يبدأ الفرنسيون اليوم الأحد التصويت في جولة ثانية من انتخابات المناطق بعد الجولة الأولى والتي شهدت نسبة امتناع قياسية وتراجع كبير لحزب الغالبية التي يقودها إيمانويل ماكرون واليمين المتطرف. حيث امتنع اثنان من كل ثلاثة ناخبين (66,72 بالمئة) عن التصويت في الدورة الأولى في نسبة قياسية منذ بداية الجمهورية الخامسة في 1958، أرجعها مراقبون إلى عدة أسباب من بينها الملل من السياسة وعطلة نهاية أسبوع صيفية وإجراءات الحجر الصحي. بدا التأثر واضحا على معظم الأحزاب السياسية طوال الأسبوع بسبب هذه الأرقام القياسية وفكرت ببعض التغييرات، وقال عدد من كوادر الغالبية بمن فيهم المتحدث باسم الحكومة غابريال أتال إنهم يؤيدون التصويت الإلكتروني في المستقبل، بينما فكر آخرون بتنظيم "حملات صغيرة و لافتة" على شبكات التواصل الاجتماعي لتشجيع الناخبين على التحرك الأحد. يتسم اقتراع الأحد بنقاط غموض عديدة في مناطق عدة، فاليمين المتطرف المتمثل بالتجمع الوطني لم يصل إلى المرتبة الأولى سوى في منطقة واحدة هي بروفانس-ألب كوت دازور (جنوب شرق) في نتيجة مخيبة للآمال مقارنة باستطلاعات الرأي التي سبقت الاقتراع في عدة مناطق. وفي المنطقة نفسها، سيتواجه مرشح اليمين القومي تييري مارياني مع منافسه اليميني رونو موزولييه الذي يفترض أن يستفيد من انسحاب لائحة اليسار. وهي المنطقة الوحيدة التي يبدو فيها حزب الجبهة الوطنية في وضع يسمح له بالفوز الذي سيكون إذا تحقق مع ذلك، تاريخيا لأن اليمين المتطرف لم يحكم المنطقة يوما. وتبدو النتيجة أقل إشراقا بالنسبة للغالبية الرئاسية، فعلى الرغم من مشاركة عدد من الوزراء في الحملة الانتخابية، لم تحقق قوائم عديدة نسبة العشرة بالمئة اللازمة لخوض الجولة الثانية من الاساس. ويصعب التنبؤ بالفائز اليوم حيث أن اليمين يبدو في وضع جيد ويمكنه الاحتفاظ بالمناطق الست التي يحكمها حاليا وإن كان يرجح أن تكون المنافسة حادة في إيل-دو-فرانس (منطقة باريس) أو بروفانس-ألب كوت دازور. وعلى الجهة الأخرى، يفترض أن تسمح تحالفات بين دعاة حماية البيئة والاشتراكيين وحزب فرنسا المتمردة لليسار بالفوز في عدد من المناطق.
مشاركة :