نددت بغداد بالهجمات الأمريكية على فصائل عراقية تدعمها إيران واعتبرتها "انتهاكا سافرا" لسيادتها. وكانت واشنطن أكدت أمس الأحد أنها شنت جولة جديدة من الهجمات الجوية ضد فصائل مسلحة مدعومة من إيران في كل من العراق وسوريا. الكاظمي: " "يجدد العراق رفضه أن يكون ساحة لتصفية الحسابات ويتمسك بحقه في السيادة على أراضيه" ندد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اليوم (الاثنين 28 يونيو/ حزيران 2021) بالضربات الأمريكية على فصائل عراقية مدعومة من إيران معتبرا أنها "انتهاك سافر لسيادة العراق". وقال في بيان صادر عن مكتبه "يجدد العراق رفضه أن يكون ساحة لتصفية الحسابات ويتمسك بحقه في السيادة على أراضيه ومنع استخدامها كساحة لردود الفعل والاعتداءات داعيا إلى "التهدئة وتجنب التصعيد بكل أشكاله". من جهته، أكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية يحيي رسول اليوم الاثنين أن الهجوم الأمريكي على الحدود انتهاك سافر للسيادة العراقية، حسبما أفادت وكالة الانباء العراقية ( واع) . على صعيد آخر، أعلنت مديرية إعلام هيئة الحشد الشعبي في العراق تنظيم مراسم تشييع لضحايا القصف الجوي الأمريكي على أحد ألوية الحشد في قضاء القائم على الحدود العراقية السورية أقصى غربي العراق. وذكرت مصادر في الحشد أن مراسم التشييع ستكون بمطار المثنى ببغداد في وقت لاحق اليوم. وكان الحشد الشعبي العراقي قد أعلن أن أربعة من مقاتليه لقوا حتفهم في قصف لطائرات أمريكية استهدفت مواقع اللواء 14 المنتشر على الحدود العراقية السورية بقضاء القائم بمحافظة الأنبار 500/كم أقصى غربي العراق. ويعمل الجيش الأمريكي، الذي يقود تحالفا دوليا في العراق، مع الجيش العراقي في محاربة فلول تنظيم الدولة الإسلامية (المعروف إعلاميا بداعش). وقالت الولايات المتحدة أمس الأحد إنها شنت جولة أخرى من الهجمات الجوية ضد فصائل مسلحة مدعومة من إيران في العراق وسوريا وهذه المرة ردا على هجمات بطائرات مسيرة شنتها تلك الفصائل على أمريكيين ومنشآت أمريكية في العراق. وقال الجيش الأمريكي في بيان إنه استهدف مرافق تشغيل وتخزين أسلحة في موقعين في سوريا وموقع في العراق. ولم يكشف النقاب عما إذا كان يعتقد أن الهجمات أسفرت عن سقوط قتلى أو جرحى. وجاءت هذه الهجمات بناء على توجيهات من الرئيس جو بايدن لتصبح ثاني مرة يأمر فيها بشن هجمات انتقامية ضد فصائل مسلحة مدعومة من إيران منذ توليه السلطة قبل خمسة أشهر. وكانت آخر مرة أمر فيها بايدن بشن هجمات محدودة في سوريا في فبراير/ شباط وكانت في ذلك الوقت ردا على هجمات صاروخية في العراق. في سياق متصل، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في بيان "تظهر هجمات هذا المساء أن الرئيس بايدن واضح في أنه سيتحرك لحماية الأمريكيين". وجاءت الهجمات حتى في الوقت الذي تتطلع فيه إدارة بايدن إلى إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران. ويقول منتقدو بايدن إنه لا يمكن الوثوق بإيران ويشيرون إلى هجمات الطائرات المسيرة كدليل آخر على عدم قبول إيران ووكلائها على الإطلاق بوجود عسكري أمريكي في العراق أو سوريا. ودعت إيران الولايات المتحدة إلى تجنب "اختلاق الأزمات" في المنطقة. وقال سعيد خطيب زاده المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الاثنين "ما تقوم به الولايات المتحدة هو زعزعة أمن المنطقة، وستكون الولايات المتحدة نفسها أحد ضحايا ذلك". وامتنع بايدن والبيت الأبيض عن التعليق على الهجمات يوم الأحد. لكن بايدن سيجتمع مع الرئيس الإسرائيلي الذي أوشكت رئاسته على الانتهاء ريئوفين ريفلين في البيت الأبيض اليوم الاثنين لإجراء مناقشات موسعة تتضمن مساعي الولايات المتحدة للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني وتشكيل الحكومة الجديدة في إسرائيل. وأثارت هذه المساعي مخاوف جدية في إسرائيل، العدو اللدود لإيران. ويعتقد مسؤولون أمريكيون أن إيران تقف وراء تصعيد الهجمات بطائرات مسيرة متطورة وإطلاق صواريخ بشكل متكرر على أفراد ومنشآت أمريكية في العراق حيث يساعد الجيش الأمريكي بغداد في محاربة فلول تنظيم الدولة الإسلامية. وقال مسؤولان أمريكيان، تحدثا لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويتهما، إن الفصائل المدعومة من إيران شنت ما لا يقل عن خمس هجمات بطائرات مسيرة على منشآت يستخدمها عسكريون أمريكيون ومن قوات التحالف في العراق منذ أبريل نيسان. وقال البنتاغون إن المنشآت المستهدفة كانت تستخدمها فصائل مسلحة مدعومة من إيران من بينها كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء. وقال مسؤول دفاعي إن إحدى المنشآت المستهدفة استخدمت لإطلاق الطائرات المسيرة واستعادتها. وصرح مسؤولون بأن الجيش الأمريكي شن الهجمات بطائرات إف -15 وإف -16. وقالوا إن الطيارين الذين نفذوا هذه الهجمات عادوا بسلام. وقال أحد المسؤولين لرويترز "نقدر أن كل ضربة أصابت الأهداف المقصودة". وتواجه الحكومة العراقية صعوبة في التصدي للفصائل المسلحة المتحالفة أيديولوجيا مع إيران والمتهمة بإطلاق صواريخ على القوات الأمريكية والتورط في قتل نشطاء سلميين مطالبين بالديمقراطية. وأفرج العراق في وقت سابق هذا الشهر عن قاسم مصلح القيادي بفصائل الحشد الشعبي المتحالفة مع إيران نظرا لعدم كفاية الأدلة ضده بعد اعتقاله في مايو أيار بتهم تتعلق بالإرهاب. ح.ز/ ا.ف (رويترز/ أ.ف.ب / د.ب.أ)
مشاركة :