الاستثمار المستدام يصل بسوق صناديق المؤشرات في أوروبا إلى 1.5 تريليون دولار

  • 6/26/2021
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

استغرق أول 500 مليار دولار من الأصول في السوق الأوروبي التابعة لصناديق المؤشرات المتداولة نحو 16 عاماً للنمو، بينما استغرق نمو المبلغ الثاني بنفس القيمة أكثر من ثلاث سنوات. تشير الأمور الآن إلى تبلور نمو جديد في الأفق بعد ثمانية عشر شهراً. من خلال بيانات جمعتها "بلومبرغ" توضح هذه المؤشرات أن التدفقات المالية الوافدة أدّت إلى تضخم الأصول في الصناعة الإقليمية لمنتجات صناديق المؤشرات المتداولة إلى 1.475 تريليون دولار. وإذا استمر معدل نمو هذا العام، فقد يتجاوز السوق 1.5 تريليون دولار في شهر أغسطس، وفقاً لشركة "بلاك روك" BlackRock Inc، التي تحفظت في وقت سابق على توقعات بإمكانية تجاوز السوق تريليونيْ دولار بحلول عام 2025. منتجات صديقة للبيئية قال بريت بايبوس، رئيس استراتيجية الاستثمار والمنتجات لـ"آي شيرز" بمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة "بلاك روك": "تنمو السوق الأوروبية حالياً بمعدل أسرع من نظيرتها الأمريكية". ويعزو "بايبوس" سبب نمو صناعة الثروات في المنطقة إلى التحوّل للاستثمار المستدام والاعتماد المتزايد على صناديق المؤشرات المتداولة ذات الدخل الثابت، قائلاً إن هذه العوامل تدّل على "التحوّل"، في سوق لعب دوراً ثانوياً لنظيره الأمريكي. بلغ إجمالي التدفقات إلى منتجات صناديق المؤشرات المتداولة الأوروبية حوالي 108 مليارات دولار حتى الآن منذ بداية عام 2021، وهي في طريقها بسهولة إلى تصدر التدفقات القياسية للعام بأكمله، والتي وصلت إلى 120 مليار دولار في عام 2019. بلغ تدفق أكثر من 40% من النقد الجديد في عام 2021 إلى المنتجات التي تُركّز على المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة. وحصد صندوق الدخل الثابت، (صندوق "اس أيه اس بي بلومبرغ " المتداول في الأسواق الأمريكية والمستند إلى معايير مجلس محاسبة الاستدامة والمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة وتعهدات الاستثمار الجماعي في الأوراق المالية القابلة للتحويل)، SPDR Bloomberg SASB US Corporate ESG UCITS ETF، المدرج تحت رمز SPPU GR، أكبر حجم من تدفقات هذا العام بعد إطلاقه في شهر أكتوبر، ليجذب مبلغاً قدره 5.6 مليار دولار منذ بداية العام الحالي. تطور ثوري من جانبها قالت فاني وورتز، رئيسة صناديق المؤشرات المتداولة في شركة "أموندي لإدارة الأصول" Amundi Asset Management: "يُعد التحوّل نحو الاستثمار المستدام أحد أكثر التطورات الاستثمارية ثورية في عصرنا، ولا يوجد أي مؤشر على تباطؤ ذلك. لقد رأينا طلباً من المستثمرين الذين يرغبون في عكس قيمهم على استثماراتهم، ويشملون فئة تعتبر المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة أداة لإدارة المخاطر، وفئة أخرى تبحث في تلك المعايير عن الأداء". تعتبر أوروبا من أكبر المستفيدين من طفرة المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة، بفضل المزيج المثالي من اللوائح التنظيمية، والتي تطالب مديري الأصول بالإفصاح عن إدماج الاستدامة في قراراتهم الاستثمارية وأدائهم. وتفوّق مؤشر فئة الريادة في مؤشر MSCI الأوروبي الخاص بالحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات على مؤشر MSCI الأوروبي بحوالي 5 نقاط مئوية خلال العام الماضي. ومثّلت أيضاً صناديق المؤشرات المتداولة التي تُركّز على المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة نسبة قدرها 10.6% من أصول الصناعة في أوروبا، مقارنة بـ 1.3% في الولايات المتحدة، وفقًا لـ"بلومبرغ إنتيليجينس". طفرة التشفير برغم أن سوق صناديق المؤشرات المتداولة الأوروبي لا يزال ضئيلا أمام نظيره الأمريكي البالغ 6.5 تريليون دولار، إلا أنه تمكّن من التفوّق عليه في مجالات رئيسة أخرى، إذ يشهد ازدهاراً في سوق أدوات التشفير إلى جانب المنتجات التي تُركّز على المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة. بينما يتباطأ المنظمّون الأمريكيون في الموافقة على صناديق المؤشرات المتداولة بـ"بتكوين"، إلا أن أوروبا تطرح أكثر من 30 صندوقاً مماثلاً بالعملات المشفّرة، وكان صندوق "بينانس" للعملات المشفرة Binance BNB ETP، المدرج تحت رمز ABNB SW هو الأفضل أداءً في عام 2021، بارتفاع نسبته 600% حتى بداية يونيو. ولا تزال الأسهم تُهيّمن على المشهد برغم كل الزخم المحيط بالعملات الرقمية، فقد تجاوزت الأصول في صناديق المؤشرات المتداولة التي تُركّز على الأسهم وحدها، تريليون دولار مؤخراً، وكان أكبرها في المنطقة (صندوق "آي شيرز كور" المتداول في مؤشر "إس آند بي 500" والمستند إلى تعهدات الاستثمار الجماعي في الأوراق المالية القابلة للتحويل)، تحت رمز CSPX LN، iShares Core S&P 500 UCITS ETF، بأصول قيمتها حوالي 46 مليار دولار. حواجز هيكلية رغم الزخم الأخير، تعاني أوروبا من حواجز هيكلية تجعل من سد الفجوة بينها وبين الولايات المتحدة أمراً غير محتمل، إذ إن قاعدة المستثمرين الأفراد عبر المحيط الأطلسي تقل كثيراً عن نظيرتها القوية في الولايات المتحدة، كما أن السوق الأوروبية مجزّأة بشدة عبر البلدان والأماكن التجارية. قال روكسان سانغينيتي، رئيس الدخل الثابت وعلاقات المستثمرين في شركة "جي إتش سي أو" GHCO: "لا نزال نعاني من تفتت تداولات الأفراد بسبب تعدد البورصات. هناك حاجة حقيقية لشريط موّحد، ومع ذلك، لا يُغيّر هذا من كون منتجات صناديق المؤشرات المتداولة تعد المنتج المالي للمستقبل ". رغم صعوبة حل مشكلة تداولات الأفراد، إلا أن السوق يمر على الأقل بعلامات تشير إلى انتعاش اهتمام المستثمرين في المنطقة، وفقاً لقول بايبوس، الذي رأى ازدهار منتجات الادخار المستندة إلى صناديق المؤشرات المتداولة في ألمانيا، مع تنفيذ حوالي مليوني خطة شهرياً، مشيراً إلى اتجاه الصناعة نحو التوّسع في البلدان الأخرى التي ينظر إليها المدخرون على أنها طريقة للهروب من أسعار الفائدة السلبية. قال بايبوس: "يخسر المدّخرون الأموال في حسابات التوفير الخاصة بهم، وتوّفر لهم هذه المنتجات طريقة لإخراج النقد، ما يحوّل المدّخرين إلى مستثمرين. هذا أمر بالغ الأهمية. نتوقع أن ينمو هذا بخمسة أضعاف في السنوات الخمس المقبلة".

مشاركة :