حول الاحتلال الإسرائيلي مدينة القدس، لا سيما بلدتها القديمة ومحيطها أمس، إلى ثكنة عسكرية تغيب عنها كل مظاهر الحياة الطبيعية، في حين اعتبر رئيس وزراء الكيان أنه لا يملك حلولاً سحرية في مواجهة الهبة الفلسطينية، معبراً بذلك عن عجزه الواضح في احتواء الأزمة. وفرض الاحتلال حصاراً عسكرياً محكماً على المسجد الأقصى المبارك، واقتحمه بعد انتهاء صلاة عشاء أمس الأول للتأكد من خلوه من المعتكفين، في الوقت الذي نصبت فيه قوات الاحتلال المتاريس الحديدية على بواباته، وعلى بوابات البلدة القديمة، لمنع من تقل أعمارهم عن الخمسين عاماً من التوجه إلى الأقصى والمشاركة في أداء صلاة الجمعة. واضطر مئات المصلين المقدسيين لأداء صلاة فجر أمس الجمعة في الشوارع والطرقات بسبب إجراءات الاحتلال وحصار الأقصى، في حين اعترضت شرطة الاحتلال الحافلات التي تنقل المصلين من التجمعات السكانية من داخل أراضي فلسطين 48، ومنعتها من الاستمرار باتجاه القدس. وقررت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، فرض قيود على دخول المصلين لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، وذلك بمنع الرجال دون الخمسين عاماً من دخول المسجد. وادعت شرطة الاحتلال أن فرض هذه القيود جاء لوجود نوايا بالإخلال بالنظام، مشيرة إلى نشر الآلاف من أفرادها في شرقي مدينة القدس وفي محيط الحرم القدسي الشريف منذ ساعات الصباح الباكر. في الأثناء، زعم رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو بأن قوات جيشه لا تملك حلولاً سحرية للتعامل مع الهجمات الأخيرة التي استهدفت المستوطنين، وحمل السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس وحركة حماس والحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر المسؤولية عن موجة العمليات الحالية. من جهته دعا وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون إلى التعامل بمسؤولية مع الأحداث لكنه أعلن إطلاق يد الجيش للسيطرة على الأحداث، وأكد أنها غير مقيدة، في ذات الوقت أكد يعلون أنه لا داعي لعملية عسكرية واسعة رداً على العمليات الأخيرة في الضفة والقدس. وقال وزير الأمن الداخلي غلعاد اردن بان الإسرائيلي إن الحكومة غيرت خلال الأشهر الماضية أوامر إطلاق النار بما يسمح للشرطة هذه الأيام بإطلاق النار على ملقي الحجارة أيضاً، وتفاخر بهدم المنازل الفلسطينية، مهدداً بهدم بيوت كل من شاركوا أو سيشاركون في تنفيذ عمليات وبسجن كل من يقوم بعمل ضد إسرائيل بما في ذلك إلقاء الحجارة.(وكالات)
مشاركة :