يُسدل مساء اليوم، السبت (10 أكتوبر)، الستار على مهرجان الأيام الثقافي للكتاب بنسخته الثانية والعشرين، التي استمرت على مدى عشرة أيام، منذُ الأول من أكتوبر، وهي ترفد مختلف فئات القراء، بالكتب، ومصادر المعرفة في مختلف المجالات والتخصصات، الثقافية والفكرية والعلمية، وبما يفوق الـ 75 ألف عنوان، جاءت بها أكثر من 180 دار نشر عربية وأجنبية، إلى مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات، حيثُ أُقيم المهرجان. وشهد المهرجان على مدى الأيام الماضية، إقبالاً وصف بـ الممتاز والمشجع من قبل مندوبي دور النشر، والناشرين، حيثُ لم ينقطع الناس عن الانغماس في فضاء الكتاب الورقي، برغم كل التطورت، والثورة المعلوماتية، وفي ظل وجود الكتاب الرقمي، إلا أن للورق رائحة خاصة، ونوستالجيا لا تقاوم كما يعبر أحد المارة بين ممرات أجنحة دور النشر، وهو يقلب صفحات الكتب، كمن يتزود عند كل محطة! وككل يوم، بل أكثر من كل يوم كذلك، شهد المهرجان في يومه الثامن، إقبالاً كبيراً، مما انعكس إيجابياً على أصحاب دور النشر، وأكد بعضهم على أن المبيعات تجاوزت المتوقع.. إذ شهد يوم الخميس، زيارة أكثر من عشرين مدرسة، حكومية وخاصة، إلى جانب الجمهور الذي ملأ قاعة مركز المعارض، في الفترة المسائية، مستغلاً ليلة إجازته، لقضاء وقته بين الكتب ودور النشر. وإلى جانب كل ذلك، تواصلت الفعاليات وحفلات التوقيع، إذ شهد جناح الأيام توقيع كتاب التدريب التشاركي عن بعد بمركز مصادر التعليم، المفاهيم، الأساليب، التطبيقات للباحثة مي شمندري، كما شهد الجناح توقيع المجموعة القصصية الشعرية أرى ضباب للكاتبة سارة علاء، فيما وقع محمد منصور سرحان سلسلتهُ البوليسية الجريمة الغامضة. وعلى صعيد دور النشر الأخرى، وقع الشاعر الكويتي حميد الرشيدي، ديوانه أيام من العمر في دار سما، وفي نفس الدار وقع فهد البشارة، كتابهُ عيشها صح، أما سميرة الجندي فوقعت روايتها خلود في دار الجندي، ووقع قاسم المقبل فاصلة لمجاز آخر بدار مسعى، كما وقعت ملاك لطيف، ديوانها عصافير النافذة الأخيرة في نفس الدار. من جانب آخر أقيم في زاوية إبداعاتنا عدد من الفعاليات وورش العمل للأطفال، إلى جانب المحاضرات التوعوية للكبار، خاصة في فن إبداع إعادة التدوير، إلى جانب تواصل الفعاليات الترفيهية للصغار، من تلوين الوجوه، والرسم، واللعب بالصلصال، وغير ذلك. وفي سياق آخر قصدتُ ناشرين بشكلٍ عشوائي، لأستطلع وجهات نظرهم حول عددٍ من الأمور، فسألتُ غازي محمد عطوى، من دار الوسام، عن المهرجان أولاً، ليجيب أمانةً لا يمكنني إلا أن أصف المهرجان، وتنظيمهُ، إلا بالممتاز، فعلى مدى 12 عاماً وأنا متابعاً لهذا المهرجان الذي تطور بشكل كبير، وإن كانت القراءة تراجعت لدى فئة الشباب، خاصة بعد الثورة التكنولوجيا، إلا أن للكتاب الورقي مكانتهُ المحفوظة في قلب كل قارئ. ولفت صاحب دار الوسام، والتي تضم في جناحها كتب دار الجيل، ودار العودة، أن هناك مؤامرة لتجهيل الشباب، وعندما يتجهلُ الشباب فويلٌ للأمة، لذلك أنا أدعو المؤسسات الكبرى إلى إقامة الندوات والفعاليات والمحاضرات التي تفهم هذه الأجيال أهمية القراءة والإطلاع، وما تقوم بهِ (مؤسسة الأيام) عمل ممتاز، استمراريتها في إقامة هذا المهرجان السنوي للكتاب، وأتمنى أن يقرن بمحاضرات توعوية على أهمية الكتاب، ومكانته في حياة الأمم وتطورها. واختتم عطوى بأمانيه لمهرجان الأيام، دوام الاستمرارية، والارتقاء، عاماً بعد آخر، فالمهرجان من المحطات البارزة التي نتمنى لها كل الخير، لكونه تظاهرة ثقافية، تعنى بالكتاب، والذي بدوره يعنى بإنشاء أمة واعية، مستقرة، مطمئنة، لا تصلُ فيها الأحوال إلى ما نحنُ فيه على طول الوطن العربي وعرضه. نديم مروة، مندوب دار الانتشار العربي، أكد على الدور الذي يلعبهُ مهرجان الأيام في تشكيل الوعي المحلي، مضيفاً تابعتُ هذا المهرجان منذُ فترة طويلة، ولا يزال مستمراً، متابعاً تألقهُ وتميزهُ، إذ شهد تطورات كبيرة، خاصة وأنني واكبت هذه التطورات، فقد أضحى مماثلاً لمعارض الكتب الدولية، لما يمتاز به من استقطاب عدد كبير من دور النشر. ولفت مروة إلى أن المهرجان يمتاز بقوة تنظيمه، وأهلية اللجنة المنظمة الذي قدم شكرهُ لها على جهودها المستمرة، مؤكداً أن مهرجان هذا العام امتاز بإقبال كبير من قبل الجمهور. وحول سؤالي عن القارئ البحريني، وعلى ما يقبل، قال مروة بدايةً يجب أن أقف عند ظاهرة ملفته، وهي ظاهرة القارئة الأنثى، إذ إن هناك إقبالا من قبل الفتيات على الروايات الأدبية، وهذا الإقبال هو الأكثرُ، مقارنة بإقبال الفتية على اقتناء الكتب... وإلى جانب ذلك، يوجد في البحرين قراء من النخبة، تلك التي تقبل على الكتب الفكرية، وإن كانت أقل عدداً من المقبلين على الرواية، إلا أنها تقبل على شراء هذه الكتب، واقتنئها، خاصة كتب الفلسفة، لكن تبقى الرواية هي المتصدرة للكتب الأكثر مبيعاً.
مشاركة :