وكان والي بنك المغرب قد قال في لقاء صحافي نظمه عن بعد حول السياسة النقدية في المغرب إن المواطنين لا يثقون في الأحزاب، منتقداً تقديمها وعوداً لا تتحقق. وأضاف ساخراً: «الناس لم تعد تثق في أحزاب الباكور (التين) والزعتر»، في إشارة قدحية بالدارجة المغربية. ورغم أن الجواهري أعلن سحب هذا الوصف في حينه قائلاً «لا داعي لكلمتي (الباكور والزعتر) أكتفي فقط بالقول بأن الناس لا يثقون في الأحزاب»، إلا أن موقفه قوبل بانتقادات من طرف الأحزاب. واعتبر حزب التجمع الوطني للأحرار أن تصريحات الجواهري «بعيدة كل البعد عن مهام مؤسسة بنك المغرب، وعن واجب التحفظ الذي يقيد عمل رئيسها ومهامه، وينأى به عن الخوض في القضايا السياسية». وبرر الحزب رد فعله بالحرص على «استقلالية السلط وحياد المؤسسات»، والانسجام مع توجهات المغرب الرامية إلى «تعزيز دور الأحزاب السياسية وتوفير المناخ السليم من أجل القيام بمهامها».
مشاركة :