أثار انتباهي إعلان نشرته إحدى الجمعيات التعاونية تعلن فيه عن فتح باب الترشيح لعضوية مجلس إدارة الجمعية، وبه شروط الترشيح، ومنها على سبيل المثال الشرط التالي: "أن يكون المرشح حاصلاً على مؤهل دراسي لا يقل عن شهادة دبلوم سنتين بعد الثانوية العامة، مع وجوب تصديق الشهادة من الجهات المختصة… إلخ إلخ". وهناك شروط أخرى طبعاً، والإعلان دسم وطويل… يعني معقول عضوية مجلس إدارة الجمعية التعاونية أصعب بكثير من الترشيح لعضوية مجلس الأمة؟! راجعت الشروط الواجب توافرها في أي مرشح لمجلس الأمة، ووجدت الفقرة التالية فقط فيما يتعلق بالتأهيل العلمي: "يجب على المرشح أن يجيد كتابة وقراءة اللغة العربية بطلاقة…". طبعاً هناك شروط أخرى، ولكن ما يثير الانتباه هنا أن الجمعية التعاونية تشترط دبلوم سنتين بعد الثانوية العامة، بينما تمثيل الأمة لا يحتاج إلا إجادة اللغة العربية قراءةً وكتابة بطلاقة، وحتى ذلك الشرط لا يتم التدقيق عليه! هل عرفتم الآن مدى أهمية الجمعيات التعاونية للمواطنين إلى درجة أن شروط الترشيح لعضوية مجلس الإدارة أصعب بكثير من شروط الترشيح لعضوية مجلس الأمة؟! خوش ديرة… وخوش سنع… وخوش اهتمام "بالماجلة"… ولوازم البيت والعائلة… أما التشريع والرقابة فقد بدت وكأنها أمور ليست بذات أهمية!