إن للقرآن الكريم مكانته في حياة الأمة الإسلامية، إذ هو مصدر تشريعها الأول ودستورها ومنهاجها، وهو كتابها الذي تعتصم به إذا ما أرادت أن لا تضلّ، تعلو به مآذن المسلمين كل صلاة، وتردده إذاعاتهم وقنواتهم، يتدارسه من أبنائها الطامحين إلى الدرجات العلى، محفوظٌ بحفظ الله تعالى له، اصطفى الله هذه الأمة له، ومهَرَ به من أبنائها حفاظاً تلقوه مشافهة، مقرئاً عن مقرئٍ بسنده إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- فهم فخر هذه الأمة. ولقد امتنّ الله –عز وجل- على هذه البلاد، أن تكون السباقة في العناية بالقرآن الكريم، طباعة وتدريساً وتدارساً وحفظاً، وما كان للمملكة رائدة الدول الإسلامية، أن تقصر هذا الخير العظيم على أبنائها، وهي تحمل على عاتقها رسالة الإسلام، دعوة وإرشاداً ونصحاً للأمة، وما كان استشعارها ذلك وليد البارحة، بل هو ميثاق قيام هذه الدولة المباركة، على نهج من كتاب الله وتواصٍ بالحق، وما ذاك إلا إيماناً منها بدعم القرآن الكريم، من ثمار تجنيها الأمة شباباً تعوّل عليهم بعد الله مستقبلها، وتسلم إليهم زمامها واثقة بموعود الله. وأضاف: لقد استبشرت بهذه الدورة الجديدة من مسابقة الملك عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم وتفسيره، وسرني كثيراً أن تكون هذه المسابقة في المسجد الحرام، مهوى أفئدة المؤمنين، ومبعث نبيهم محمد –صلى الله عليه وسلم-، فذلك مما يعظم في نفوسهم آياته، إذ هناك كان يتنزل مكيه منجماً، وحواليهم كان يسير به نبيهم –صلى الله عليه وسلم- مبشراً ومنذراً، وفي حرمهم ذاك اجتمع صفوة البشر بعد الأنبياء، صحابة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يتدارسونه. لم تجمعهم رابطة النسب ولا العرق ولا غيرها، بل كانت كلمة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وهذا القرآن الكريم، ثم هاهي الكرة تعاد، ليجتمع الشباب المسلم متنافساً على حفظ كتاب الله –عز وجل- وتفسيره كما اجتمع أولئك النفر من الصحابة قبلهم.
مشاركة :