زاد التفاوت في خريطة انتشار جائحة كورونا عبر العالم بين بلدان بدأت تنفس الصعداء وأخرى تواجه تفشي سلالات جديدة أشد عدوى. ففيما أعلنت ألمانيا تراجعا قياسيا في عدد الإصابات الجديدة، انفجر الوباء في روسيا رغم القيود الشديدة. رغم القلق من انتشار سلالات جديدة أشد عدوى عبر العالم، فقد توالت الأخبار الإيجابية بخصوص الوضع الوبائي في ألمانيا. وباتت النسخة المتحوّرة "دلتا" الشديدة العدوى والتي رصدت للمرة الأولى في الهند، منتشرة في 85 بلدا على الأقل، بحسب منظمة الصحة العالمية، ما يزيد المخاوف من موجات جديدة من الوباء رغم حملات التطعيم. فقد أرغمت "دلتا" بعض الدول على مراجعة استراتيجياتها مع فرض تدابير مشددة لمكافحة الوباء أو إرجاء رفع القيود. آخر هذه الدول كانت جنوب إفريقيا التي سجّلت 1,9 مليون إصابة بينها 59900 وفاة. تحسن مطرد للوضع في ألمانيا أعلن معهد "روبرت كوخ" الألماني لمكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية صباح اليوم (الاثنين 28 يونيو/ حزيران 2021) أن عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا المستجد التي تم تسجيلها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بلغ 219 إصابة، استنادا إلى بيانات الإدارات الصحية المحلية. وبلغ عدد الإصابات الجديدة يوم الاثنين الماضي 346 إصابة. وأظهرت التجربة أن الأرقام المسجلة يومي الأحد والاثنين عادة ما تكون أقل، بسبب عدم تسليم بعض الإدارات الصحية بيانات الإصابات الجديدة لمعهد "روبرت كوخ" في عطلة نهاية الأسبوع. وسجل المعهد 8 حالات وفاة جديدة جراء الفيروس في غضون 24 ساعة، مقابل 10 حالات وفاة جديدة يوم الاثنين الماضي. وسجلت ألمانيا أعلى عدد إصابات يومية حتى الآن في 18 كانون أول/ديسمبر الماضي، بواقع 33 ألفا و777 إصابة، من بينها 3.500 إصابة تم إضافتها على نحو متأخر. كما سجلت أعلى عدد وفيات يومية جراء الفيروس حتى الآن في 14 كانون الثاني/ يناير الماضي بواقع 1.244 حالة. وبلغ انتشار المرض بين كل مئة ألف نسمة في غضون سبعة أيام اليوم الاثنين 5.6 إصابة (5.7 أمس الأحد). وتم تسجيل أعلى معدل في 22 كانون أول/ ديسمبر الماضي بواقع 197.6 إصابة. وبحسب بيانات المعهد، يصل بذلك إجمالي عدد حالات الإصابات المؤكدة بالفيروس في البلاد إلى 3 ملايين و726 ألف و929 حالة. تفاقم الوضع الوبائي في موسكو عجزت العاصمة الروسية عن السيطرة على فيروس كورونا رغم القيود الصارمة التي فُرضت في الأسابيع الأخيرة وتسجّل أعداد وفيات قياسية متتالية فيما تواصل النسخة المتحوّرة "دلتا" تفشيها في العالم في ظلّ استياء كبير لدى الدول المتحمّسة للعودة إلى الحياة الطبيعية. وسجّلت موسكو من جديد الأحد عدد وفيات قياسياً جراء كوفيد-19 مع 144 وفاة خلال 24 ساعة، وهي أسوأ حصيلة منذ بدء تفشي الوباء في المدينة. وكانت العاصمة الروسية سجّلت الجمعة عدد وفيات قياسياً بلغ 98 وفاة. ويحصل ذلك رغم فرض قيود بشكل تدريجي مثل العودة إلى العمل عن بُعد بصورة إلزامية لجزء من الموظفين والتلقيح الإجباري لموظفي قطاع الخدمات. واعتباراً من الاثنين، ينبغي على كل شخص يرغب بالدخول إلى مطعم في العاصمة أن تكون لديه بطاقة صحية. وبالتالي يجب على سكان موسكو أن يحمّلوا من المنصة الإلكترونية الخاصة بالمدينة رمز الاستجابة السريعة الذي يؤكد أنهم ملقحون أو أنهم أُصيبوا بالمرض خلال الستة أشهر الماضية أو أنهم أجروا فحص الكشف عن الإصابة لا تتجاوز مدّته ثلاثة أيام، وفق ما أوضح قبل بضعة أيام رئيس بلدية المدينة سيرغي سوبيانين. لكن سلطات موسكو لا تعتزم حتى الآن فرض إغلاق