لم يؤثر الحدث المفاجئ بخروج المهاجمين البرازيليين الثلاثة على ترتيبات المعسكر النصراوي استعدادا لشقيقه الهلال، رغم أن التصرف السلبي من الثلاثي المحترف أثار حفيظة مدرب النصر الارجوياني كارينو، فبادر بإصدار قرار فني حاسم، يقضي بإقصاء الثلاثي البرازيلي عن المواجهة العاصفة، وهو القرار الصارم الذي أشعل في نفوس البقية من لاعبي النصر كل روح وحماس، لتقديم مالديهم من إمكانات فنية، تعوض كل غياب مهما ارتفع شأنه. هذا الظرف الطارئ حمل للنصراويين كثيرا من الدروس المستقبلية، ومن أهمها أن من يمتلك الإرادة والطموح سيتغلب على أي ظرف، حتى لو كان هذا الظرف قويا أو مفاجئا كما أن توفر البدائل المناسبة سيخفف من تأثير أي غياب، مهما كان حجم التحدي، وهي الأسلحة التي كان يمتلكها الجهاز الفني النصراوي على دكة البدلاء، وخارج القائمة العناصرية التي ستخوض المباراة. فوز النصر على شقيقه الهلال في المباراة لم يكن يعني للنصراويين الكثير، مقابل الانتصار على ظرف صعب، كاد يهز أركان الفريق ويربك حضوره الفني والمعنوي داخل الملعب، وهو الانتصار الذي حمل العبر والدروس ليس للاعبي النصر المشاركين فقط، بل حتى للثلاثي البرازيلي الغائب، الذي لم يحسن التعامل مع الموقف، حتى لو كانت هناك حقوق أو متأخرات، فالتوقيت لم يكن مناسبا للاعبين محترفين، لهم وكلاء أعمالهم الذين يتولون مثل هذه المهمات مع إدارة النادي، وفق العقود المبرمة، بعيدا عن التزامات اللاعب تجاه ناديه، والتركيز على أهمية الإخلاص في العطاء، الذي يتجلى دوما في أرقى صوره عند مواجهة التحديات الصعبة.