تواجه عقولنا في هذا الزمن حروبا وصراعات كثيرة، التي لها تأثير كبير على المنظومة الفكرية في العقل. مما أثر ذلك سلباً أو إيجاباً على كيفية عمل وظائف العقل في وجود حصيلة معرفية وعلمية صادرة من وسائل التواصل الاجتماعي. وكأن العقل أصبح يتأرجح بين الحق والباطل دون القدرة على الثبات بسبب كثرة الإنتاج الفكري والمنتجين له. وذلك يظهر جلياً في وسائل التواصل الاجتماعي، ومن وجهة نظري الشخصية فإن المراهقين والأطفال فئات مُستهدفة لأغراض مُتعددة.لا أريد أن أكون سلبية، ولكن هناك إشارات واضحة تظهر في سلوك بعض الأبناء تدل على هشاشة المُعتقدات والانغماس في العواطف بناء على مصطلحات مستحدثة ومغلوطة. بدأت تنتشر هذه المصطلحات بعد تعديلها وإسنادها إلى مخلَّفات الوهم الفكري والعاطفي مما أدى إلى ظهور ثغرات معرفية وعلمية تُعطِّل العقل والقلب معاً. ومن المفترض أن نكون أكثر وعياً وعلماً بما تبُثه بعض الوسائل الاجتماعية من سموم لقتل القيمة الإنسانية واستبدالها برغبات تأخذ صاحبها إلى الهاوية.القيم والمبادئ ثابتة لا تتغير ولكنها تتطور وتأخذ أشكالا متنوعة بناء على أدوات الزمان والمكان، الذي تعيش فيه. ولكن ما يحدث عند البعض هو ازدياد تردد موجة الخلل في قيمة المعتقدات والقناعات والقيم سواء كانت ذاتية أو اجتماعية أو وطنية أو دينية أو غيرها. على سبيل المثال، المفاهيم الفطرية كالرجولة والأنوثة واستبدالها بمفاهيم ثقافية خارجية لتواكب بعض الثقافات المنحرفة، التي أدخلت الحُرِّيات غير السوية لتعزيزها. وأيضاً، هدّم بعض القيم -كمثال آخر- وتصنيفها تحت مسمى التخلُّف والرجعية ليخجل منها البعض ويُعاديها.وهناك الكثير من الظواهر والمعتقدات والمفاهيم الدخيلة وغيرها، التي بدأت تُغير منظومة القيم والمبادئ الإنسانية السوية، لكي تُسيطر على العقل وتشغله بالسطح وتنشغل هي بالعُمق. ونحن ولله الحمد في هذا الوطن، الذي تأسست فيه منظومات مختلفة ومتنوعة ترتكز على قيم ومبادئ فطرية وإنسانية سليمة ضُبطت بشرع الله وسُنَّة نبيه عليه الصلاة والسلام لسلامة العقل والقلب. جهود مملكتنا، التي دُعِمَت من قبل شعبها وحكومتها كان لها الأثر العالمي الجلي في كيفية القضاء على الجهل الفكري والانحراف العاطفي.لذلك مازلنا نجتهد في التوعية بأنواعها ونطور بعض المفاهيم لتتناسب مع احتياجات الزمان والمكان الذي نعيشه. الصحة والتعليم والتجارة وغيرها من المنظومات والإدارات مازالت مُستمرة في الرصد والمراقبة والتوجيه والإرشاد لتكون إنتاجية العقل أكثر فاعلية مستقبلاً بإذن الله. وأيضاً، ليكون عطاء العاطفة أكثر اتزاناً واحتواء وتكيفاً مع متغيرات الحياة ومستجداتها.@FofKEDL
مشاركة :