نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة مساء أمس الأول أمسية شعرية بعنوان الشهيد الخالد، وذلك تأبيناً لشهداء الواجب الوطني الإماراتي، واحتفاء بالشهادة باعتبارها أسمى أفعال البطولة، واشترك في الأمسية أربعة شعراء هم الدكتور أكرم قنبس، ونصر بدوان، ووائل الجشي، ونوزاد جعدان. القى أكرم قنبس مجموعة من القصائد وصف فيها انطلاقة أولئك الأبطال نحو ميدان القتال بأنها جاءت تلبية لنداء الأرض العربية التي استبد بها الطامعون، فاستغاثت بأبنائها وإخوتها فكانت الهبة العظيمة، حيث تسابق إليهم أبطال الإمارات كأنهم غيث يروي تلك البلاد الظامئة إلى الحرية، وهناك سطروا بدمائهم تاريخاً من النخوة والبطولة سموا به نحو المعالي، وحفروا به أسماء في دفتر الأمجاد.. يقول قنبس: لبّوْا نداء خليجهم نحو العلا ودماؤهم نحو المعالي تعبر نسجت خيوط الفجر صهوة مجدهم لمعارج بقدومهم تستبشر فإذا البلاد كتاب حب صادق صفحاته قمر بهم يتعطر خطوا صحائف مشرقات بالهدى وإلى ذرى آمالهم، كم سافروا وخليجهم يختال فيهم نجدة لمكارم ما عاش فيها معسر نصر بدوان تناول في قراءاته معنى الشهيد من ناحية خلوده في الجنة وارتقائه إلى معارج النور، وكونه سيعيش هناك حياً مكرماً، فموته ليس موتاً لأنه يتضمن حياة أخرى، وفقده ليس فقداً لأنه يتنعم ويسعد هناك، فعلينا أن نفخر به ونحتفل، ونطرد الحزن من أنفسنا لأننا أمام بطل عظيم، بطل عشق الوطن وعشق المجد، ونذر نفسه في سبيل عشقه، يقول بدوان: لا عزاء في الشهداء/ حينما يرتقون إلى الله/ على معارج من نور / ترف بهم أجنحة الضياء /لا عزاء في الشهداء/ حين يلبون النداء/ خلّصا، تعانق طهر الثرى أجسادهم/ وتسافر أرواحهم للسماء/ يخطون بالدم المعطر بالمسك شهادتهم/ على لوحة الغيب/ لم يقبلوا الظلم/ لم يرتضوا لسوى الحق انحناء. وقرأ نوزاد جعدان مجموعة قصائد تحدث فيها بلسان الشهيد الذي يعلن أنه يقدم على الموت مختاراً غير متهيب، يهوى الشهادة والموت، ويعتبر الموت الكريم الذي يرفع صاحبه إلى معارج الطهر هو ذلك الذي يلقاه أولئك الأبطال في ذرى عدن، ملبين نداء الوطن، فتصعد أرواحهم مكفنة بالورود الزكية، وقد أدت واجبها، وقضت دين الوطن عليها، يقول نوزاد: قدمت والموت مرآة لواقعتي/ لا يحسن الموت إلا في ثرى عدن / من ذا رأى الجرح لا آه يرددها/ تجمل النزف في حتى انجلى سره/ تبكي عليه بحار وهي تحمله/ هو الكبير وظل الغيم مهجته/ يمتد فوق ظلام الدجى نورا/ حتى الضرير أبصره. قراءة وائل الجشي انطلقت من اعتبار الشهادة وسام مجد يضعها جنود الإمارات على رؤوسهم، وهم يشقون دروب التضحية، ويمهدون للأجيال سبيل العز والشرف دفاعاً عن الوطن والأمة والتاريخ، لكي تبقى الأمة ولكي تعز ويرتفع شأنها بين الأمم، وتدحر الظالم الباغي، وهؤلاء الأبطال سبقوا آباءهم وأمهاتهم إلى الجنان لكي يفخروا بهم، واسترخصوا أنفسهم في ميدان المعركة لكي تفتخر بهم الإمارات، يقول الجشي: شقوا دروب التضحيات/ كي نكون/ خلَّفهم آباؤهم فخلَّفوا آباءهم/ وخلفوا أبناءهم/ هم نقشوا على صدورهم/ أسطورة الإباء/ بكل نبض فيهمُ وقطرة حمراء/ هم موقنون / بأنهم وأننا/ ما نحن في الحياة إلا عابرون / فيا إمارات افخري / بالعز أبناؤك موج حرك السكون/ أوسمة على صدور المجد هم/ حكاية الأجيال تحكيها السنون.
مشاركة :