لندن - كشفت دراسة جديدة أن تجنب الإجهاد وعيش حياة أقل توترا، قد يعيد اللون الطبيعي للشعر الذي تحول إلى اللون الأبيض أو ما يسمى الشيب. وتوصل علماء في نيويورك إلى هذه النتيجة بعد أخذ شعيرات من رؤوس متطوعين وابتكروا طريقة تصوير تكشف عن الصبغة في جميع أنحاء الشعر، من القاعدة إلى الأطراف. ويقول الفريق إن التغييرات التي يسببها الإجهاد في الميتوكوندريا التي تشكل "القوة" لكل خلية بشرية - تسبب تغيرات في مئات البروتينات في الشعر، مما يؤدي إلى ظهور الشيب. وقاد الدراسة خبراء في مركز إيرفينغ الطبي بجامعة كولومبيا في مانهاتن في نيويورك والذين زعموا أنهم قدموا أول دليل كمي يربط الإجهاد النفسي بشيب الشعر لدى البشر. قال كبير الباحثين البروفيسور مارتن بيكارد: "إن فهم الآليات التي تسمح للشعر الرمادي القديم بالعودة إلى حالته المصبوغة الشابة يمكن أن يعطي أدلة جديدة حول قابلية شيخوخة الإنسان بشكل عام وكيف تتأثر بالإجهاد". ويضيف بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية: "شيخوخة الإنسان ليست عملية بيولوجية خطية وثابتة، ولكن يمكن على الأقل جزئيًا إيقافها أو حتى عكسها مؤقتًا". لاحظ الباحثون أن تقليل التوتر لن يحول بالضرورة الشعر إلى اللون الطبيعي إذا كان الشخص صغيرا جدا أو كبيرا في السن. وأوضح بيكارد أنه لا يعتقد أن الحد من التوتر لدى شخص يبلغ من العمر 70 عاما كان شعره رماديا لسنوات سيؤدي إلى تغميق شعره، أو زيادة التوتر لدى طفل يبلغ من العمر 10 سنوات سيكون كافيا لقلب شعره فوق الحد الرمادي. ويبدأ الشعر في النمو في الجزء السفلي من بصيلات الشعر - وهي بنية على شكل نفق في البشرة، وهي الطبقة الخارجية من الجلد. وعندما نكون صغارا، يتم تلوين شعرنا بواسطة الصبغات التي تنتجها الخلايا الموجودة في بصيلات الشعر المعروفة باسم الخلايا الميلانينية. ومع تقدمنا في السن، تصبح الخلايا الميلانينية أقل نشاطا تدريجيا، وبالتالي يتم إنتاج صبغة أقل، ويتلاشى اللون، وينمو الشعر الرمادي بدلا من ذلك. وقال البروفيسور بيكارد: "عندما يظل الشعر تحت الجلد مثل بصيلات الشعر، فإنه يخضع لتأثير هرمونات التوتر والأشياء الأخرى التي تحدث في أذهاننا وجسمنا، وبمجرد أن ينمو الشعر من فروة الرأس، فإنها تتصلب وتبلور بشكل دائم هذه التعرضات في شكل مستقر." ومع ذلك، فإن الشعر الذي نما بالفعل من البصيلة لا يتغير لونه. ويبين بيكارد أنه "مثلما تحتوي الحلقات الموجودة في جذع الشجرة على معلومات حول العقود الماضية في حياة الشجرة، فإن شعرنا يحتوي على معلومات حول تاريخنا البيولوجي". وكشف الفريق عن ارتباط مذهل بين الإجهاد وشيب الشعر، ووجدوا أن بعض الشعرات الرمادية تستعيد لونها الطبيعي مع التخلص من التوتر. وفي العام الماضي، وجدت دراسة أجريت على الفئران أن الشيب الناتج عن الإجهاد ناتج عن فقدان لا رجعة فيه للخلايا الجذعية في بصيلات الشعر. لكن مؤلفي الدراسة الجديدة يعتقدون أن الشيب يمكن عكسه لدى الناس، مما يشير إلى آلية مختلفة.
مشاركة :