شهدت مدن طرابلس وعكار صيدا وبيروت بلبنان هدوءا صباح اليوم /الأحد/ بعد ليلة شهدت العديد من الفعاليات الاحتجاجية والمسيرات وقطع بعض الطرق وأعمال شغب محدودة؛ اعتراضا على تردي الأوضاع المعيشية والاجتماعية إثر الانهيار المتسارع لسعر الليرة اللبنانية أمام الدولار الأمريكي في السوق غير الرسمية مما أدى إلى زيادة كبيرة في أسعار العديد من السلع. وقامت بعض المحلات والمتاجر بإغلاق أبوابها لعدم القدرة على تسعير المنتجات في ضوء القفزات في سعر صرف العملة الأجنبية، بالإضافة إلى النقص الكبير في الوقود وانقطاع الكهرباء الحكومية أغلب ساعات اليوم وعجز أصحاب المولدات عن تعويض غياب الكهرباء الحكومية بسبب عدم توافر المازوت الذي أصبح له سوقا موازيه بأسعار أعلى. ففي طرابلس شمالا، يسود هدوء حذر بعد انتشار لقوات الجيش اللبناني في أنحاء المدينة وذلك غداة احتجاجات شهدت أعمال عنف أسفرت عن إصابة 9 عسكريين وفقا لبيان للجيش اللبناني صباح اليوم. ورغم الهدوء إلا أن العديد من المحال لم تفتح أبوابها اليوم في ترقب لسعر صرف الدولار الذي بلغ مساء أمس 8 آلاف ليرة لبنانية للدولار الواحد، في حين يظل سعره الرسمي في البنوك 1500 ليرة للدولار الواحد ولأصحاب الودائع، وفِي تسعير استيراد المشتقات البترولية 3900 ليرة، أما على المنصة الإليكترونية (صيرفة) للبنوك المسجلة عليها 12000 ليرة للدولار الواحد. وطالب المحتجون مساء أمس بسرعة التدخل لإنقاذ اللبنانيين من تدني الأحوال المعيشية بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعمقها خلافات سياسية تعرقل تشكيل حكومة في البلاد منذ أكثر من 8 أشهر على تكليف سعد الحريري بتأليف الحكومة الجديدة، وهو ما تسبب في استمرار حكومة الدكتور حسان دياب في تصريف الأعمال لمدة تناهز الـ10 أشهر في استقالة الحكومة السابقة منذ أغسطس الماضي. ونفذ الجيش اللبناني انتشارا واسعا في شوارع طرابلس لحماية المنشآت العامة والخاصة وتمكن من إعادة السيطرة على الوضع الميداني وفتح الطرق أمام حركة السير. وفِي عكار شمالا، عاد الهدوء اليوم بعد احتجاجات وأعمال قطع الطرق مساء أمس إثر توقف أصحاب المحلات التجارية عن البيع وأوقفت شركات التوزيع أعمالها بتزويد المنطقة بحاجياتها من المواد الغذائية والاستهلاكية. كما توقفت أغلب محطات الوقود عن العمل وخصوصا بعد أعمال عنف بمحيط عدد من المحطات وسط ترقب لتسعيره جديده للوقود خلال الأسبوع الجاري بعد تغيير سعر صرف الدولار في عمليات استيراد الوقود من 1500 ليرة للدولار إلى 3900 ليرة للدولار. كما شهدت مدينة صيدا جنوبا عودة لحركة الطرق اليوم بعد احتجاجات أمس، فيما لا تزال أغلب محطات الوقود متوقفه عن العمل في انتظار التسعير الجديد للوقود. وفي العاصمة بيروت، تشهد الشوارع انسيابا تاما بعد إزالة آثار قطع الطرق مساء أمس، حيث قام محتجون بقطع الطريق بساحة الشهداء وطريق الأتوستراد بإشعال النيران في إطارات السيارات وفِي صناديق القمامة فيما انتشرت قوات الجيش لتأمين حركة المرور في مسارات بديلة والعمل على فتح الطرق التي عادت إلى طبيعتها صباح اليوم الذي يوافق العطلة الأسبوعية في لبنان.
مشاركة :