عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد: سبعون عاماً في خدمة سبعة ملوك

  • 6/27/2021
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

وصف صاحب السمو الأمير منصور بن عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد، والده، قائلاً: «كان الأمير الوالد -رحمه الله- ممن نالوا ثقة الملك المؤسس، بتعيينه أميراً على القصيم، بعد ما توسم فيه إمارات النجابة، وهو في سن الثامنة عشرة من عمره، فقد كان سموه يؤكد دوماً أن ما تعلمه واكتسبه من خبرات، وفي كل ما مر به من تجارب، يعود إلى مدرستين عظيمتين، الأولى: مدرسة والده الأمير عبد العزيز بن مساعد -رحمه الله- الذي تعهده بالتربية الصالحة، القائمة على البر والتقوى، وارتوى من ينابيع فضائله، وغرس فيه مبادئ القيادة منذ طفولته؛ والمدرسة الأخرى هي: مدرسة الملك عبد العزيز -رحمه الله- الذي تشرف بخدمة جلالته مدة سبعة أعوام، اكسبته مهارات إدارية وقيادية جمة، وكان حظيّاً عنده، ويعدّه كأحد أبنائه». ومضى سموه في الحديث عن والده قائلاً: «نذر الأمير الوالد حياته في خدمة بلاده وقادتها الكرام، على مدى سبعين عاماً، هي مدة عمله حاكماً إدارياً في منطقة القصيم، ثم في منطقة الحدود الشمالية، فبعد خدمة الملك المؤسس، تشرف بخدمة أبنائه الملوك الميامين من بعده، الذين سجلوا إنجازات ضخمة لوطنهم ومواطنيهم، فعمل سموه تحت حكمهم مخلصاً أميناً، في عهد الملك سعود والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد، والملك عبد الله -رحمهم الله- وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله ورعاه- الذي يشهد عهده المبارك نهضة تنموية شاملة، كما كان سموه - رحمه الله - رجل دولة من طراز رفيع، ومثالاً للحاكم الإداري القوي الأمين، الذي حفلت مسيرته الوطنية برصيد عظيم من العطاء والإنجازات القيمة التي عاشتها الدولة خلال مرحلة التحولات الكبرى، لتحقيق ما يطمح إليه قادتها الكرام، الذين ثمنوا له جهوده المخلصة، وتفانيه في عمله، وكان له مكانة عالية عنهم وعند بقية الأمراء، فالروابط المتينة والصلاة الوثيقة تجمعهم في القربى والنسب». وقال سموه في سياق الحديث عن والده: «إن حديثي عن والدي -غفر الله له- وما قدمه، يبقى قاصراً، فمهما عبرت من كلمات، ملأت الصفحات، فلن أوفيه حقه، فهذا من حق التاريخ الذي يتحدث بتجرد وإنصاف، فما عرف عنه ما يزال في ذاكرة من عاصروه، والناس شهود الله في أرضه..». جاء ذلك في ثنايا تقديم سموه للإصدار الذي جاء في طبعة أولى 2012م، عن والده، بعنوان «عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد: سبعون عاماً في خدمة سبعة ملوك»، من إعداد عبد الرحمن بن أحمد الروساء، ومطر بن عابد العنزي، وبإشراف ومتابعة الأمير منصور بن عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد، والأمير سعد بن عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد؛ حيث جاء الكتاب في إحدى وخمسين ومئتي صفحة، تضمنت الموضوعات الرئيسة التالية: الوالدان.. أصل كريم وتاريخ عريق؛ تلاه موضوع عن الميلاد والنشأة والتربية؛ فآخر عن: ثقة الملك المؤسس؛ ثم موضوع بعنوان: أميراً للقصيم؛ ومنه إلى موضوع عنوانه: أميراً لمنطقة الحدود الشمالية؛ فمهامه الدبلوماسية التي حملها الكتاب في موضع، تلاه آخر عن: زيارات الملوك وكبار الأمراء لمنطقة الحدود الشمالية؛ فجوانب من حياته الأسرية، ثم موضوع عن: صفاه وجوانب من حياته؛ التي تلاهما موضوع بعنوان: أياديه البيضاء؛ ثم وفاته؛ التي أعقبها المؤلفان بموضوع خاص بوصيته، تلتها مراثيه، ثم الوثائق. أما عن فكرة إصدار هذا الكتاب عن سيرة ومسيرة والده، فقال سموه: لقد بقيت فكرة تدوين سيرة سموه