رام الله -(أ ف ب): ناشد نحو 50 صحفيا وصحفية فلسطينيين أمس الإثنين في رسالة عاجلة إلى المفوض السامي للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية توفير «الحماية الشخصية والمهنية للصحفيين» خلال وقفة احتجاج أمام مكتبه في رام الله بالضفة الغربية المحتلة. وقالت الصحفية نائلة خليل المشاركة في وقفة الاحتجاج «إن الصحفيين وجهوا رسالة إلى المفوض السامي للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية جيمس هينان تحمل نداء خاصا وعاجلا لاتخاذ الإجراءات الضرورية لتوفير الحماية الشخصية والمهنية لهم». وأوضحت خليل أن هذا الأمر يأتي «على ضوء ما شهدته الساحة الفلسطينية خلال اليومين الماضيين من انتهاكات لحرية العمل الصحفي». وأعلن أكثر من صحفي وصحفية إنهم تعرضوا للاعتداء من قبل «رجال أمن فلسطينيين بزي مدني» خلال التظاهرات التي شهدتها مدينة رام الله ومدن فلسطينية أخرى احتجاجا على وفاة الناشط السياسي نزار بنات خلال اعتقاله من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية فجر الخميس وقالت عائلته إنه «اغتيل سياسيا». ونُشرت عدة مقاطع فيديو تظهر تعرض صحفيات وصحفيين للاعتداء المباشر بالضرب من قبل «رجال أمن بزي مدني»، خلال تغطيتهم تظاهرات في الأيام الأربعة الماضية. من جهته أكد محمد غفري، مراسل موقع الترا فلسطين أنه تعرض «للتهديد بمصادرة جهازه الخلوي إذا استمر في التصوير». وقال رئيس الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عمار الدويك في مؤتمر صحفي «جرى استهداف متعمد للصحفيين خلال الأيام الثلاثة الماضية في الأراضي الفلسطينية، واستهداف خاص للصحفيات، من حيث الاعتداء أو خطف كاميرات أو أجهزة اتصال». وعبر الدويك عن قلقه وقال «هذا شيء مقلق جدا، وخاصة عدم تدخل الشرطة للحماية، الأمر الذي يحول دون قيام الصحفيين بدورهم». وطالب الدويك بضرورة توفير الحماية للصحفيين وخصوصا الصحفيات، ومحاسبة كل من اعتدى على الصحفيين والصحفيات وإعادة الأجهزة التي تمت مصادرتها. وكتبت منظمة مراسلون بلا حدود على تويتر أمس الإثنين أن «12 صحفيا فلسطينيا على الأقل بينهم خمس نساء اعتدت عليهم الشرطة الفلسطينية نهاية هذا الأسبوع في الضفة الغربية»، منددة بـ«استخدام القوة من جانب السلطة الفلسطينية لإسكات الصحفيين وإخفاء قمع المتظاهرين». وطالبت نقابة الصحفيين الفلسطينيين في بيان يوم الأحد «بوقف تغطية أخبار الرئاسة والحكومة الفلسطينية حتى تحقيق مطالب الصحفيين، وإقالة مدير الشرطة بسبب عدم توفير الحماية للصحفيين». وكان نزار بنات (43 عاما) من أشدّ المنتقدين للسلطة الفلسطينية ولرئيسها عباس عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأعلن قبل نحو شهرين تعرّض منزله لإطلاق نار من جانب مجهولين. وكان أيضا مرشحا للمجلس التشريعي في الانتخابات التي كان مفترضا إجراؤها في مايو عن قائمة «الحرية والكرامة» المستقلة، لكنّها أرجئت.
مشاركة :