في حكم تاريخي، وبعد أكثر من عام على مقتل الأمريكي الأسود جورج فلويد، أصدر القضاء حكمه على الشرطي ديريك شوفين، بالسجن أكثر من 22 عاماً، الأمر الذي أفرز آراء متباينة، ففيما رحبّ به محامي عائلة فلويد ووصفه الرئيس الأمريكي، جو بادين بـ العادل، أشار ناشطون ومنظمات إلى أنّه لا يمثّل العدالة. وحُكم على الشرطي السابق، ديريك شوفين، بالسجن 22 عاماً ونصف عام لقتله الأمريكي الأسود جورج فلويد. وأشار القاضي بيتر كاهيل إلى الاعتراف بالألم العميق والهائل الذي عانته عائلة فلويد، مشدّداً على أنّ قراره ليس مبنياً على العاطفة أو التعاطف. وأضاف: لم أرتكز على الرأي العام أيضاً، ولا أسعى إلى بعث رسالة. وكتب القاضي كاهيل، أنّ شوفين، بخنقه فلويد بركبته أساء استغلال منصبه القائم على الثقة والسلطة وتصرف بوحشية كبيرة. ورحّب محامي عائلة فلويد، بالحكم، قائلاً هذه الجملة التاريخية تقرب عائلة فلويد وأمتنا خطوة واحدة من الشفاء من خلال تحقيق المساءلة، لمرة واحدة، تمت محاسبة ضابط شرطة قتل رجلاً أسود بالخطأ. وأضاف: يوماً بعد يوم، سنة بعد سنة، تقتل الشرطة السود دون عواقب، ولكن اليوم، مع الحكم الصادر بحق شوفين، نتقدم خطوة هامة إلى الأمام وهو أمر لم يكن من الممكن تصوره قبل وقت قصير جداً، الذين رفعوا أصواتهم للمطالبة بالعدالة لجورج فلويد يحتاجون إلى معرفة أنّ تحركهم أحدث فرقاً. وقال تشوفين خلال جلسة إعلان العقوبة: بسبب المسائل القانونية العالقة، لست في صدد الإدلاء بتصريح رسمي في هذه المرحلة، ولكن باقتضاب، أحرص على تقديم تعازي إلى عائلة فلويد، دون أن يقدم اعتذاراً أو يعبر عن ندمه. وفيما طلب أقارب فلويد تفسيرات من شوفين قبل النطق بالحكم، قالت والدة الشرطي أمام المحكمة، إنّ نجلها إنسان هادئ وعاقل ومحترم، وأنّ حكماً شديداً لن يكون جيداً بالنسبة له. بدوره، وصف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الحكم بحق شوفين بأنّه عادل. وقال بايدن: لا أعرف كل الظروف التي أخِذت في الاعتبار، لكن الحكم يبدو لي عادلاً. ومع تأكيده أنه أقسى حكم صدر على الإطلاق بحق شرطي في مينيسوتا، قال الناشط الحقوقي آل شاربتون، إنّ ما حصل لا يمثل العدالة، مشيراً إلى أنّ العدالة هي أن يكون جورج فلويد على قيد الحياة، وأن أحكاماً كهذه صدرت من قبل. وقال الاتحاد الأمريكي للحقوق المدنية، إنّ هذه اللحظة النادرة التي يجب أن تواجه فيها الشرطة عواقب جرائم القتل التي ارتكبتها لا تمثل العدالة، العدالة لا تتلخص بجملة واحدة أو بحكم واحد. بدورهم، أعرب الكثير من أفراد عائلة فلويد ولا سيما شقيقه تيرينس، عن رغبتهم في مواصلة النضال. وقال ابن أخته، براندون ويليامز، إنه حصل على العدالة، لكن ليس على نحو كافٍ. ودعا فيلونيس فلويد، وهو شقيق آخر لجورج، متحدثًا عن أشخاص آخرين ذهبوا ضحية عنف الشرطة، الناس إلى أن ينهضوا ويناضلوا. وقال بيلي براونلي وهو أمريكي أسود من مينيابوليس: إدانة ديريك شوفين لا تعني شيئاً، لأن ما يقلقني دائماً هو أن توقفني الشرطة وأنا أقود سيارتي للعودة إلى المنزل.
مشاركة :