بغداد – الوكالات: قُتل عدد من عناصر فصائل مدعومة من إيران الأحد في غارات جوية أمريكية استهدفت مواقعهم على الحدود السورية العراقية، في خطوة اعتبرها رئيس الوزراء العراقي «انتهاكاً سافراً لسيادة» بلده، فيما أمل وزير الخارجية الأمريكي أن تُشكل رادعاً «قوياً». وتأتي الضربات في مرحلة حساسة، إذ تتهم واشنطن فصائل عراقية مرتبطة بإيران بشن هجمات على منشآت عراقية تؤوي عناصر أمريكيين، في وقت تتواصل فيه الجهود الدولية لإعادة تفعيل الاتفاق النووي مع طهران. وأعلن المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي في بيان انه «بتوجيه من الرئيس بايدن، شنت القوات العسكرية الأمريكية غارات جوية دفاعية دقيقة ضد منشآت تستخدمها مليشيات مدعومة من إيران في منطقة الحدود العراقية السورية»، مشيراً إلى أن بايدن أعطى توجيهاته «بمزيد من العمل العسكري لتعطيل وردع» الهجمات المستمرة التي تشنها جماعات مدعومة من إيران وتستهدف المصالح الأمريكية في العراق. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال زيارة لروما بعد الظهر: «تبعث خطوة الدفاع عن النفس هذه للقيام بما يلزم لمنع أي هجمات أخرى برسالة مهمة وقوية» إلى الفصائل المستهدفة. من جهته، ندد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أمس بالضربات، التي اعتبرها «انتهاكاً سافراً لسيادة العراق». وقال في بيان «يجدد العراق رفضه أن يكون ساحة لتصفية الحسابات ويتمسك بحقه في السيادة على أراضيه ومنع استخدامها كساحة لردود الفعل والاعتداءات، داعياً إلى «التهدئة وتجنب التصعيد بكل أشكاله». واستهدفت الضربات الأمريكية، وفق واشنطن، منشآت تشغيلية ومخازن أسلحة في موقعين في سوريا وموقع واحد في العراق. وأعلن الحشد الشعبي من جهته في بيان مقتل أربعة من مقاتليه في الضربات الأمريكية التي قال إنها استهدفت «ثلاث نقاط مرابطة» داخل الحدود العراقية في قضاء القائم غربي محافظة الأنبار، مشيراً إلى أن مقاتليه كانوا «يؤدون واجبهم الاعتيادي لمنع تسلل عناصر داعش الإرهابي من سوريا إلى العراق». وأفادت مصادر من الحشد الشعبي بأن القتلى ينتمون إلى كتائب سيد الشهداء، إحدى الفصائل الأكثر ولاء لإيران. وشدد بيان الحشد على أن النقاط المستهدفة «لا تضم أي مخازن أو ما شابه خلافاً للادعاءات الأمريكية»، وأضاف «نؤكد احتفاظنا بالحق القانوني للرد على هذه الاعتداءات ومحاسبة مرتكبيها على الأراضي العراقية». وتباينت حصيلة القتلى بين بيان الحشد ومصادر أخرى. إذ أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل سبعة مقاتلين عراقيين على الأقل جراء الضربات. كما تحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مقتل طفل. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيراني سعيد خطيب زاده إن «ما تقوم به الولايات المتحدة يزعزع أمن المنطقة»، معتبراً أن «أحد ضحايا زعزعة الاستقرار في المنطقة ستكون الولايات المتحدة نفسها». وتُشكل الضربات الجوية الأحد ثاني هجوم أمريكي من نوعه على فصائل مدعومة من إيران في سوريا منذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه، ففي فبراير، قتل أكثر من 20 مقاتلاً عراقياً في ضربات أمريكية استهدفت مواقعهم في شرق سوريا، وفق حصيلة للمرصد السوري. وأوضح المتحدث باسم البنتاجون أن المنشآت، التي استهدفتها الضربات الأحد، «تستخدمها مليشيات مدعومة من إيران تشارك في هجمات بطائرات بلا طيار ضد أفراد ومنشآت أمريكية في العراق».
مشاركة :