قال وزير الخارجية الجديد يائير لابيد لنظيره الأمريكي، إن لدى إسرائيل تحفظات جدية بشأن الاتفاق النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه في فيينا، حيث تعهد بإصلاح "الأخطاء التي ارتكبت" في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في السنوات الأخيرة. في أول اجتماع مباشر بينهما منذ أن أدت الحكومة الإسرائيلية الجديدة اليمين قبل أسبوعين، أجرى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين ولابيد نقاشًا إيجابيًا ودافئًا للغاية، وفقًا لمسؤولين أمريكيين. وكانت الموضوعات الرئيسية هي الاتفاق النووي واتفاقات التطبيع الإسرائيلية مع دول الخليج العربية، وكذلك المساعدات الإنسانية لغزة ووضع القدس الشرقية، وهو موضوع ساعد في تأجيج أحدث موجة من العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين في مايو. وقال لبيد في تصريحات مقتضبة قبل الاجتماع في فيينا: "لدى إسرائيل بعض التحفظات الجادة بشأن الاتفاق النووي الإيراني الذي يتم وضعه في فيينا. نعتقد أن طريقة مناقشة هذه الخلافات هي من خلال المحادثات المباشرة والمهنية، وليس في المؤتمرات الصحفية". وتجري إيران والولايات المتحدة محادثات غير مباشرة بشأن إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين طهران والقوى الكبرى الذي فرض قيودًا على أنشطة طهران النووية مقابل رفع العقوبات الدولية. وقد تخلت الولايات المتحدة، في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، عن الصفقة وأعادت فرض عقوبات أمريكية قاسية، مما دفع إيران للرد بانتهاك العديد من قيودها. وقال مسؤولون أمريكيون إن بلينكين أبلغ لابيد أن واشنطن ستظل على اتصال وثيق مع إسرائيل بشأن المفاوضات الإيرانية. ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، وهو قومي على رأس ائتلاف من الأحزاب المختلفة، معارضة سلفه المحافظ، بنيامين نتنياهو، للاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، الذي اعتبرته إسرائيل متراخيا للغاية في المشاريع التي تنطوي على إمكانية صنع قنابل. وقد اعترف لابيد بالحاجة إلى الإصلاح قائلا "في السنوات القليلة الماضية، ارتكبت أخطاء. تضررت مكانة إسرائيل من الحزبين. سنصلح هذه الأخطاء معًا." كما أكد بلينكين على مخاوف لابيد واشنطن بشأن المحاولات الإسرائيلية لإجلاء العديد من العائلات الفلسطينية في القدس الشرقية، ووضع المسجد الأقصى في المدينة، حسبما قال مسؤولون أمريكيون. كما أبلغ بلينكين لبيد بضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث قتل 250 فلسطينيا ودمرت عشرات المباني الشهر الماضي بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية. وعمل بايدن على إصلاح العلاقات مع الفلسطينيين والتخلي عما وصفوه بالسياسة الأمريكية أحادية الجانب تجاه الصراع. وتعهدت إدارته باستئناف مئات الملايين من الدولارات من المساعدات الاقتصادية والإنسانية والعمل على إعادة فتح البعثة الدبلوماسية للفلسطينيين في واشنطن.
مشاركة :