بقلم- د إبراهيم العبدالرزاق لي صاحب رأيت منه عجبا خاصة في زمننا هذا حيث تصعب المكارم إلا على القليل من ولد آدم !! رأيت أن للصلايب أفذاذا ؛ ليس كثرة المال قوامهم لكنها نفوس النبلاء.. دعاني أبو عبدالله لرحلة قصيرة لتناول الغداء في مزرعة كريم من أبناء محافظة الأسياح شرق مدينة بريدة .. وصلت لمزرعة راعي الأسياح ذو الوجه الأبلج تزينه لحية سوداء تتلألئ ابتسامته الجاذبة للتائه في صحراء نجد بعز الشتاء !! تململ تعبك ، وتشرح خاطرك ، وتجعلك رب المنزل .. بعد الترحيب العاطر ، وارتشاف عدة فناجين من القهوة العبقة تحت ظل النخل ، وبين سواقي الماء جعلتني أقول : هل هذه بلودان أو قاسيون!!! فصاح الأخرون بل أفضل يا إبراهيم.. تجاذبنا التحايا ، والحكايا حتى الثمالة ؛ ففاضت أنفس الحاضرين بصافي ، وصادق ما فيها.. تنهد مضيفنا عن موقف أحد الناس معه وكيف ماطله بمبلغ مالي وهو مقتدر .. وهنا تجلت أخلاقيات أبي عبدالله خاصة أنه يعرف ذلك المتعثر فدافع عنه بلين مراعاة للمضيف حتى أخمد فوح قلبه . وقال ابوعبدالله : لي مطلب بشرط أن لا يعلم المتعثر (لان أبا عبدالله يؤكد صدق ، ووفاء الرجل ) .. أنا ظننت أنه سيطلب إعفاء الدين أو خفضه وإنما فاجأني بقوله لراعي الأسياح : سأدفع المبلغ عن هذا الرجل .. ابوعبدالله رجل حكيم ولكي لا يستفز أو يحرج راعي الأسياح استطرد قائلا : ورد لي المبلغ متى ما رد هذا الرجال المال إليك !! هنا تيقنت إنفراد أبي عبدالله بشيئ افتقدناه من أيام الأولين .. وفعلا قبل مضيفنا هذا العمل الجليل من أبي عبدالله .. فقلت في نفسي : اللهم ادفع عن أبي عبدالله كما دافع عن عرض صاحبه ، وسِتره له اللهم باعده عن النار اللهم بارك له ، ويسر أمره.. موقف نادر بستر الصديق ، والبذل له .. أجدني مسرورا ، وفخورا بصديقي أبي عبدالله يصدق فيه : تاج عز وحزام الشدائد🌴☘️🌴. كتبه ، وشهد عليه / إبراهيم بن عبدالله العبدالرزاق..
مشاركة :