ومسيرته حاضرة في ذهني وهاجسي خلال حياته، لم يعق ظهورها في كتاب، إلا نكرانه لذاته، هذه الصفة المغروسة في سجاياه، فكان يرى - رحمه الله - أن ما قام به من أعمال هي من واجباته الوطنية، لا ينتظر الإطراء والشكر عليها، وأن ما بذل في أوجه الخير هي بينه وبين مولاه، لا يذكرها، وأجرها على الله؛ موضحاً سموه في هذا السياق، بقوله: إن وجود هذا الكتاب الذي كان ممتنعاً في حياته، أصبح أكثر إلحاحاً، بل واجباً بعد رحيله، امتداداً لفضيلة البرّ به، ووفاء له، وليكون نافذة تطل منها الأجيال على شخصيته وصفاته ومواقفه وتاريخ حياته التي سخرها في خدمة دينه وقيادته ووطنه. كما وصف صاحب السمو الأمير سعد بن عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد، هذا الإصدار «السيروثائقي»، قائلاً: «شرفني أخي سمو الأمير منصور، بقراءة ومراجعة هذا الكتاب عن سيرة الوالد سمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد -رحمه الله- ومسيرته على مدى سبعين عاماً، التي قضاها بكل تفانٍ وإخلاص في خدمة دينه، وسبعة من ملوك البلاد الكرام، منذ عهد مؤسسها جلالة الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله ورعاه- فقد عكفت مع مؤلفي الكتاب على مراجعة فصوله، في مسودته الأولية، نسخته النهائية، وإجراء التعديلات على بعض الموضوعات، إضافةً وتصحيحًا بما يتعلق بالأحداث التاريخية، وبحياته الخاصة، أو معلومات ومواقف عاشها صاحب السيرة، بما تسنى لي من اطلاع ومعرفة عن جوانب من حياته -رحمه الله- كما كان متاحاً لدينا العديد من الوثائق والصور التاريخية والحديثة عن سموه، اقتضى الأمر إلى فرزها، وتحديد ما هو الأولى بالنشر، بما يخدم أغراض الكتاب». وأضاف سموه في سياق حديثه عن إعداد هذه سيرة المسيرة عن والده: «رغم ما بُذل من جهد كبير في إعداد هذا الكتاب، إلا أنني أرى أن هناك جوانب لم تأخذ حقها في بحث سيرة وتاريخ الأمير الراحل، وهذا يعود إلى قلة المعلومات والمصادر التي كتبت عنه، ولكونه -رحمه الله- كان مقلاً في الظهور الإعلامي والحديث عن أعماله، وهذا ما صعب من مهمة جمع المعلومات عن سموه، ولهذا تم الاعتماد على حد كبير على المعلومات الذاتية والانطباعية الشخصية التي حُفظت في أذهان العاملين معه، أو مجالسيه». أما مما جاء في وصية سمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد -رحمه الله- التي كتبها في 28-12-1403هـ التي بدأها باتباع السنة النبوية، فعرف بنفسه، مقراً بالتوحيد، ثم حمد الله وأثنى عليه، ثم أوصى بالتمسك بتعاليم الدين، والالتزام بسنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وامتداد أفعال البر والخير التي كان يبذلها في حياته، فقد أوصى بثلث ماله لإنفاقه في أعمال البر، ووجوه الخير، وصلة الرحم، وإطعام جائع، وكسوة عريان، وعمارة مسجد، وسقاية ماء، وتفطير صائم، وذبح أضاحٍ عنه، وعن والده، وعن والدته، وامتثالاً للسنة النبوية، حدد ابنه الأمير منصور وصياً عليها. ومع أن الكتاب جاء في إحدى وخمسين ومئتي صفحة من القطع الكبير، إلا أنه مع ما انتهجه الأمير الراحل، في ندرة التحدث عن أعماله، والحديث لوسائل الإعلام، خلال سبعة عقود، شكلت تحدياً حقيقياً أمام هذا الإصدار، الذي سعى فيه الأميران إلى تقديم سيرة ومسيرة، لسبعة عقود، تكاملت فيها الكلمة مع الصورة، والوصف مع الصفة، والفكرة مع الهدف، والوسيلة مع الغاية في أن يخرج هذا الكتاب بصورة تقدم بين يدي أبناء الوطن جيلاً بعد جيل، هذه الشخصية الوطنية، والقامة الإدارية، بما يصافح الأيدي والأبصار والبصائر.. وإن ظل عن الأمير عبدالله بن عبد العزيز بن مساعد -رحمه الله- الكثير في ذاكرة معاصريه.. والأكثر في ذاكرة المكان.

مشاركة :