عام كما فعلت في ربيع العام 2020، في هذه المدينة التي تعدّ أكثر من 12 مليون نسمة. وروسيا هي الدولة الأوروبية الأكثر تضرراً من حيث الوفيات مع 130.347 وفاة بحسب أرقام الحكومة. لكن بموجب تعريف أوسع للوفيات المرتبطة بكوفيد، أحصت وكالة روستات للإحصاءات 270 ألف وفاة على الأقل منذ بداية الجائحة حتى نهاية نيسان / أبريل. استنفار في جنوب إفريقيا وانفراج في إيطاليا أعلن رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا الأحد فرض قيود جديدة في البلاد الأكثر تضررا بفيروس كورونا في القارة السمراء، لمواجهة الارتفاع الكبير في عدد الاصابات الناتج عن المتحورة دلتا كما في دول أخرى. وقال رامابوزا "نواجه موجة مدمرة يدل كل شيء على أنها ستكون أسوأ من سابقاتها"، معلناً "حظر كل التجمعات، سواء في الداخل او الخارج، باستثناء الجنازات التي يسمح لخمسين شخصا كحد اقصى بالمشاركة فيها". ويُمنع أيضاً بيع الكحول وتم تمديد مدة حظر التجوّل (من الساعة التاسعة مساء حتى الرابعة فجراً) كما ستُغلق المدارس بحلول الجمعة. في المقابل، تواصل إيطاليا رفع القيود. ويُتوقع إلغاء حظر التجوّل الاثنين في وادي أوستا، المنطقة الإيطالية الوحيدة حيث كان لا يزال سارياً، كما أن وضع الكمامات لم يعد إلزاميّاً في الخارج، باستثناء في الأماكن المكتظة. وكانت إيطاليا أول دولة في أوروبا يتفشى فيها كوفيد في الفصل الأول من العام 2020 وهي من بين الدول الأكثر تضرراً من الوباء بتسجيلها أكثر من 4.25 ملايين إصابة و127.418 وفاة بينها 56 في الساعات الأربع والعشرين الماضية. حملات تلقيح واسعة ..ولكن! أظهرت بيانات لجامعة جونز هوبكنز الأمريكية ووكالة بلومبرغ للأنباء اليوم الاثنين أنه تم إعطاء 71.4 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في ألمانيا حتى الآن. وبحسب البيانات المعلنة اليوم، يُقدر متوسط معدل التطعيم في ألمانيا بنحو 1.44 مليون جرعة في اليوم الواحد. وبهذا المعدل، يتوقع أن تستغرق ألمانيا شهرا واحدا لتطعيم 75% من سكان البلاد بلقاح من جرعتين. وبدأت حملة التطعيم ضد فيروس كورونا في ألمانيا قبل نحو 26 أسبوعا. أما في بريطانيا فتم إعطاء 76.8 مليون جرعة من اللقاحات في بريطانيا حتى الآن. وبحسب البيانات المعلنة اليوم، يُقدر متوسط معدل التطعيم في بريطانيا بـ534 ألفا و227جرعة في اليوم الواحد، وبهذا المعدل، يتوقع أن تستغرق البلاد شهرا واحدا لتطعيم 75% من سكانها بلقاح من جرعتين. وبدأت حملة التطعيم ضد الفيروس في بريطانيا قبل نحو 27 أسبوعا. في سياق متصل، قالت صحيفة تايمز البريطانية اليوم الاثنين إن ألمانيا ستحاول حظر دخول المسافرين البريطانيين الاتحاد الأوروبي بصرف النظر عما إذا كانوا قد حصلوا على لقاح كوفيد-19 أم لا. وأضافت الصحيفة أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تريد تصنيف بريطانيا على أنها "دولة مثيرة للقلق" نظرا لانتشار سلالة دلتا من فيروس كورونا هناك بشكل كبير. وقالت إن هذه الخطط سيناقشها مسؤولون كبار في لجنة الاتحاد الأوروبي المتكاملة لمواجهة الأزمات السياسية وستعارضها اليونان وإسبانيا وقبرص ومالطا والبرتغال. ومن المقرر أن تلتقي ميركل برئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في تشيكرز، مقر إقامته الريفي الرسمي، الأسبوع المقبل. وتعتزم بريطانيا الكشف عن خطط الشهر المقبل للسماح للأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل بالسفر دون قيود إلى جميع الدول باستثناء تلك التي لديها أعلى مخاطر فيما يتعلق بكوفيد-19. ح.ز/ ا. ف (رويترز / أ.ف.ب / د.ب.أ)
مشاركة :