يأمل منتخب فرنسا الذي لم يعكس صورة مشرقة عنه مع بداية كأس أوروبا أن يفوز على سويسرا في ثمن نهائي المسابقة في بوخارست اليوم، لطرد أشباح الشكوك التي ترافقه وإطلاق حملته إلى المباراة النهائية على الرغم من كثرة الإصابات التي تؤرق صفوفه. يفتتح رجال المدرب ديدييه ديشان الأدوار الإقصائية بعد فترة راحة استمرت خمسة أيام، ومع تعطش للفوز من دون أي بديل آخر. أشار لاعب خط الوسط بول بوغبا إلى هذا الواقع عقب نهاية مباراة منتخب بلاده أمام البرتغال 2-2 في دور المجموعات، قائلاً "الآن ندرك ذلك، إما نبقى وإما نغادر". ولم ينسَ لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي أن منتخب "الديوك" تحرر من شكوكه في مونديال روسيا 2018 بفوزه في ثمن النهائي على الأرجنتين ونجمها ليونيل ميسي بنتيجة 4-3. وبعد ثلاثة أعوام من إنجاز الفوز بالمونديال، يجد المدرب "دي دي" نفسه قبل مواجهة سويسرا، أمام معضلات عدة تتمثل بالتعب وبإصابات متعددة. عيادة تعج بالمصابين ومع تعرض عثمان ديمبيليه لإصابة في ركبته أمام المجر 1-1 أبعدته عن النهائيات، يلتقط "الديوك" أنفاسهم من ناحية الثلاثي لوكاس ديني ولوكاس هرنانديز وتوما ليمار. أمام البرتغال 2-2-، خسر المدرب الفرنسي تباعاً مدافعيه على الرواق الأيسر هرنانديز على خلفية إصابة بركبته تعرض لها قبل النهائيات، ومن ثم بديله ديني لإصابة في فخذه، ليدفع بلاعب وسط يوفنتوس الإيطالي أدريان رابيو في هذا المركز غير الاعتيادي بالنسبة له. بعد جرس إنذار أوّل، أظهر محيط ديني وطاقم المنتخب الفرنسي تفاؤلاً حذراً مع توالي الساعات على إصابته. في وقت يسابق هرنانديز الوقت من أجل أن يكون جاهزاً لمواجهة لسويسرا. تكهن ديشان بامكانية الافتقاد نهائياً لجهود مدافع إيفرتون الإنجليزي، وقال "أكثر ما يقلقني هو لوكاس ديني لأنها إصابة عضلية. شعر بآلام خلف فخذه، لذا ستكون الأمور معقدة بالنسبة له (للمباريات المتبقية)... سنرى في الأيام المقبلة ليست علامة جيدة". أما بالنسبة لهرنانديز، بيدقه الأساسي على الجهة اليسرى للدفاع، فقد تنفس الصعداء قليلاً. لعب مدافع بايرن ميونيخ الألماني أساسياً أمام البرتغال قبل أن يحصل على بطاقة صفراء ويخرج بين الشوطين خوفاً من تفاقم إصابة في ركبته حالت دون أن يكون بجهوزية تامة قبل "يورو 2020". وأكد ديشان ما حصل لمدافعه قائلاً "لم أرد المخاطرة.، خصوصاً أنه تلقى بطاقة صفراء". ننتظر لمرة واحدة وتلقى ديشان ضربات موجعة أخرى، مع إصابة ماركوس تورام في العضلة المقربة، علماً أن مهاجم بوروسيا مونشنغلادباخ لم يلعب حتى الآن في النهائيات، ومدافع إشبيلية الإسباني جول كونديه، وحتّى رابيو الذي يعاني من كاحله. وفي ظل هذه الظروف الصعبة، وبعد إنهاء "مجموعة الموت" في الصدارة أمام ألمانيا والبرتغال، تواجه فرنسا خصماً تعرفه جيداً لم تخسر أمامه منذ 29 عاماً. تملك سويسرا بعض الأوراق الرابحة في صفوفها، بداية مع عنصر الاستقرار حيث تأهلت إلى ثمن نهائي البطولات الأربع الكبرى، إلاّ أنها غالباً ما تخرج من هذا الدور حيث تعود آخر مشاركة لها في ربع النهائي إلى مونديال 1954 الذي استضافته على أرضها. قال المهاجم الدولي السابق ستيفان هنتشوز لوكالة فرانس برس "ننتظر لمرة واحدة، أن تتأهل سويسرا"، مضيفاً "فشلنا في أربع مناسبات، ومرة بعد التمديد" في إشارة إلى الخسارة أمام الأرجنتيني في مونديال 2014 بنتيجة 1-صفر بعد التمديد (هدف في الدقيقة 118). يقود منتخب سويسرا الحارس الخبير يان سومر وصانع ألعاب ليفربول الإنجليزي جيردان شاكيري ومهاجم بوروسيا مونشنغلادباخ بريل إمبولو، حيث حصل اللاعبون على 8 أيام من الراحة منذ خوضهم لمباراتهم الأخيرة في الدور الأوّل، أي أكثر بثلاثة أيام من فرنسا.
مشاركة :